المادة
من شبهات أصحاب التوسل الممنوع - الشبهة الثالثة عشر
يقول أحمد دحلان - وهو يتكلم عن التوسل بالذات : ( ويؤيد ذلك أيضا ما صح عنه صلى الله عليه وسلم من قوله (حياتي خير لكم تحدثون وأحدث لكم ، ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم ما رأيت من خير حمدت الله تعالى وما رأيت من شر استغفرت لكم) .
ويقول عبد الله محمد الحسيني : ( وهذا الحديث يدل دلالة صريحة على أن النبي صلى الله عليه وسلم يشفع لأمته بعد انتقاله باستغفاره لهم ، وعلى هذا يجوز التوسل به لأنه استشفاع ) .
الجواب : يقال لهم :
أولا : الحديث ضعيف بجميع طرقه ، فالحكم عليه بالصحة غير صحيح .
يقول الألباني : بعد أن ساق كلام العلماء في هذا الحديث : ( وجملة القول أن الحديث ضعيف بجميع طرقه ، وخيرها حديث بكر بن عبد الله المزني وهو مرسل وهو من أقسام الحديث الضعيف عند المحدثين ، ثم حديث ابن مسعود وهو خطأ ، وشرها حديث أنس بطريقيه ) .
وقال ابن عبد الهادي الحنبلي في معرض رده على من استدل بهذا الحديث قال : ( هذا خبر مرسل ) .
وقـال محمد بشير : بعد أن ذكر كلام ابن عبد الهادي في هذا الحديث- قال : ( فالحكم عليه بالصحة غير صحيح ) .
ثانيا : أن الحديث معارض بحديث صحيح رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن حذيفة بن اليمان أنه صلى الله عليه وسلم قال : (ليردن على حوضي أقوام ، ثم يختلفون فأقول : أصحابي ، فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك) أخـرجه الـبخاري ومسلم .
والشاهد مـن هذا الحديث قوله : (إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك) والحديـث الضـعيف يقـول : (تعرض علي أعمالكم) أي هو صلى الله عليه وسلم يعلم ما عليه أصحابه وغيرهم من أمته من خـير أو شر ، فإما أن نقـول : السنة متناقضـة وهذا لا يقول به مسلم ، أو نقول الحديـث الضعيف غـير صحيح كما قال الأئمة وبذلك يزول الإشكال ويتضح بطلان هذه الشبهة .