المادة
الليبرالي المثير للشفقة..
بسم الله الرحمن الرحيم
لقاء لجينيات مع خالد الغنامي احتوى على إشارات مهمة كثيرة لابد أن نتوقف عندها طويلاً ونفكر فيها مليّاً. هذه الإشارات أظهرت لنا الكثير مما يخفيه الليبراليون في بلادنا ويحتم علينا بناءً على ذلك أن نؤسس طريقةً جديدةً للتعامل معهم.
قد يظن البعض أن خالد قد خدم الليبراليين باستخدام بعض عبارات المدح والثناء لهم في الحوار ولكن في الحقيقة أن خالد قال لنا الحقيقة وبقي علينا فهمها. فقد فهمنا من حديث خالد أن الكثير من الليبراليين يثيرون الشفقة لأنهم لا يعلمون ولا يعلمون أنهم لايعلمون!!. وهذا يعزز ماطرحه الكثير من منتقدي الليبراليين السعوديين وذكره الغنامي هنا بأن "هناك تقليد أعمى".
نعم هناك تقليد أعمى يلجأ إليه المقلدون بسبب هلامية الليبرالية وعدم وضوحها حتى لدى من يعتنقها ولذا لاتجد ولو ليبرالياً واحداً يستطيع أن يعطيك تعريفاً لها ينسجم مع مجتمعنا. بين لي خالد في أثناء حديثه معي أنه يشفق على جانب كبير من مدّعي الليبرالية وحُقّ له ذلك لأنهم لايملكون أي ملكة أو عمق فكري حتى أصبح لقب "ليبرالي" لقباً مثيراً للشفقة. وهذه الفئة التي تمثل الأكثرية يجب على المجتمع أن ينتهج معها منهجاً في التعامل يختلف عن تعاملنا مع الليبراليين الذين وصفهم الغنامي بالليبراليين الصفويين والليبراليين المتأمركين.
الفئة التي يشفق عليها الغنامي ونشفق عليها نحن أيضاً هي تلك الفئة التي قالت له "نحن لسنا بخونة لوطننا ولا تركنا صلاتنا ولا فقدنا محبتنا لديننا". لكنهم نسوا أن يقولوا "نحن لانفهم شيئاً وأنسقنا وراء إدعاءاتٍ باطلة بجهل منا". هذه الفئة هي التي قال عنها الغنامي أنها "رأى في الليبرالية آلية للوصول لما يتصور أنه يكمّل الحل الإسلامي". وهنا مكمن المشكلة, فهذه الفئة تعاني من قصور في فهم الإسلام وهي لم تفهم الإسلام جيداً لتعلم أنه ليس بحاجة إلى مكملات ومحسنات له. فهذا الدين جاء كاملاً من الله وهو صالح لكل زمان ومكان ولانحتاج إلى البحث عن الحلول خارج تعاليمه. هناك قطاع عريض من الليبراليين يعتقدون عن حسن نية أنه يمكن تحوير الإسلام على هواهم وهم بذلك مخطئون. فالإسلام لايستطيع أحدٌ تغييره في مجتمع سنّي بشكل يخالف منهج أهل السنة والجماعة. وكل من حاول تحوير الإسلام وتفسيره على هواه خرج من طريق الإسلام الصحيح وأتبع الأهواء, ولنا في مؤسسي جميع الحركات الضالة على مر التاريخ خير مثال. فهم لم يغيروا في الإسلام شيئاً وإنما خرجوا بأتباعهم من الإسلام بالكلية.
من خلال اللقاء اتضح أيضاً أن الإعلام يتحمل جزءً كبيراً من المشكلة. فهو يحاول أن يبرز ويظهر الكتاب الليبراليين بأي وسيلة كانت على حساب الجودة المهنية التي يحتاج إليها الكاتب, حتى لو كان الكاتب الليبرالي لا يصلح لأن يكتب في "صحيفة مدرسية" كما ذكر الغنامي ولنا في ذلك الصحفي الذي يوصف بأنه "خبير" خير مثال حيث لم يفرق بين كتاب "العدة شرح العمدة" وعدة المرأة!!.
كل ما قيل أعلاه لاينطبق على جميع الليبراليين ولكنه ينطبق على الليبراليين المثيرين للشفقة. ولكن يجب أن ننتبه إلى فئة خبيثة من الليبراللين وهم الفئة الخائنة منهم: الليبراللين الصفويين والمتأمركين. هذه الفئة هي لب الفساد الليبرالي وهي فئة تستحق منا أن نفضحها ونبين خيانتها لدينها أولاً ولبلدها ثانياً. هذه الفئة هي التي يجب أن تكون تحت المجهر دائماً بحيث نراقب كل خطوة من خطواتها وكل كتابة من كتاباتها لأنها من جرّت وراءها فلول الليبراليين البسطاء واستغلتهم واستخدمتهم كسلاح جريمة ضد دينهم وأوطانهم بعد أن سلبوا عقولهم وأوهموهم أن الليبرالية بوابة العدل والمساواة تماماً كما استغل الحسن بن صباح البسطاء من الحشاشين واستخدمهم كأدوات لجرائمه بعد أن سلب عقولهم بنبتة الحشيش!!.
نايف الغنامي