أُسِّسَتِ المدينةُ المنوَّرةُ قبل الهجرةِ النَّبويَّةِ بأكثرَ من1500 عامٍ، وعُرفت قبل ظهورِ الإسلام بِاسْمِ يَثْرِبَ، وقد ورد هذا الاسمُ في القرآن الكريم، قال تعالى: ?وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا? ويُلقِّبها المسلمون طيبة الطيِّبة.
المدينةُ المنوَّرةُ هي أوَّلُ عاصمةٍ في تاريخِ الإسلام، وتضمُّ بين أحضانِها الكثيرَ من المساجدِ والمعالمِ والآثارِ، ولعلَّ أبرزَها المسجدُ النَّبويُّ الذي يُعدُّ ثانيَ أقدسِ المساجد بعدَ المسجدِ الحرامِ في مكَّة المكرَّمة، بالإضافةِ إلى مقبرةِ البقيع التي تُعَدُّ المقبرةَ الرَّئيسةَ لأهلِ المدينةِ، التي دُفِنَ فيها الكثيرُ من الصَّحابةِ، ومسجدُ قُباء أوَّلُ مسجدٍ بُنِيَ في الإسلام، ومسجدُ القبلتين، وجبلُ أُحُدٍ، والكثيرُ من الوديانِ والآبارِ والشوارعِ والحاراتِ والأزِقَّةِ القديمةِ، كما تستمدُّ المدينةُ المنوَّرةُ أهمِّيَّتها من هجرةِ النَّبيِّ محمَّدٍ إليها وإقامتِه فيها طيلةَ حياتِه الباقيةِ.
تبعدُ المدينةُ المنوَّرةُ حوالي 400 كيلو مترٍ عن مكَّةَ المكرَّمةِ في الاتِّجاهِ الشَّماليِّ الشَّرقيِّ، وعلى بُعْدِ حوالي 150 كيلو مترٍ شرقَ البحرِ الأحمرِ، ويبلغُ عددُ سكَّان المدينة حوالي مليونٍ وثلاثِ مئةِ ألفِ نسمة، وتبلغُ مساحتُها حوالي 589 كيلو متر مربَّعٍ منها 99 كيلو مترٍ مربَّعٍ تشغلها المنطقةُ العمرانيَّةُ، أمَّا باقي المساحةِ فهي خارج المنطقة العمرانيَّة، وتتكوَّنُ منْ جبالٍ ووديانٍ ومنحدراتِ سيولٍ وأراضٍ صحراويَّةٍ وأخرى زراعيَّةٍ ومقابرَ وأجزاءٍ من شبكةِ الطُّرقِ السَّريعةِ.