المادة

من شبهات أصحاب التوسل الممنوع - الشبهة السابعة عشر

264 | 27-05-2015

ما يرويه بعض الجهال أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (توسلوا بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم) . وبعضهم يرويه بلفظ : (إذا سألتم الله فاسألوه بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم).

أورد هذه الشبهة محمد التيجاني والسمنهودي مستدلين بها على مشروعية التوسل بالجاه
وجه استدلالهم : قالوا في الحديث أمر بالتوسل بالجاه فهو إذا مشروع .

الجواب : يقال هذا الحديث كذب لا أصل له في شيء من كتب الحديث البتة وإنما يرويه بعض الجهال بالسنة .

قال شيخ الإسلام : ( وهذا الحديث كذب ليس في شيء من كتب المسلمين التي يعتمد عليها أهل الحديث ، ولا ذكره أحد من أهل العلم بالحديث . مع أن جاهه عند الله أعظم من جاه جميع الأنبياء والمرسلين ، ولكن جاه المخلوق عند الخالق سبحانه ليس كجاه المخلوق عند المخلوق فإنه لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه ، والمخلوق يشفع عند المخلوق بغير إذنه فهو شريك له في حصول المطلوب ، والله سبحانه وتعالى : لا شريك له ، كما قال سبحانه :(قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ * وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ)

وقال الشيخ الألباني : ( هذا باطل لا أصل له في شيء من كـتب الحديث البتة ، إلى أن قـال : فـلا يلزم إذا من كون جاهه صلى الله عليه وسلم عند ربه عظيما أن نتوسل به إلى الله تعالى لعدم ثبوت الأمر به عنه صلى الله عليه وسلم ) وقال العلامة الألوسي : ( وما يذكره بعض العامة من قوله صلى الله عليه وسلم : (إذا كانت لكـم إلى الله تعالى حاجة فاسألوا الله تعالى بجاهي فإن جاهي عند الله تعالى عظيـم) ، لم يروه أحـد من أهل العلم ، ولا هو في شيء من كتب الحديث ) .

مما ذكـرنا اتضح أن الحديث باطل لا أصل له . لكن لا يلزم من بطلانه نفـي الجـاه عنه صلى الله عليه وسلم بل نقول إن جاهه أعظم من جـاه جميـع الأنبياء إلا أنه لا يلزم من ذلك أن نتوسل به ؛ لأن التوسل أمر توقيفـي ولم نقف على نص من الكتاب أو صحيح السنة يثبت ذلك والله أعلم .

تصميم وتطويركنون