المواد
إذا ثبت إقرار الأطباء أنه يضره الصوم، يفطر وإلا فعليه أن يصوم؛ لأن الأمراض تختلف، فالمرض الذي لا يستطيع معه الصوم يفطر، كما قال الله -جل وعلا-: (وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) (158) سورة البقرة. إذا كان معه مرض يشق معه الصوم أفطر وقضى، وإذا كان به قرحة يضره الصوم أفطر وقضى، فإذا كان الطبيب المختص قرر أن الصوم يضر صاحب القرحة، وأن البرءة منها ميئوس منه قد يستمر مرضها أو غيرها من الأمراض التي تكون ميئوسة من برئه منها، فإنه يفطر، ويطعم عن كل يوم مسكين كالكبير، الشيخ الكبير الهرم الذي لا يستطيع الصوم يطعم عن كل يوم مسكيناً نصف صاع من قوت البلد، يجمعه عن الأيام كلها، ويعطيه بعض الفقراء في أول الشهر، أو في وسط الشهر، أو في آخر الشهر، خمسة عشر صاعاً للشهر إذا كان كاملاً، وإن كان الشهر ناقصاً تسعاً وعشرين أربعة عشر ونصف يعطيها بعض الفقراء، هذا إذا كان المرض لا يرجى برئه، أما إذا كان يرجى برئه، قرر الأطباء أنه يرجى برئه، فإنه يتعجل القضاء يفطر، ويقضي بعد ذلك إذا عافاه الله، ولا إطعام عليه إذا قضى في السنة قبل رمضان لا إطعام عليه. جزاكم الله خيراً
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فقال قد الله -جل وعلا- في محكم التنـزيل: وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [(185) سورة البقرة]. فإذا كانت السائلة يضرها الصوم في شقيقتها، يعني في رأسها ضرراً بيناً فإنها تفطر، وتقضي إذا استطاعت بعد ذلك، فإذا قرر الأطباء أن هذا المرض يحصل بالصوم دائماً فإنها تطعم عن كل يوم مسكيناً، كالشيخ الكبير العاجز، والعجوز الكبيرة العاجزة. أما إذا كان يزول فإنها تقضي عند السلامة إذا شفيت من هذا المرض تقضي إما في أيام الشتاء و إلا في أوقات أخرى ترى أنها تستطيع فيها القضاء بدون هذا المرض.
هذا فيه تفصيل: إن كان المرض يرجى برؤه والأطباء يقولون إن كان يعالج يرجى برؤه يبقى الدين يبقى الصوم في الذمة حتى يشفى المريض ثم يقضي، أما إذا قرر الأطباء أن هذا المرض لا يرجى برؤه مرض دائم، فهو مثل كبير السن الذي ما يستطيع يصوم، يطعم عن كل يوم مسكين، المريض الذي لا يرجى برؤه سواء رجل أو مرأة يطعم عن كل يوم مسكين، نصف صاع تمر أو رز، ويجمعها في أول الشهر أو في آخر الشهر يعطيها فقير أو فقيرين أو أكثر، ما هو بلازم كل يوم فقير، يجمع الجميع ويعطيها بعض الفقراء، هذا إذا كان ما يرجى برؤه، مرض ذكر الطبيب المختص أنه ما يرجى برؤه، أو طبيبان أحوط مختصان يقولان: إن هذا لا يرجى برؤه المرض يستمر، فهذا المريض الذي مرضه مستمر يفطر ويطعم عن كل يوم مسكين، يجمعها خمسة عشرة صاع إذا كان الشهر تام، أو أربعة عشر ونصف إذا كان ناقص ويعطيها بعض الفقراء، ويعطيها بيتا فقير أو شخصا فقير، والحمد لله. أما إذا كان يرجى برؤه يمكن يطيب إن شاء الله هذا يتأجل عليه الصوم فإذا عافاه الله يقضي؛ لقول الله سبحانه: وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ (185) سورة البقرة، تبقى في ذمته حتى يشفيه الله ثم يقضي، ولو بعد سنتين أو ثلاث، والحمد لله.
ــــــــــــــــــــــ
تصميم وتطويركنون