المادة
من أتى بالتوحيد فإنه لا يكفر ولو فعل ما يناقضه
قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب في كتابه (كشف الشبهات) :
(وَللْمُشْرِكِينَ شُبْهَةٌ أُخْرَى، يَقُولُوْنَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وعَلَى آلِه وسلم أَنْكَرَ عَلَى أَسَامَةَ قَتْلَ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَقَالَ لَهُ: أقَتَلْتَهُ بَعْدَ أَنْ قَالَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَكَذَلِكَ قَوْلُه: (أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لاَ إِلَهَ إِلا اللَّهُ).
وَأَحَادِيثُ أُخْرَى فِي الْكَفِّ عَمَّنْ قَالَهَا، وَمرُادُ هَؤلاَءِ الْجَهَلَةِ: أَنَّ مَنْ قَالَهَا لاَ يَكْفُرُ، وَلاَ يُقْتَل؛ وَلَوْ فَعَلَ مَا فَعَلَ!.
فَيُقَالُ لِهَؤُلاءِ المُشرِكِينَ الجُهَّالِ: مَعْلُومٌ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وَعَلَى آلِه وسلم قَاتَلَ الْيَهُودَ، وَسَبَاهُمْ، وَهُمْ يَقُولُونَ: لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ.
وَأنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وَعَلَى آلِه وسلم قَاتَلُوا بَنِي حَنِيفَةَ، وَهُمْ يَشْهَدُونَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَيُصَلُّونَ وَيَدَّعُونَ الإِسْلاَمَ.
وَكَذَلِكَ الَّذِينَ حَرَّقَهُمْ عَلِيُّ بنُ أَبي طَالِبٍ رضي الله عنه بِالنَّار، وَهَؤُلاءِ الْجَهَلَةُ مُقِرُّونَ أَنَّ مَنْ أَنْكَرَ الْبَعْثَ كَفَرَ وَقُتِلَ، وَلَوْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مَنْ جَحَدَ شَيْئًا مِنْ أَرْكَانِ الإِسْلاَمِ كَفَرَ وَقُتِلَ - وَلَوْ قَالَهَا -؛ فَكَيْفَ لاَ تَنْفَعُهُ إِذَا جَحَدَ فَرعاً مِن الْفُرُوعِ، وَتَنْفَعُهُ إِذَا جَحَدَ التَوْحِيدَ - الَّذِي هُوَ أسَاسُ دِينِ الرُّسُلِ ، وَرَأْسُهُ؟.
وَلكِنَّ أَعْدَاءَ اللَّهِ مَا فَهِمُوا مَعْنَى الأَحَادِيثِ ولَنْ يَفهَمُوا)