المادة
ماحكم قول كلمة "يا ساتر"؟
عبد المحسن بن عبد الله الزامل
السؤال:
ما رأي فضيلتكم في هذه الرسالة التي تقول: “لا تقل يا ساتر لأن الساتر اسم جني، فإن قلت يا ساتر، فأنت قد أشركت بالله دون علم، والصحيح أن تقول يا ستار”؟
الإجابة:
هذا في الحقيقة من الغرائب، والعجائب، بل قد يكون هذا من تلبيس الشيطان، لأجل أن يمنع الناس من الخير، وإلا فما ارتباط اسم الساتر بالشيطان، وهذا لا أصل له، لأن مبنى هذا الاسم بجميع أحوال اشتقاقه، ساتر، ستار، سِتّْير، سَتِير، مبنيٌ على الستر، ومبنيٌ على أخذ أمر المسلم على حسن الظن، وإن ظهر شيءٌ خلاف ذلك، فالواجب عليه أن يستره، هذا هو الأصل، والأصل هو سترك لأخيك المسلم، فمتى كان الجني، أو الشيطان بهذا الوصف، فهذا لا أصل له، وإذا كان يقول مثلًا أنه ستار، فساتر، وستار، وهذا الصيغ بجميع أنواعها ترجع إلى أصلٍ واحد، ومعنى واحد، لكنها تتفاضل، تتفاضل بحسب قوة الصياغة، وبحسب المبالغة في الكلمة، لأن الكلمة تقوى بحسب صيغة المبالغة فيها.
وكلمة ساتر، وستار، لم يثبت أنها من أسماءه سبحانه وتعالى، والذي يقال إن إضافتها إليه سبحانه وتعالى أو الإخبار بها عنه سبحانه وتعالى لا بأس به، كما قال جمع من أهل العلم، يعني أنك تخبر بهذا، وهذا يدل على أن إضافتها لله سبحانه وتعالى على جهة الخبر لا بأس به، ولا يضاف إليه إلا الأمر الحسن، لأنها من الستر، والستر من الأمر المطلوب، وجاء ندب الستر على المسلم، والشياطين حالهم بضد ذلك.
لكن النداء، إن كان على جهة الدعاء، بأن يدعو وينادي، فهذا أهل العلم يقولون إنه لا يدعى سبحانه وتعالى إلا بما ثبت من الأسماء في الكتاب والسنة، قال تعالى:{وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف:180].
وبعض أهل العلم يجوز أن يدعى بما لم يثبت نصًا، لكن جاء أصلٌ له في الكتاب، وليس مشعرًا، وكان الاسم المأخوذ فيه مدح، لكن هذا لا دليل عليه، والصواب أنه لا بد أن يكون هناك دليل، والذي ورد في السنة، مثل حديث يعلى بن أمية عند أبي داوود والنسائي، «أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: إن الله حييٌ سَتير، يحب الحياء والستر فإذا اغتسل أحدكم فليستتر» (2). «حييٌ سَتير».
قيل سِتّير، وقيل سَتير، وبعض أهل العلم قال: إن من أسمائه السَتير، أو السِتّير، وقالوا لا يقال يا ساتر، أو ستار إلا على جهة الخبر، بمعنى أنه يخبر أن الله سبحانه وتعالى يستر عباده، فإذا جاء به على جهة الخبر، لا على جهة الدعاء والنداء، فهذا لا بأس به، أما أنه كما في السؤال أنه من أسماء الجن، أو من أسماء الشياطين، هذا مما لا أصل له.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه أبو داود: ، حديث رقم: “4012”، والنسائي” 1/200 ” وأحمد في المسند”4/224″ وصححه النووي في الخلاصة“1/204″ والشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود.