المادة
الجواب السابع على دعواهم أن من أدى بعض واجبات الدين لا يكون كافراً
قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في كتابه (كشف الشبهات):
ويُقَالُ - أَيْضاً -: الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ فِيهِمْ: (يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ) [التوبة 74]
أَمَا سَمِعْتَ اللَّهَ كَفَّرَهُمْ بِكَلِمَةٍ مَع كَوْنِهِمْ في زَمَنِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وعَلَى آلِه وسلم وَهُم يُجَاهِدُونَ مَعَهُ، وَيُصَلُّونَ مَعَهُ، وَيُزَكُّونَ، وَيَحُجُّونَ، وَيُوَحِّدُوْنَ؟.
وَكَذَلِكَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِمْ (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) [التوبة 65-66]
فَهَؤُلاَءِ الَّذِينَ صَرَّحَ اللَّهُ فِيِهم أَنَّهُمْ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ كَانُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وعَلَى آلِه وسلم فِي غَزْوَةِ تَبُوكٍ قَالُوا كَلِمَةً ذَكَرُوا أَنَّهُمْ قَالُوهَا عَلَى وَجْهِ الْمَزْحِ.
فَتَأمَّلْ هَذِهِ الشُّبْهَةَ، وِهِيَ قَوْلُهُمْ: تُكَفِّرُونَ الْمُسْلِمِينَ، تُكَفِّرُونَ أُنَاساً يَشْهَدُونَ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَيُصَلُّونَ وَيَصُومُونَ؟ ثُمَّ تَأَمَّلْ جَوَابَهَا؛ فَإِنَّهُ مِنْ أَنْفَعِ مَا فِي هَذِهِ الأَوْرَاقِ!.