المادة

ما هي علاقة المأموم بإمامه؟

 

الشيخ محمد بن صالح العثيمين

 

علاقة المأموم بإمامه، علاقة متابعة، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما جعل الإمام ليؤتم به، فلا تختلفوا عليه، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فركعوا، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقالوا: ربنا ولك الحمد، وإذا صلى قائماً فصلوا قياماً، وإذا صلى قاعداً فصلوا قعوداً أجمعين"، ومقام المأموم مع إمامه في هذه الناحية يتنوع إلى أربع مقامات: متابعة، وموافقه، ومسابقة، وتأخر

.. فأما المتابعة: فأن يأتي الإنسان بأفعال الصلاة بعد إمامه مباشرة، إذا ركع ركع بدون تأخر، وإذا سجد، سجد بدون تأخر، وهكذا في بقية أفعال الصلاة

.. أما الموافقة: فأن يفعل هذه الأفعال مع إمامه، يركع مع ركوعه، ويسجد مع سجود، ويقوم مع قيامه، ويقعد مع قعوده

.. وأما المسابقة: فأن يتقدم إمامه في هذه الأفعال، فيركع قبله، ويسجد قبله، ويقعد قبله

.. وأما التأخر: فأن يتوانى في متابعة الإمام، فإذا ركع الإمام، بقي واقفاً يقرأ، وإذا سجد بقي قائماً يحمد وهكذا

وكل هذه المقامات مذمومة إلا مقام المتابعة.
- فالموافق لإمامه مخالف لقول الرسول عليه الصلاة والسلام: "لا تكبروا حتى يكبر الإمام ولا تركعوا حتى يركع"
- والسابق له، واقع في التحذير الشديد الذي حذر منه النبي عليه الصلاة والسلام في قوله: "إذا كبر الإمام فكبروا، وإذا ركع فاركعوا"، جملة شرطية تقتضي أن يقع المشروط فور وجود الشرط، وأن لا يتأخر عنه، فهو منهي عنه
فالمسابقة: حرام
- والموافقة: قيل: إنها مكروهة، وقيل: إنها حرام
- والتأخر: أقل أحواله الكراهة
- أما المتابعة فهي الأمر الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم.

وهنا مسألة: أي الحالات أشد: المسابقة، أم الموافقة، أم التخلف عنه؟
الجواب: المسابقة أشدها، لأنه ورد فيه الوعيد المتقدم، ولأن القول الراجح، أن الإنسان إذا سبق إمامه عالماً ذاكراً، بطلت صلاته، سواء سبقه إلى ركن أو بالركن، لأنه إذا سبق إمامه فقد فعل فعلاً محرماً في الصلاة

تصميم وتطويركنون