إدراك الحائض فضل العشر و ليلة القدر
257 |
02-06-2015
|
|
|
السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السؤال : كيف يمكن للحائض أن تقضي العشر الأواخر ؟ أرجو أن تساعدني ياشيخ لأني كتييييييير متضايقه ومخنوووقه وارجوا أن تدعو لي بان لا يحرمني الله اجر ليلة القدر ياااااااااارب. الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. الحمد لله. بداية ينبغي عليك أن تعلمي أن الله كتب عليك الحيض لحكمة جليلة والخيرة فيما اختار الله لك فسلمي بالقضاء والقدر وأيقني أن الله ارحم وألطف بك من حرصك. ثم اعلمي أن الشارع الحكيم يكتب للعبد ثواب العمل الصالح إذا كان معذورا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً).رواه البخاري. وأنت بلا شك معذورة حال الحيض لأنه من غير اختيارك وإرادتك ولا تملكين حسا دفعه. واعلمي أيضا أن العبد إذا كانت له نية صالحة في العزم على العمل ثم قام في حقه مانع شرعي أو حسي أن الله يكتب له ثواب هذا العمل كما جاء مقررا في جملة من النصوص. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن بالمدينة رجالا ما قطعتم واديا ولا سلكتم طريقا إلا شركوكم في الأجر حبسهم العذر). رواه البخاري. وقال صلى الله عليه وسلم: (من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه). رواه مسلم. فأبشري بالخير ما دمت حريصة على فعل الطاعات ولك نية صالحة. ثم وإن كانت الحائض قد منعت عن الصوم والصلاة ودخول المسجد إلا أن هناك أعمال جليلة لا زالت مشروعة لها غير ممنوعة عنها كالتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والدعاء والصلاة على النبي الكريم وقراءة القرآن عن ظهر قلب على الصحيح والصدقة والتفكر في آيات الله ، فاجتهدي في الذكر والدعاء وقراءة القرآن بتفكر وتدبر ولكن لا تمسي القرآن بلا حائل واستشعري القرب من الله وتلذذي بمناجاته والإطراح بين يديه والندم عما اجترحتيه من السيئات وأكثري من التوبة والاستغفار ومن الدعاء المشروع في هذه الليالي: (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني). ولا يحل لك شرعا أن تتعبدي لله بالأعمال المحظورة عليك من صوم وصلاة من باب الاحتياط والحرص على الخير لأن هذا من التكلف المنهي عنه والإحداث في الدين والله لا يقبل العمل إذا كان محدثا مخالفا لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وأيقني بعظيم رجاء الله وسعة عطائه وكمال رحمته بخلقه خاصة أهل الإحسان منهم وقد دلت النصوص على أن الله يعطي العبد على حسب رجائه وحسن ظنه بربه. وإذا اجتهدت في هذه الليالي العشر بالعمال الصالحة فيرجى لك أن تصيبي فضلها وفضل ليلة القدر لأن فضل ليلة القدر عام في جميع الأعمال الصالحة وليس خاصا بالصلاة فكل من تقرب لله في تلك الليلة بعمل صالح من أي جنس أو نوع شمله هذا التضعيف في الثواب. وقد ذكر بعض السلف أن فضل ليلة القدر عام يصيب كل مسلم مقبول العمل تلك الليلة. قال ابن رجب في اللطائف: (وفي المسند و النسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال في شهر رمضان: (فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم). قال جويبر: قلت للضحاك : أرأيت النفساء و الحائض و المسافر و النائم لهم في ليلة القدر نصيب قال: نعم كل من تقبل الله عمله سيعطيه نصيبه من ليلة القدر). وفضل الله واسع العطاء لا يحجره أحد ولا يقصره فهم ولا يتحكم فيه رأي نسأل الله من فضله العظيم وخيره العميم أن لا يحرمنا وسائر المسلمين. واعلمي أن حزنك وغمك لفقد الطاعات في هذا الزمن الفاضل يدل إن شاء الله على كمال الإيمان والحرص على التقرب لله وهذا الحزن محمود شرعا يثيب الله العبد عليه لأنه ناشئ عن فوات طاعة الله. قال الله تعالى عمن حزن على قعوده عن الجهاد: (ولاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ). والحاصل اجتهدي واطمأني وابشري وعظمي الرجاء بالله ولن يضيع ربك عملك ولن يحرمك ثوابه جل جلاله وعظمت رحمته. والله الموفق وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم. خالد بن سعود البليهد عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
|