المادة
مزار أبو لؤلؤة المجوسي.... في إيران
في مؤتمر الدوحة للحوار بين المذاهب الإسلامية طالب بعض الحاضرين بإعلان دعوة صريحة من المراجع الدينية الشيعية تتوجه إلى الحكومة الإيرانية من أجل إزالة المرقد الفضائحي المقام في "كاشان" للمجرم المجوسي أبو لؤلؤة ، قاتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، والذي أقاموه هناك بشكل رمزي تكريما له وتعظيما باعتباره وليا صالحا قدم للأمة خدمة جليلة بقتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب !!
المتحدثون قالوا أن وجود هذا المزار فضيحة وإساءة للإسلام والمسلمين ، فماذا قال الشيخ التسخيري الإيراني ، داعية التقريب والكلام الجميل ، حاول الهرب مرة أخرى من الالتزام بأي شيئ وأي دعوة ، واكتفى بالقول بأن هذا عمل سفيه ولا بد أن يكون هناك عقلاء يتصدون للسفاهة ، جميل ، ولكن أين هي دعوتك وأنت الأمين العام لمجمع التقريب ، أين هي توصيتك الصريحة للحكومة الإيرانية بإزالة هذا العار الإجرامي ، لم ينطق الرجل بأي كلمة ، وكأن هذا المزار مقام ومحمي من الحكومة الإسرائيلية مثلا ، والله إن الحكومة الصهيونية نفسها لا تجرؤ على أن ترتكب مثل هذه الحماقات.
أحد أصدقاء التسخيري وهو الدكتور محمد علي آذر شب الأستاذ بجامعة طهران كان أكثر صراحة وبجاحة من شيخه فأعلن في الجلسة أنه لا يمكن إزالة مزار أبو لؤلؤة من إيران ، واعتبر أن هذا المزار يعبر عن تيار ديني في إيران لسنا أوصياء عليه بل أضاف في عناد واضح أنه ليس من حق دعاة التقريب ولا من رسالتهم أن يطالبوا بإزالة هذا المزار ، يعني المسألة عيني عينك.
وأذكر أني عندما تحدثت في هذه الزاوية قبل عدة أشهر عن "الجرائم" الإيرانية في حق الإسلام ومذهب أهل السنة تحديدا ، وأن هذا الكيان قام على التطرف والاستكبار وشق صفوف الأمة وليس توحيدها ، وذكرت فيما ذكرت إنشاء مرقد في إيران للمجرم أبو لؤلؤة المجوسي الكافر تكريما له وتعظيما لشأنه لأنه قتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كتب إلي بعض الأصدقاء مستنكرا ذلك ويطالبني بالدليل وواصفا الحديث عن وجود مرقد لأبو لؤلؤة بأنه دعاية أمريكية سوداء ضد إيران الإسلامية ، رغم أن مشهد أبو لؤلؤة ومزاره الذي بني على نمط معماري فخم للغاية ومحلي بخطوط الذهب موجود بالصوت والصورة حتى على مواقع الانترنت ، وهذا من عظم الغيبوبة التي يعيشها قطاع من المثقفين المصريين الحالمين ، حتى أتت المطالب هذه المرة على رؤوس الأشهاد وفي مؤتمر الدوحة الحاشد وعلى ألسنة شخصيات شيعية وإيرانية أيضا.
وأنا هنا لا يسعني إلا أن أثمن موقف المرجع الشيعي العراقي آية الله حسين المؤيد الذي دعا صراحة الحكومة الإيرانية إلى إزالة هذا العار من أرضها واعتبر أنها مسؤولة مسؤولية كاملة عنه ، كما أن الرجل تحدث عن "العبث" الإيراني في وطنه العراق فقال في حواره أمس مع موقع قناة الجزيرة القطرية ما نصه : "أنا كنت في طليعة من تحدث عن الدور الإيراني السلبي وأنا حذرت من هذا الدور وقبل الاحتلال، وقلت إن الاحتلال إذا تحقق سيصبح العراق ساحة مفتوحة للنظام الإيراني وسوف لا يمكن للأميركان السيطرة على الموقف بسهولة.
الدور الإيراني سلبي لأن السياسة الإيرانية ليست إيجابية في أهدافها وليست إيجابية في أساليبها، ولا يوجد للنظام الإيراني مشروع إسلامي عام وليس له مشروع شيعي كامن وإنما له مشروع قومي يتخذ من الدين والمذهب وسائل لتحقيق أهداف ذلك المشروع القومي، والسياسة الإيرانية ترسم من زاوية المصلحة القومية الإيرانية ولا يؤخذ بنظر الاعتبار المصالح الإسلامية العليا في رسم هذه السياسة ، وبالتالي النظام الإيراني تعامل وتعاطى في الشأن العراقي من منطلق هذه السياسة التي ترسم من زاوية قومية إيرانية ولم يلحظ المصالح الإسلامية والرسالية في صياغة القرار السياسي بشأن التعاطي مع الوضع في العراق" ، انتهى النص الحرفي المنقول عن المرجع الشيعي العراقي الكبير ، ولا عزاء للمغيبة عقولهم .
: المصريون