المقال

من سحرةٍ إلى شهداء

229 | 05-12-2016

ياله من موقف وما أصدقه من تضرع في أشد لحظات الضعف والضيق، كانوا أول النهار من أكفر خلق الله وفي آخره من أصدق المؤمنين عبر التاريخ، إنهم سحرة فرعون.
تأمل ردهم على تعذيب فرعون إياهم وشدة تمسكهم بإيمانهم اليقيني وصدق تضرعهم إلى الله وما أحوج الأمة اليوم إلى مثل هذا الإيمان وذاك التضرع، قال تعالى حاكياً عنهم:
{وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا ۚ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ}، [الأعراف: 126]
قال الطبري في تفسيره :

حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن إسرائيل، عن عبد العزيز بن رفيع، عن عبيد بن عمير قال: كانت السحرة أول النهار سحرة، وآخر النهار شهداء.
وقوله: {وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا}، يقول: ما تنكر منا، يا فرعون، وما تجد علينا، إلا من أجل أن آمنا، أي صدقنا {بِآيَاتِ رَبِّنَا}، يقول: بحجج ربّنا وأعلامه وأدلته التي لا يقدر على مثلها أنت ولا أحد، سوى الله، الذي له ملك السموات والأرض، ثم فزعوا إلى الله بمسألته الصبرَ على عذاب فرعون، وقبض أرواحهم على الإسلام فقالوا: {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرً}، يعنون بقولهم: {أَفْرِغْ}، أنـزل علينا حَبْسًا يحبسنا عن الكفر بك، عند تعذيب فرعون إيانا {وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ}، يقول: واقبضنا إليك على الإسلام دين خليلك إبراهيم صلى الله عليه وسلم، لا على الشرك بك .
14957 - فحدثني موسى بن هارون قال، حدثنا عمرو بن حماد قال، حدثنا أسباط، عن السدي: لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ ، فقتلهم وصلبهم، كما قال عبد الله بن عباس، حين قالوا: {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ}. قال: كانوا في أول النهار سحرة، وفى آخر النهار شهداء.
14958 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي, عن إسرائيل، عن عبد العزيز بن رفيع، عن عبيد بن عمير قال: كانت السحرة أول النهار سحرة، وآخر النهار شهداء.
14959 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ {الأعراف: 120}، قال: ذكر لنا أنهم كانوا في أوّل النهار سحرة، وآخره شهداء.
14960 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج, عن مجاهد: {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ}، قال: كانوا أوّل النهار سحرة، وآخره شهداء.
المصدر: موقع طريق الإسلام

تصميم وتطويركنون