المواد
إذا كان الصائم لم يعلم أن الأذان للصبح، بل كان كعادة الناس على التحري وعلى الساعة والتقويم فلا بأس يشرب وهو يؤذن أو يأكل ما في يده وهو يؤذن لا بأس بهذا، لأن الأذان يخبر عن الصبح، عن مظنة الصبح ليس بدراية للصبح وإنما يخبر عما أراده بالساعة أو بالتقويم، وقد يكون الصبح خرج وقد يكون ما خرج، والله جل وعلا إنما أوجب الإمساك بالتبين، فينبغي للمؤمن أن يحتاط وينتهي من سحوره قبل الفجر، قبل الأذان حتى لا يقع في شبهة لكن لو قدر أنه أكل شيئاً يسيراً مع الأذان أو شرب حال الأذان فالظاهر أنه لا حرج عليه في ذلك إذا كان لم يعلم أن الصبح قد طلع.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فالحمد لله الذي هداك يا أخي للرجوع إلى الصواب ولزوم طريق السنة والجماعة وصحبة الأخيار، ومن تابَ تاب الله عليه، وهذا الذي أصابك من الحزن على ما حصل منك من انتكاس فهذا يدل على خير عظيم، فأبشر بالخير والتوبة يمحو الله بها ما قبلها، من تاب تاب الله عليه يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (التوبة تهدم ما كان قبله) فالتوبة تهدم ما جرى منك من تقصير، والحمد لله، وهذا الحزن إذا ارتكبت سيئة والبكاء فهذا خير عظيم وفائدة كبيرة، وهذا من جنس ما قال بعض السلف: (إن العبد ليفعل الذنب فيدخل به الجنة، ويفعل الحسنة فيدخل بها النار!، قيل: كيف ذلك؟ قال: يفعل الحسنة فيعجب بها ويتكبر بها ويتعاظم بها فيدخل بها النار، ويفعل السيئة ثم يندم كلما ذكرها ويحزن كلما ذكرها فيدخل بها الجنة) فأنت بهذه التوبة وبهذا الندم وبهذا الحزن يرجى لك الخير العظيم ويرجى قبول توبتك فأنت على خير عظيم. أما ما جرى منك في رمضان فعليك عنه الكفارة مع التوبة الصادقة، تصوم الذي جرى فيه الجماع أو تقضيه، وعليك الكفارة عن الجماع، وهي عتق رقبة إن كنت تستطيع، فإن عجزت صمت شهرين متتابعين، فإن عجزت أطعمت ستين مسكيناً، ثلاثين صاعاً وأنت أعلم بنفسك، إذا استطعت أن تعتق رقبة يوجد في بعض الجهات الإفريقية الرِّق بالتوارث موجودين ويباعون، وقد اشترينا من ذلك جملة وأعتقناها، وإن عجزت عن ذلك فالصيام شهرين متتابعين، فإن لم تستطع أطعمت ستين مسكيناً، كل مسكين يعطى نصف الصاع من التمر أو الأزر أو غيرها من قوت البلد، ونصف الصاع يقارب كيلو ونصف من الحنطة ونحوها، وهذا هو الواجب عليك مع التوبة والاستغفار ومع قضاء اليوم، والمرأة مثلك، المرأة كذلك إذا كانت صائمة بالغة، فالمقصود أن عليها مثلك، عليها التوبة والاستغفار وقضاء اليوم وعليها مع ذلك الكفارة إذا كان مطاوعة، أما إذا كانت مكرهة مغصوبة لا قدرة لها فليس عليها شيء. قد أضطرُّ للتصريح سماحة الشيخ: الموضوع ليس موضوع جماع مع طرف آخر، هو ما يسمى بالعادة السرية عند الشباب؟ ج/ العادة السرية لا، العادة السرية ما فيها إلا القضاء، ما فيها كفارة، العادة السرية فيها القضاء فقط، قضاء اليوم، والتوبة والاستغفار، والحمد لله.
إذا عرف أنه شرب قبل الغروب يعيد، أما إذا كان يظن الغروب بسبب العلامات الظاهرة فلا شيء عليه، أما إذا شرب يظن الغروب ثم بانت الشمس فإنه يقضي اليوم على الصحيح عند جمهور أهل العلم، وهذا هو الأحوط، وبعض أهل العلم لا يراه يقضي؛ لأنه معذور لم يتعمد، لكن الأقرب والأظهر أنه يقضي، وهكذا لو أكل بعد الفجر يسحب أنه ليل، فبان أنه أكل في النهار يقضي، هذا هو الأرجح.
تصميم وتطويركنون