المادة
من شبهات أصحاب التوسل الممنوع - الشبهة الأولى
قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
يقول الزهاوي : ( لنا على جواز التوسل والاستغاثة دلائل : منها قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) إلى أن قال : ( بل ظاهر الآية تخصيصها الذوات )
الجواب : يقال لهم الآية حجة عليكم لا لكم ، ذلك أن المراد بالوسيلة فيها : هي : التقرب إلى الله بطاعته والعمل بما يرضيه.
يقول ابن كـثير في تفسير هذه الآية : (يقول سبحانه وتعالى آمرا عباده المؤمنين بتقواه وهـي إذا قـرنت بطاعته كان المراد بها الانكفاف عن المحارم وترك المنهيات ، وقد قال بعدها : (وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) قـال سفيان الثوري عن طلحة عن عطاء عن ابن عباس : أي القربة . وكذا قال مجاهد وأبو وائل والحسن وعبد الله بن كثير والسدي وابن زيد وغير واحد . وقال قتادة : أي تقربوا إليه بطاعته والعمل بما يرضيه ، وهذا الذي قاله هؤلاء الأئمة لا خلاف بين المفسرين فيه) .
وقـال ابن جرير : (وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) : واطلبوا القربة إليه بالعمل بما يرضيه وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل) ثم روى عن مجموعة منهم أبو وائل وعطاء ، وقتادة ، ومجاهد ، وعبد الله بن كثير كلهم يقولون بهذا القول .
فـإذا كـان المـراد بالوسيلة في الآيـة : هـي الـتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة ، فالآية حجة في إثبات شرعية التوسل بالأعمال الصالحة لا ما زعمتم من التوسل بالذوات ونحوها .