المادة
قولهم أتنكرون شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب في كتابه (كشف الشبهات):
(فَإِنْ قَالَ: أتُنْكِرُ شَفَاعَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم وَتَبْرَأُ مِنْهَا؟
فَقُلْ له: لاَ أُنْكِرُهَا وَلاَ أتَبَرَّأُ مِنْهَا، بَلْ هُوَ - صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ - الشَّافِعُ الْمُشَفَّعُ، وَأَرْجُو شَفَاعَتَهُ، وَلكِنَّ الشَّفَاعَةَ كُلَّهَا للَّهِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى (قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً) [الزمر 44] وَلاَ تَكُونُ إِلاَّ بَعْدَ إِذْنِ اللَّهِ كَمَا عَزَّ وَجَلَّ (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ) [البقرة 255] وَلاَ يَشْفَعُ فِي أَحَدٍ إِلاَّ بَعْدَ أنْ يَأْذَنَ اللَّهُ فِيهِ كَمَا عَزَّ وَجَلَّ (وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى) [الأنبياء 28]
وَهُوَ لاَ يَرْضى إِلاَّ التَّوْحِيدَ كَمَا قَالَ تَعَالَى (وَمَنْ يَبْتَغ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ) [آل عمران 85]
فَإِذَا كَانَتِ الشَّفَاعَةُ كُلُّهَا لِلَّهِ، وَلاَ تَكُونُ إِلاَّ بَعْدَ إِذْنِهِ، وَلاَ يَشْفَعُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم وَلاَ غَيرُهُ فِي أحَدٍ حَتَّى يَأْذَنَ اللَّهُ فِيهِ، وَلاَ يَأْذَنُ الله تعالى إِلاَّ لأَهْلِ التَّوْحِيدِ تَبَيَّنَ لَكَ: أنَّ الشَّفَاعَةَ كُلَّهَا لِلَّه، وَأَنَا أطْلُبُهَا مِنْه فَأَقُولُ: اللَّهُمَّ لاَ تَحْرِمْنِي شَفَاعَتَه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، اللَّهُمَّ شَفِّعْهُ فِيَّ، وَأمْثَالُ هَذَا.)