المادة
الأنصار
التعريف:
فرقة باطنية (*) عنصرية ظهرت بين السود في الولايات المتحدة الأمريكية في الستينات الميلادية وامتدت إلى كندا، وأمريكا الوسطى والجنوبية نظرًا لقوة أنشطتها، وهي تدَّعي الإسلام والانتساب إلى المهدية في السودان، غير أن عقائدها خليط من النصرانية (*) واليهودية والبوذية والإسلام.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
• ولد مؤسس هذه الفرقة دوايت يورك Dwight York سنة 1935م بمدينة نيويورك، وكان يتعاطى المخدرات، فقضى فترة من عمره في السجن. وهناك تعرف على مبادئ الإسلام ودرس النصرانية واليهودية وغيرها من الأديان (*) والفرق. وبعد إطلاق سراحه في أوائل الستينات، أسلم في مسجد ستايت ستريت .Stat St بحي بروكلين Brooklyn بمدينة نيويورك، وانتحل لنفسه اسم عيسى عبد الله. وبما أن الوضع الاجتماعي في أمريكا كان مشحوناً بالشعور القومي آنذاك، فقد أخذ عيسى يدعو شباب السود في ضواحي نيويورك إلى الإسلام، بطابع قومي، معتمداً في ذلك على تأويل نصوص الإنجيل (*) المتداول، والقرآن الكريم. واتخذ شعاراً لفرقته هلالاً بداخله نجمة داود، وبداخلها صليب فرعون، وقد أطلق على فرقته في بداية الأمر اسم (أنصار الصوفية الخالصة Ansar pure sufi) شعاراً للفرقة ثم غير اسم الفرقة إلى النوبيين Nobians انتساباً إلى قبائل النوبة بمصر والسودان، وإبرازاً للاتجاه القومي، ثم غيّر الاسم مرة أخرى إلى جمعية أنصار الله Ansaru Allah Community كما فرض على أتباعه في البداية التحلي بقطعة عظم صغيرة في الأذن اليسرى، وارتداء طرابيش سوداء وملابس من غرب أفريقيا ثم غيّر الزي إلى حلقة فضية في الأنف مع وضع العمامة على الرأس وارتداء الثوب السوداني.
• النظام الاجتماعي والاقتصادي:
ـ ألزم عيسى أتباعه بالسكن الجماعي، حيث تتجمع النساء في وحدة خاصة منفصلة عن وحدة الرجال، ويتجمع الأطفال في وحدة أخرى منفصلة عنهما، وخصص غرفة واحدة في مهجع النساء للاتصال الجنسي بين المتزوجين بالتناوب، وسموا تلك الغرفة (الغرفة الخضراء). وكان عيسى الوحيد الذي يسمح له بحرية الاختلاط مع نساء الفرقة في سكنهن، فكثرت تقريرات العضوات اللاتي انسحبن مع الفرقة بسبب دخوله على نساء الغير وحمل عشرات النساء في آن واحد بأولاد له، كما اختار عيسى بعض النساء كملك يمين له، إضافة إلى زوجاته الأربع اللاتي يبدلهن من حين إلى آخر، وحدد عيسى للنساء ما عدا زوجاته وملك يمينه أعمالاً جماعية معينة مثل الطبخ والخياطة وغسل الثياب وجمع معلومات لتأليف كتب تطبع باسمه.
ـ فرض عيسى على المعتنقين الجدد تسليم جميع ما عندهم من الأموال والممتلكات وأجبر من كان يعمل منهم أو يدرس في الجامعات بترك العمل والدراسة كما دعاهم إلى مقاطعة أقربائهم ومفاصلتهم وقطع صلتهم بهم حتى لا يكون لهم أدنى درجة في الاستقلال المالي أو الفكري واقتبس عيسى نظام التسوُّل الجماعي من الفرقة الهندوكية (هاري كريشنا Hari Krishna) التي كانت منتشرة بين الشباب البيض حينئذٍ ففرضه على جميع أتباعه الذكور حيث ظهروا في زوايا شوارع أحياء نيويورك وممرات مطار كيندي وعربات القطارات يتسولون من طلوع الشمس إلى غروبها ويسلمون جميع ما يجمعون من التبرعات إلى عيسى فيتصرف فيها كما يشاء، ومن لم يجمع الحد الأدنى من التبرعات التي عينها عيسى (خمسين دولاراً) حرم آخر النهار من مباشرة زوجته.
الأفكار والمعتقدات:
• زار عيسى السودان في عام 1973م، وقابل أهل المهدي، والتقط عدة صور فوتوغرافية لنفسه مع أفراد عائلة المهدي، وعند عودته إلى أمريكا غيّر اسمه إلى عيسى عبد الله المهدي، وادعى أنه من أحفاد محمد أحمد المهدي، مستدلاً على ذلك بالصور، كما ادعى أنه حصل على شهادة الدكتوراه في علوم الشريعة خلال الشهور الأربعة التي قضاها هناك. وقد زاره في نيويورك الصادق المهدي وبعض إخوانه الآخرين فصوروا الصادق يعانقه، ويصافحه وأتباعه، ويخطب في معبده تأييداً لدعواه، وغيّر عيسى اسمه مرة أخرى إلى عيسى الهادي المهدي، وأضاف اسمه واسم أمه إلى شجرة نسب المهدي المزعوم.
• أعلن عيسى في أواخر السبعينات أنه مجدد القرن منافساً لابن اليجا محمد (المعروف بوارث دين محمد) الذي ادعاه آنذاك. وفي أوائل الثمانينات تطرق إلى الألوهية حيث صرح في كتبه أنه الإله (*) المتجسد.
• يعتقد الأتباع أن الجنس الأبيض ليسوا بشراً على الحقيقة إذ لا أرواح لهم وإنما تلبست بأجسادهم الأرواح الشريرة فهم حسب اعتقاد الأتباع شياطين في صورة آدميين، أما الأنبياء فيعتقدون أنهم جميعاً كانوا من أصحاب البشرة السوداء.
• زعم عيسى أن جبريل جامع مريم البتول فأنجبت منه النبي عيسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ وهو بدوره لم يرفعه الله إليه إنما توفاه الله في الأرض.
• ينكر أتباع عيسى نسخ التوراة (*) والإنجيل (*) ويقولون بعدم تحريفهما، وأوجب عيسى على أتباعه العمل بتعاليمها.
• زعم عيسى أنه عثر على الصحف التي أنزلت على آدم وشيث وإبراهيم وإدريس كما ادعى أنه ترجم بعض نصوصها إلى اللغة الإنجليزية.
• زاد في الصلاة أشياء كثيرة، مثل أن يقول المصلي عند التشهد الأخير (اللهم صلى على محمد أحمد خليفة رسول الله ) ، ثم ألغى الصلاة على النبي مدعياً أنه شِرْكٌ وعبادة موجهة إلى الرسول من دون الله تعالى.
• يعتبر الأتباع يوم الجمعة يوم تمهيد للعيد الأسبوعي وهو يوم السبت فهم يؤدون في السبت بعض الطقوس المقتبسة من طقوس اليهود.
• يعتقد الأنصار أن نعيم الجنة نعيماً نفسيًّا وأن آلام النار آلاماً نفسية وليست حقيقية.
• يحرم الأنصار أكل لحوم الإبل والضب كما لا يجيزون العمل في يوم السبت. كما أنهم يحلون وطء المرأة في دبرها ويبيحون شرب الخمر لأداء الطقوس الدينية اليهودية.
• لهذه الفرقة صحف ومجلات وأكثر من مائتي كتاب، كلها تنسب إلى عيسى، وهي تتناول أفكار الفرقة واعتقاداتها ومن ضمنها ترجمة للأوراد الراتبة للمهدي السوداني المزعوم وترجمة وتفسير لبعض أجزاء القرآن.
الانتشار ومواقع النفوذ:
يقع مركز الفرقة في مدينة نيويورك، ولها أحياء كبيرة أخرى في واشنطن وفيلاديلفيا في الولايات المتحدة، وفي مونتريال بكندا وسان وان بجزيرة ترينيداد بأمريكا الوسطى، ولها فروع متوسطة الحجم في جورج تاون وجمهورية غيانا بأمريكا الجنوبية، وجزيرة سانت فيسانت من جزر البحر الكاريبي.
ويتضح مما سبق:
أن الأنصار فرقة باطنية (*) عنصرية ظهرت بين السود في الولايات المتحدة الأمريكية خلال الستينات ومنها امتدت إلى دول مجاورة، وهي تدعي الإسلام والانتساب إلى المهدية في السودان، ويعتقد أتباع هذه الفرقة أن الجنس الأبيض لا أرواح لهم وأنهم ليسوا بشرًا، وقد زعم مؤسس هذه الفرقة أنه الإله (*) المتجسد، وافترى على مريم بهتانًا عظيمًا فقال إن جبريل جامعها فأنجب منها عيسى ـ عليه السلام ـ، وتنكر هذه الفرقة نسخ التوراة (*) والإنجيل (*)، وتحل وطء المرأة في دبرها، وغير ذلك من الأمور والعقائد الشاذة.
---------------------------------------------------------
مراجع للتوسع:
ـ (الفرقة الباطنية المعاصرة في الولايات المتحدة الأمريكية / مخطوطة). ـ رسالة ماجستير باللغة العربية 1985م بجامعة الملك سعود بالرياض ـ أبو أمينة بلال فيليبس.