المادة

خائف من الاختلاط

373 | 21-09-2014


السؤال :
أنا شاب مستقيم منذ سنة -ولله الحمد-، ومع بداية هذا الفصل الدراسي التحقت بمعهد تمريض خاص، وأنا خائف من الاختلاط الموجود في المستشفيات، وما هي نصيحتكم؟ -جزاكم الله خيراً-.

الجواب :
الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وعلمنا الحكمة والقرآن، فله الحمد في الأولى والآخرة، فهو – سبحانه- كثير الإحسان، والصلاة والسلام على معلِّم الناس الخير، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً في كل وقت وآن.
إلى الأخ الكريم: - سلمه الله تعالى- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد قرأت رسالتك وسرني جداً التزامك بشرع الله، نسأل الله أن يثبتك على الحق اللهم آمين.
أما بخصوص ما سألت عنه من خوفك من الاختلاط، فحق لك ذلك، فالاختلاط بالنساء الأجنبيات شر مستطير، وبلاء عظيم، ولا سيما إذا كان في وسط كالمستشفيات، حيث التبرج والسفور، والفتنة العارمة، وقد حذَّرنا النبي – صلى الله عليه وسلم- من فتنة النساء، ولذلك أمرنا ربنا -رجالا ًونساءً- بغض البصر فقال – تعالى-: "وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون. وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن..." [النور:30-31]، وقد حذَّرنا النبي – صلى الله عليه وسلم- من النظر وخطره، فكم من نظرة أعقبت في قلب صاحبها ألف حسرة، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه- عن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: "كُتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرِّجل زناها الخُطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج و يكذبه" متفق عليه عند البخاري (6243)، ومسلم (2657)

فيا أخي الكريم عليك بأخذ الحذر من الاختلاط بالنساء؛ فهذا شر عظيم وبلاء مبين، وعليك بالآتي:
(1) إذا استطعت أن تحول دراستك لمجال آخر فافعل؛ فالسلامة لا يعدلها شيء.
(2) إذا لم تستطع ذلك فعليك مراقبة الله في السر والعلن، واعلم بأن الله مطلِّع عليك ويراك، فاستح أن يراك وأنت على معصية، فعليك بغض البصر عن كل ما حرم الله.
(3) عليك أن تختار قسماً أو وظيفة ليس فيها نساء، أو تكون النسبة قليلة جداً على قدر المستطاع.
(4) حاول قدر استطاعتك أن لا تكون بينك وبين أحد النساء العاملات معك في القسم خلوة محرمة؛ فهذا لا يجوز بحال من الأحوال.
(5) إذا حدث بينك وبين إحداهن معاملة من حديث وغيره اجعل ذلك في حدود العمل، ولا يتطرق لغير ذلك، واحذر من الشيطان، فالشيطان حريص على إضلال العباد عموماً، وخاصة الملتزمين، وتذكر دائماً حديث النبي – صلى الله عليه وسلم- "ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما" انظر ما رواه الترمذي (2165) من حديث عمر – رضي الله عنه - ، فما ظنك باثنين الشيطان ثالثهما؟.
(6) كوِّن لنفسك شخصية مميزة، وهي شخصية المسلم الملتزم بشرع الله، واجعل كل من حولك رجالاً ونساءً يعرفون عنك ذلك، فأنت لا تصافح النساء، ولا تحدثهم إلى في حدود العمل، إلى غير ذلك، لماذا؟؛ لأنك مسلم والله أمرك بذلك، فيجب عليك أن تستجيب لله ورسوله – صلى الله عليه وسلم-.
(7) إذا استطعت أن تحصن نفسك بالزواج فافعل، وإن لم تستطع فعليك بالصوم؛ فإنه لك وقاية من الوقوع في الحرام، كما أرشد لذلك النبي –صلى الله عليه وسلم- في الحديث المتفق عليه عند البخاري (1905)، ومسلم (1400)، من حديث ابن مسعود – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء".
(8) عليك في الجملة بتقوى الله، والإكثار من الطاعات، والبعد عن المنكرات، وكثرة الدعاء بأن يصرف الله عنك شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.
هذا والله أعلم، وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

المصدر : الإسلام اليوم

تصميم وتطويركنون