المادة
من شبهات أصحاب التوسل الممنوع - الشبهة العاشرة
عن أنس بن مالك قال : لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي رضي الله عنهما دعا أسامة بن زيد وأبا أيوب الأنصاري يحفرون قـبرها ، فلما فـرغ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضطجع فيه ثم قال : " الحمد لله الذي يحيي ويميت ، وهو حـي لا يموت ، اغفر لأمـي فاطمـة بنت أسد ولقنها حجتها وأوسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي ،فإنك أرحم الراحمين . . . الحديث) رواه الطبراني
وممن استدل به أحمد دحـلان والزهاوي والعظمي وموسى محمد علي
وجـه الاستدلال : قـالوا ورد في الحديث " وأوسـع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي . . . " وفي ذلك توسل بذاته وبإخوانه النبيين .
يقول موسى محمد علي : ( ففي هذا الحديث توسله عليه الصلاة والسلام إلى ربه بذاته وبإخوانه من النبيين ) .
الجواب : يقال لهم الحديث غـير صحيح لأن في سنده روح بن صلاح وقد تفرد به كما قال أبو نعيم واتفقت عبارات كثير من أئمة الجرح على تضعيف روح .
يقول ابـن عدي : ( روح بـن صـلاح ضـعيف) وقـال الدارقطني : ضعيف في الحديث ، وقال ابن ماكولا (ضعفوه) ، وقال أبو يونس : رويت عنه مناكيـر ،وقـال ابن عدي بعد أن خرج له حديثين " ولروح أحاديث ليست بالكثيرة وفي بعض حديثه نكرة" . وذكره ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين
وقال الشيخ الألباني بعد أن ذكر كلام بعض الأئمة فيه : ( فأنت ترى أئمة الجرح قد اتفقت عباراتهم على تضعيف هذا الرجل وبينوا أن السبب روايته المناكير فمثله إذا انفرد بالحديث يكون منكرا لا يحتج به )
وقال الشيخ عبد الرحمن الدوسري : ( هذا الحديث لا يصح دراية فـإن صيغة متنه وركاكـة ألفاظه وما فيه من المبالغة مما يدل على عـدم ثبوته ، زيادة على غرابته وما في سنده من الضعف الذي تكلم عليه المؤلف )
ممـا ذكر اتضح أن الحديث لا يصح دراية ولا رواية وإنما هو منكر لا يحتج به والله أعلم .