المقال
التبيان..هل العين يتبعهاشيطان؟؟
التبيان..هل العين يتبعهاشيطان؟؟
الحمدلله والصلاةوالسلام على رسول الله وبعد:
انتشر مقالا في وسائل التواصل بعنوان(شيطان العين )
وهي مقال فيها فوائد وحوت مخالفات واجتهادات بلا دليل صريح و صحيح وأمورا غيبية بلا نص فيها فيما أعلم فرأيت التوضيح تبرئةللذمة ونصحا للأمة
ورد في المقال:
العين ثلاثة أقسام :
١ - مُعجبة ٢ - حاسده ٣ - قاتلة
أقول:
تقسيم غير دقيق فقاتلة ليس قسما ثالثا بل هو وصف للعين وأثرها إما معجبة أو حاسدة فالعين قد تكون قاتلة فعندما أصاب عامر بن ربيعة سهل بن حنيف بالعين قال له الرسول عليه الصلاةوالسلام (علام يقتل أحدكم أخاه)وفي الحديث الآخر (العين تدخل الرجل القبر وتدخل الجمل القدر)
لذا العين تنقسم لقسمين من حيث مصدرها وما قام في قلب صاحبها عين معجبة أو حاسدة
ومن حيث أثرها على المعيون متلفةأو مؤثرة
ورد في المقال:
فقولوا لكل شيء يُعجبكم :
( ماشاء الله تبارك الله )
أقول:
الثابت هو الدعاء بالبركة لقوله عليه الصلاةوالسلام(إلا بركت)وهو الدعاء بالبركة ،لقوله عليه الصلاةوالسلام(فليدع بالبركة) تبارك الله لا تقال إلا لله وفي حقه جل وعلا
ما شاء الله لا قوة إلا بالله قال بها بعض أهل العلم لكن السنة هو الدعاء بالبركة يقول اللهم بارك فيه أو له أو عليه
ورد في المقال:
س/ من هو شيطان العين ؟ !
ج/ هو شيطان من الجن يدخل مع العين الحاسدة لجسم الانسان.
أقول:
لم أجد في تتبعي للمسألةحديثا صحيحا صريحا يبين أن العين تكون بشيطان أو أن أثر العين يكون من الشيطان ولا أقول بمنع ذلك ، الخطأ في نظري هو حصر أذى العين وأثرها على هذا الجانب فقط بلا دليل صحيح كما ذكرت..بل المتأمل يجد أن هدي الرسول عليه الصلاة والسلام فرق بين الأذى الشيطاني وبين العين فلما اشتكى الصحابي من أذى الشيطان له وفي غيرها من وقائع خاطب الرسول صلى الله عليه وسلم الشيطان (أخرج عدو الله ،أخسأ عدو الله) ولم يفعل ذلك عند الإصابة بالعين بل استعاذ من حرها وبردها ووصبها وأمر بالتبريك عند رؤيةمايعجب والاغتسال للعلاج منها فلو كانت العين مسا أو بسبب دخول الجن أو أذيته لفعل معها كما مر في حالات ذكرتها .. إذا العين تكون من الشيطان كما في الحديث(استرقوا لها فإن بها النظرة) أي عين من الجن كما قال بعض العلماء وليس عين بالجن
وابن القيم عندما تكلم عن العين قال هي سهام تخرج من العين العائن والحاسد ،و لابن حجر كلام جميل في فتح الباري حول هذه المسألة بين أن أثر العين لها أسباب متعددة قد تكون بقوة روح العائن أو عينه أو من الشياطين وغيرها من أسباب ، خاصة أنه ليس هناك دليل صحيح يفصل في المسألة
ورد في المقال:
س/ ماذا يعمل ؟ !
ج/ يسبب ألام
وانتفاخات في البطن وضيق أحياناً في التنفس
ويسبب سرعة غضب وزيادة خجل وكثرة تفكير ووساوس وأحياناً يضعف شخصية الانسان
أقول:
طبعا هو يقصد الشيطان الذي تلبس عن طريق العين واقول ما قلته سابقا ليس هناك دليل على هذه الأعراض بل المعروف أن هذه الأعراض نجدها في أمراض عضوية ومن آثار بعض الأمراض النفسية بل حتى السحر قد يسبب ذلك ، وأضرب مثالا واحدا فقط على ذلك ألا وهو نقص فيتامين د في الجسد وخلل الغدة الدرقية تسببا تلك الأعراض وغيرها بل وحتى الأمراض النفسيةكالاكتئاب
فلنعلم خطورة التشخيص الخاطئ وزرع الوهم في نفس المريض وتبعاته النفسية والعضوية عليه بل وعلى من حوله والمقام ليس مجال ذكر أمثلة تبين المآسي
ورد في المقال:
س/ كيف يخرج ؟ !
ج/ يخرج بقراءة رقية العين وسورة البقرة أو جزئين من القرآن يومياً مع تشغيل القرآن وقت النوم
أقول:
ما دام قرر صاحب المقال أنها عين إذا علاجها الأسرع والأنفع كما بينت السنة هو أخذ غسل من العائن كما أمر به عليه الصلاة والسلام في الحديث وصب على المصاب سهل فشفي من ساعته..وإذا لم يعرف العائن ينتقل للعلاج بالرقية الشرعية كما ثبت عن أمنا عائشة وأم سلمة وغيرهما
لكن الذي يتضح في المقال هو التخبط بين المس والعين من حيث التعريف والتشخيص والعلاج وهذا اتضح فيما مر وما سيأتي
ورد في المقال:
وقال صلى الله عليه وسلم ( العين حق وقد يصحبها شيطان)
اقول:
طبعا هذا الحديث يستدل به من جعل العين بشيطان
الشطر الأول من الحديث(العين حق)صحيح والشطر الثاني(ويصحبها الشيطان) لم أجد هذا اللفظ لكن المعروف(ويحضرها الشيطان وحسد ابن آدم)هذه الزيادة ضعفها الألباني في السلسلة الضعيفة وضعيف الجامع وهذا يغني عن الكلام حول هذه النقطة
ورد في المقال:
وقال الشيخ ابن جبرين ( أن العين يصحبها شيطان)
ووافقه على ذلك الدكتور السدحان
أقول:
غير صحيح فقد قرأت كلام شيخنا عبدالله الجبرين في تقديمه لكتاب الشيخ عبدالله السدحان كيف تعالج مريضك بالرقيةالشرعية قائلا(ولقد أثبت بالتجربة الصادقة أن العين يتبعهاشيطان..) إذا المثبت هو الشيخ عبدالله السدحان وشيخنا عبدالله الجبرين ينقل عنه وليس العكس كما في المقال
ورد في المقال:
س/ هل أعراضه قوية أو ضعيفه ؟ !
ج/ تكمن قوة العين وشيطانها
وضعفها في أمرين : !
- قوة العين الخارجة من نفس الحاسد.
- تدين المعيون أو المحسود وقربه من ربه والتزامه
وإذا كان المعيون محافظ على الصلاة والأذكار وقراءة القرآن فتكون العين ضعيفة
أقول:
تقدم معنا أن العين تخرج من عائن معجب أو حاسد وليس حاسد فقط كما ذكر وهذا الحصر فيه قدح في صحابي صدرت منه العين وهو عامر فالحسد هو مرض خبيث تمني زوال النعمة عن الغير وفيه اعتراض على تقدير الله رزقه بين خلقه
وأما ذكره أن قوة العين وضعفها مرتبط بما أورده فكلام فيه إجمال وحصر غير صحيح
والدليل على ذلك حادثةسهل بن حنيف التي مرت معنا فلو كان ما أصاب سهلا بسبب ضعف وخلل لديه لبين ذلك عليه الصلاة والسلام ، وليس بالضرورة دائما أن يكون الإصابة بالعين أو السحر أو المس بسبب خلل إيماني أو تعبدي فهذا أعبد الناس وأتقاهم عليه الصلاة والسلام سحر كما ثبت في الصحاح
ورد في المقال:
ولذلك كثير من الناس لا يحكم على الاعراض التي عنده من خجل
وغضب ووساوس
وقولون وغيرها بأنها من العين لأنه يرى بأن الأمر بسيط ولا يصل لمرحلة العين
أقول:
تقدم الحديث حول الأعراض وخطأ حصر سببها أنها العين أنبه هنا على نقطتين أولا الاستعجال في التشخيص وخطأ تشخيص المصاب نفسه بنفسه بلا علم وإطلاع وخبرة ويزداد الأمر سوء لو تصدر للتشخيص بلا أهلية تخوله لذلك
النقطةالثانية وهي تبنى على الأولى يتضح أن الكاتب لا يعلم تعريف العين ومنطلقها وأسبابها وآثارها مما ثبت في السنة وعند أهل العلم المختصين المعتبرين ..العين مرتكزها والسبب العظيم للإصابة بها هي نعمة أو نعم تميز بها المعيون وفي النقطة مزيد بسط
ورد في المقال:
س/ كيف أتأكد أني مصاب أو سليم ؟ !
ج/ أقرأ يومياً جزءاً من القرآن بتدبر وكرر آيات العين والنار والبعث والتي تتحدث عن آيات الله الكونية وعظمة الخالق سبحانه ثم إذا شعرت بنعاس شديد أو تثاؤب متكرر أو حرارة أو برودة أو تنمل أو كتمه
فهذا مؤشر وجود العين وقد تكون غالباً مصحوبه بشيطان
أقول:
إن من أعظم آثار العين وعلاماتها فقد تلك النعمة أو النعم أو النفور منها وبغضها بلا أسباب منطقية معروفة
وأما ما ورد فليس عليه دليل لكن يستأنس به في جود علامات أساسية معروفة باستقراء السنة أما أن تجعل هي فيصلا فخطأ وكما تقدم نجد تلك الأعراض وغيرها في علل عضوية ونفسية بل وفي السحر كما بينت سابقا
وأما قوله مصحوبة بشيطان غالبا فهو تناقض لما قرره من إثبات العين بالشيطان فاستدراكه يوضح أن هناك إصابات بالعين بلا شيطان
ورد في المقال:
س/من أين يدخل الجن لجسم الإنسان ؟!
ج/ غالباً يدخل الجن لجسم الإنسان من أطراف اليدين والقدمين والفم أو الأنف
لقوله صلى الله عليه وسلم :إذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع فإن الشيطان يدخل من الفم.
أقول :
ولا زال في قضية الخلط بين المس والعين فهنا يتكلم عن المس وحديثه عن العين وذكر كيف يدخل الجن وعدد أماكن للدخول بلا دليل إلا دليل الفم كما تقدم..
دخول الجن بدن الإنسي ثابت من الكتاب والسنة وأقوال أهل العلم المعتبرين وليس المقام مقام ذكر ذلك ما أود قوله أن الدخول والخروج ثابت أما الكيفية والطريقة فهي من الغيبيات التي لا نقول فيها إلا بدليل والتحديد حتى عند الخروج من أعضاء معينة ليس عليه دليل بل في نظري من اجتهاد معالجين تلاعبت بهم الشياطين
ورد في المقال:
حين يخرج الجني من جسد الإنسان فإنه يضع بصمه لا يراها إلا الجن , وهذه البصمه كبوابه تسهل عبورهم مره أخرى , مالم تغلقها بالاذكار صباحا ومساء
أقول:
ليته أورد الدليل على ذلك خاصة أنها من الأمور الغيبية التي لا تعلم حسا
هناك أيضا مسائل أوردها أهون مما ذكر لم أذكرها اكتفاء بما كتبت وللإطالة التي اضطررت إليها..
ونصيحتي لنفسي ولكاتب المقال أن نحرص على طلب العلم وخاصة في هذه القضايا ويتأكد الأمر لو كنا ممن تصدر لعلاج الناس ورقيتهم ولنحذر ألا نكون ممن ينشر الوساوس والأوهام بين الناس..ولنحرص قبل نشر أي رسالة أو مقال يتعلق بدين الله من قريب أو بعيد على عرضه على أهل العلم المعتبرين
فوالله كم من سنة أميتت وبدعة راج سوقها بتقصيرنا في ذلك..
فقهنا الله وإياكم بالدين وهدانا لسنة النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم
أخوكم علي آل ياسين
aliyaseen.com الموقع الرسمي