المادة
الرحمـــــــــة
وعندما تجد قطة صغيرة لا ترى أمامها، وهى ترتعش من شدة البرد ، ولا تعرف كيف تطعم نفسها فتتألم لها أشد الألم ، وعندما يقع بصرك على طفل تاه عن أهله ، وهو يبكى بحرقة وألم ترق لبكائه وتتألم لألمه ، إن كل ما شعرت به تجاه هؤلاء هو شعور بالرحمة. والرحمة صفة من صفات الله – عز وجل- فهو سبحانه الذي خلقنا. وهو الذي يطعمنا ويسقينا ، وإذا مرضنا فهو يشفينا ، وهو الذي يهدينا إلى الإيمان به . ورحمة الله واسعة ، ومظاهرها كثيرة لا يمكن عدها ولا حصرها ؛ فهي تشمل كل شيء وتصل إلى كل مخلوق ، وكلنا في حاجة إليها. قال تعالى: "وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ " (الأعراف 156) وهو سبحانه الذي خلق الرحمة في قلوب عباده ، لذلك يتراحم الناس فيما بينهم . يقول النبي -صلى الله عليه و سلم- : "جعل الله الرحمة في مائة جزء ، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءًا، وأنزل فى الأرض جزءًا واحدًا ، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق ، حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها ، خشية أن تصيبه " . رواه البخاري ولن ينال رحمة الله يوم القيامة إنسان فظ قاسى الطبع ، نزعت من قلبه الرحمة فقد قال -صلى الله عليه و سلم- : "لا تنزع الرحمة إلا من شقي" . (رواه الترمذى) كما قال -صلى الله عليه و سلم-: "من لا يرحم لا يُرحم" (رواه البخارى) "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" . (رواه الترمذى) من نرحم ؟ إن الرحمة خلق جميل وعظيم ، وعلينا أن نتحلى به ، ونعم به جميع المخلوقات ، فكما أننا في حاجة إلى رحمة الله فلا بد أيضًا أن نتراحم فيما بيننا حتى ننال رضا الله وحبه وهناك بعض الناس يجب علينا أن نخصهم برحمتنا و رعايتنا أكثر من غيرهم، منهم: * الأبوان الكبيران ، فكما ترفقا بنا ورحمانا ونحن صغار فعلينا أن نترفق بهما ونرحمهما وهما كبيران ، ونكون في خدمتهما بحب وفرح ، وأن نطيعهما ونخاطبهما بأدب وتوقير وتعظيم ، ولا نسمعهما إلا كل قول طيب حسن . * والضعفاء ، والمحتاجون ، والمرضى ، وأصحاب الأعذار كالأعمى والأبكم ، والعاجز ، بأن نكون في عونهم ، ونلبى حاجاتهم ، ولا نعير أحدًا منهم بعاهته أبدًا ، قال تعالى : " لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا " ( الفتح 17) * والطفل الصغير خاصة إذا كان يتيمًا ، بأن نلاعبه ونداعبه ونشمله برعايتنا وحبنا، وقال النبي -صلى الله عليه و سلم- : "ليس منا من لم يرحم صغيرنا ، ويعرف حق كبيرنا". (رواه الترمذى) * وكل من يقوم على خدمتنا ، فقد كان رسول الله -صلى الله عليه و سلم- يأكل مع الخدم ويتحدث معهم ، ويوصى بهم خيرًا؛ فهم إخواننا، وعلينا أن نطعمهم مما نأكل، ونلبسهم مما نلبس، ولا نكلفهم بعمل لا يستطيعون أداءه. * وجميع الحيوانات والطيور ، لأنها من مخلوقات الله التي تحس وتتألم وتمرض ، لذا علينا أن نطعمها ونسقيها ولا نحملها فوق طاقتها وعلينا ألا نضربها أو نؤذيها, وأن نداويها إذا مرضت , وأن نهيأ لها مكانًا مناسبًا لتعيش فيه. الرحمة المهداة : كان رسول الله -صلى الله عليه و سلم- من أعظم البشر رحمة وشفقة ورقة، وقد عمت رحمته الصغير والكبير ، والضعيف والقوى ، والفقير والغنى ، والحيوان والطائر ، حتى الأعداء عمتهم رحمته -صلى الله عليه و سلم- فهو أعظم رحمة أرسلها الله إلى خلقه ليرشدهم إلى طريق الإيمان والفلاح فتسعد حياتهم في الدنيا والآخرة . قال تعالى : فعلينا أن نتعلم منه -صلى الله عليه و سلم- ونتخذه قدوة لنا في كل أمورنا . * ذات يوم دخل النبي -صلى الله عليه و سلم- حديقة رجل من الأنصار ، فاقترب منه -صلى الله عليه و سلم- جمل تنزل الدموع من عينيه، فمسح النبي -صلى الله عليه و سلم- على رأس الجمل ورقبته برقة ورحمة فسكت الجمل عن البكاء فسأل النبي عن صاحب الجمل فجاء إليه، فطلب منه النبي -صلى الله عليه و سلم- أن يتقى الله في هذا الجمل الذي ملكه الله له ؛ لأنه اشتكى منه أنه لا يطعمه ويتعبه بكثرة العمل . *وقال عنه خادمه "أنس بن مالك" – رضى الله عنه : "خدمت رسول الله -صلى الله عليه و سلم- عشر سنين . والله ما قال لي أف قط ، ولا قال لي لشيء : لم فعلت هكذا ؟ وهلا فعلت كذا ؟" (رواه مسلم) * وكان النبي -صلى الله عليه و سلم- لا يطيل الصلاة رحمة بالمرضى ، وكبار السن . * وذات يوم قبَّل النبي -صلى الله عليه و سلم- "الحسن" ابن ابنته "فاطمة" ، فلما شاهده أحد أصحابه قال : يا رسول الله إن لي عشرة من الأولاد ما قبلت أحدًا منهم قط . فقال له الرسول -صلى الله عليه و سلم- "من لا يرحم لا يُرحم" . (رواه البخارى) فضل الرحمة : * إن الإنسان الرحيم ذا القلب العطوف يحبه الله و رسوله ، كما يحبه كل الناس . * علينا أن نحذر من قسوة القلوب لأنه لن ينال رحمة الله إنسان فظ نزعت من قلبه الرحمة قال -صلى الله عليه و سلم- : "لا تنزع الرحمة إلا من شقي" . (رواه الترمذى) * إن من يرحم الناس يستحق رحمة الله ، قال -صلى الله عليه و سلم- : "ارحمو من في الأرض ، يرحمكم من في السماء" . (رواه الترمذى) * إن المجتمع الذي يتراحم أفراده فيما بينهم مجتمع سعيد ، يشعر فيه كل إنسان بالأمن والحماية والرعاية ، فلا مكان فيه لجائع ولا محروم ولا خائف . * إن الرحمة تجعلنا نحب بعضنا بعضًا ، كما تشجعنا على التعاون والترابط والتكافل فيما بيننا ، قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم- : "مثل.. المؤمنين : في تراحمهم ، وتوادهم ، وتعاطفهم ، كمثل الجسد ، إذا اشتكى عضو ، تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى " . (رواه البخارى) عندما ترى امرأة عجوزًا تحمل حملاً ثقيلاً ، وهى تعانى بما تحمله ، وتكاد تقع مع كل خطوة تخطوها فتشعر نحوها بالشفقة والعطف . وعندما تجد قطة صغيرة لا ترى أمامها، وهى ترتعش من شدة البرد ، ولا تعرف كيف تطعم نفسها فتتألم لها أشد الألم ، وعندما يقع بصرك على طفل تاه عن أهله ، وهو يبكى بحرقة وألم ترق لبكائه وتتألم لألمه ، إن كل ما شعرت به تجاه هؤلاء هو شعور بالرحمة. والرحمة صفة من صفات الله – عز وجل- فهو سبحانه الذي خلقنا. وهو الذي يطعمنا ويسقينا ، وإذا مرضنا فهو يشفينا ، وهو الذي يهدينا إلى الإيمان به . ورحمة الله واسعة ، ومظاهرها كثيرة لا يمكن عدها ولا حصرها ؛ فهي تشمل كل شيء وتصل إلى كل مخلوق ، وكلنا في حاجة إليها. قال تعالى: "وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ " (الأعراف 156) وهو سبحانه الذي خلق الرحمة في قلوب عباده ، لذلك يتراحم الناس فيما بينهم . يقول النبي -صلى الله عليه و سلم- : "جعل الله الرحمة في مائة جزء ، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءًا، وأنزل فى الأرض جزءًا واحدًا ، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق ، حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها ، خشية أن تصيبه " . رواه البخاري ولن ينال رحمة الله يوم القيامة إنسان فظ قاسى الطبع ، نزعت من قلبه الرحمة فقد قال -صلى الله عليه و سلم- : "لا تنزع الرحمة إلا من شقي" . (رواه الترمذى) كما قال -صلى الله عليه و سلم-: "من لا يرحم لا يُرحم" (رواه البخارى) "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" . (رواه الترمذى) من نرحم ؟ إن الرحمة خلق جميل وعظيم ، وعلينا أن نتحلى به ، ونعم به جميع المخلوقات ، فكما أننا في حاجة إلى رحمة الله فلا بد أيضًا أن نتراحم فيما بيننا حتى ننال رضا الله وحبه وهناك بعض الناس يجب علينا أن نخصهم برحمتنا و رعايتنا أكثر من غيرهم، منهم: * الأبوان الكبيران ، فكما ترفقا بنا ورحمانا ونحن صغار فعلينا أن نترفق بهما ونرحمهما وهما كبيران ، ونكون في خدمتهما بحب وفرح ، وأن نطيعهما ونخاطبهما بأدب وتوقير وتعظيم ، ولا نسمعهما إلا كل قول طيب حسن . * والضعفاء ، والمحتاجون ، والمرضى ، وأصحاب الأعذار كالأعمى والأبكم ، والعاجز ، بأن نكون في عونهم ، ونلبى حاجاتهم ، ولا نعير أحدًا منهم بعاهته أبدًا ، قال تعالى : " لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا " ( الفتح 17) * والطفل الصغير خاصة إذا كان يتيمًا ، بأن نلاعبه ونداعبه ونشمله برعايتنا وحبنا، وقال النبي -صلى الله عليه و سلم- : "ليس منا من لم يرحم صغيرنا ، ويعرف حق كبيرنا". (رواه الترمذى) * وكل من يقوم على خدمتنا ، فقد كان رسول الله -صلى الله عليه و سلم- يأكل مع الخدم ويتحدث معهم ، ويوصى بهم خيرًا؛ فهم إخواننا، وعلينا أن نطعمهم مما نأكل، ونلبسهم مما نلبس، ولا نكلفهم بعمل لا يستطيعون أداءه. * وجميع الحيوانات والطيور ، لأنها من مخلوقات الله التي تحس وتتألم وتمرض ، لذا علينا أن نطعمها ونسقيها ولا نحملها فوق طاقتها وعلينا ألا نضربها أو نؤذيها, وأن نداويها إذا مرضت , وأن نهيأ لها مكانًا مناسبًا لتعيش فيه. الرحمة المهداة : كان رسول الله -صلى الله عليه و سلم- من أعظم البشر رحمة وشفقة ورقة، وقد عمت رحمته الصغير والكبير ، والضعيف والقوى ، والفقير والغنى ، والحيوان والطائر ، حتى الأعداء عمتهم رحمته -صلى الله عليه و سلم- فهو أعظم رحمة أرسلها الله إلى خلقه ليرشدهم إلى طريق الإيمان والفلاح فتسعد حياتهم في الدنيا والآخرة . قال تعالى : فعلينا أن نتعلم منه -صلى الله عليه و سلم- ونتخذه قدوة لنا في كل أمورنا . * ذات يوم دخل النبي -صلى الله عليه و سلم- حديقة رجل من الأنصار ، فاقترب منه -صلى الله عليه و سلم- جمل تنزل الدموع من عينيه، فمسح النبي -صلى الله عليه و سلم- على رأس الجمل ورقبته برقة ورحمة فسكت الجمل عن البكاء فسأل النبي عن صاحب الجمل فجاء إليه، فطلب منه النبي -صلى الله عليه و سلم- أن يتقى الله في هذا الجمل الذي ملكه الله له ؛ لأنه اشتكى منه أنه لا يطعمه ويتعبه بكثرة العمل . *وقال عنه خادمه "أنس بن مالك" – رضى الله عنه : "خدمت رسول الله -صلى الله عليه و سلم- عشر سنين . والله ما قال لي أف قط ، ولا قال لي لشيء : لم فعلت هكذا ؟ وهلا فعلت كذا ؟" (رواه مسلم) * وكان النبي -صلى الله عليه و سلم- لا يطيل الصلاة رحمة بالمرضى ، وكبار السن . * وذات يوم قبَّل النبي -صلى الله عليه و سلم- "الحسن" ابن ابنته "فاطمة" ، فلما شاهده أحد أصحابه قال : يا رسول الله إن لي عشرة من الأولاد ما قبلت أحدًا منهم قط . فقال له الرسول -صلى الله عليه و سلم- "من لا يرحم لا يُرحم" . (رواه البخارى) فضل الرحمة : * إن الإنسان الرحيم ذا القلب العطوف يحبه الله و رسوله ، كما يحبه كل الناس . * علينا أن نحذر من قسوة القلوب لأنه لن ينال رحمة الله إنسان فظ نزعت من قلبه الرحمة قال -صلى الله عليه و سلم- : "لا تنزع الرحمة إلا من شقي" . (رواه الترمذى) * إن من يرحم الناس يستحق رحمة الله ، قال -صلى الله عليه و سلم- : "ارحمو من في الأرض ، يرحمكم من في السماء" . (رواه الترمذى) * إن المجتمع الذي يتراحم أفراده فيما بينهم مجتمع سعيد ، يشعر فيه كل إنسان بالأمن والحماية والرعاية ، فلا مكان فيه لجائع ولا محروم ولا خائف . * إن الرحمة تجعلنا نحب بعضنا بعضًا ، كما تشجعنا على التعاون والترابط والتكافل فيما بيننا ، قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم- : "مثل.. المؤمنين : في تراحمهم ، وتوادهم ، وتعاطفهم ، كمثل الجسد ، إذا اشتكى عضو ، تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى " . (رواه البخارى) |
المادة السابق
| المواد المتشابهة | المادة التالي
|