المادة

ويفتخرون أنهم ليبراليون

414 | 22-06-2014
(الليبرالية).. ذلك المذهب الغامض ـ عند بعض الناس ـ والمعلوم عند الكثير، ذلك المذهب الذي يزعم اصحابه انهم يريدون من خلاله الوصول الى (الحرية)، الحرية من أي شيء؟! الحرية من أي قيد أو نظام ولو كان سماوياً وإلهياً!! لكن كيف سيعيش الناس بلا نظام أو حدود؟! يزعم اتباع (الليبرالية) انهم هم المخولون بوضع جميع القيود والحدود!! فالحلال ما أحلوه! والحرام ما حرموه!!



(الليبراليون) انواع واشكال واصناف.. أقلهم، متنكب عن الصراط المستقيم!!.. يزعم (بعضهم) أنهم يتخلصون من كل عبودية ومع هذا هم اكثر الناس عبادة لاهوائهم وشهواتهم. قال تعالى: (أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا). فالإنسان لا بد ان يكون عبدا اما لخالقه أو لغيره.



من فهم الاسلام حق الفهم علم انه يعني الاستسلام والانقياد لله جل وعلا، فلا يجوز للمسلم تحليل امر حرمه الله ورسوله أو تحريم امر احله الله ورسوله، وإلا لم يكن مسلما، وكم من (الليبراليين) من يصرح بوصف احكام الشريعة القطعية بأنها (تخلف) و(رجعية)!!.. تعالى الله عما يصفون!!.. أي كلمة تخرج من افواههم!!.



والله لقد نطق بعضهم بما لم ينطق به ابليس اللعين نفسه! ومن لم يرض بحكم الله فقد خلع عباءة الاسلام منه وارتضى دينا آخر غير الاسلام ولن يقبله الله حتى يرجع اليه.

(الليبراليون) الذين اخذوا ورضعوا دينهم من العلمانية الغربية متناقضون، فهم مع حرية الانسان في كل شيء الا في اتباع شريعة الاسلام!! فالمرأة لها ان تتعرى وتخالط من تشاء وتفعل ما تشاء لكنها تحارب عندما تلبس الحجاب والنقاب وتلتزم شريعة ربها في حياتها!! للانسان ان يمارس أي عمل لكنه عندما يدعو الى الله أو يؤسس لجانا خيرية أو يطلب العلم الشرعي فإن اقلامهم تملأ الجرائد حربا عليهم وحناجرهم تتقطع في سبهم وشتمهم!! اذاً.. (الحرية) غايتهم الا اذا اطاع العبد ربه!! تناقض وأي تناقض، ولعل الكاتب الامريكي (Rassel Jacoby) صدق عندما وصفهم نقلا عن مؤرخ فرنسي يصف المذهب الليبرالي بقوله (من الصعب ان تجد شعارا آخر اكثر ابتذالا واقل لياقة منه بالتأكيد.. شعار مجرد تماما من أي صدى ديني أو اخلاقي.. شعار يمكن ان يعني التفكك وفق اهواء كل فرد..).. بل اصدق منه قول ربنا جل وعلا حين وصف الذي يتبع هواه، وتسيره الشياطين، ولا ينقاد لشريعة الرحمن بقوله (كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران)!!



يا ليت (الليبراليون) يجيبوننا بصراحة على هذه الاسئلة، هل النظام الاسلامي حق ويجب اتباعه أم لا؟! هل الربا حلال أم حرام؟! هل الخمر حلال أم حرام؟! هل الزنى جريمة أم هي حرية شخصية؟! هل الشذوذ الجنسي حلال أم حرام؟! ما رأيكم بتعليم القرآن ونشره؟! هل هدي (محمد) صلى الله عليه وآله وسلم خير هدي أم هدي غيره من البشر؟! ما رأيكم بالدعوة الى الالحاد والاباحية هل يسمح بها في الدولة المدنية عندكم؟!! هل وهل وهل.. اظن الاسئلة كثيرة ولكن يا ليتهم يجيبون بصراحة ليعرفهم الناس!!



لقد واجه (الليبراليون) العرب صعوبات في اختراق مجتمعاتنا الاسلامية، ولهذا اخترعوا مصطلحا جديدا سموه (الاسلام الليبرالي) ليخدعوا به العامة، ويضحكوا به على السذج، وانطلت الحيلة على بعضهم، وقالوا لهم لا مانع من انك تصلي وتصوم وتحج وتكون ليبراليا!!.. وهذه حيلة (ابليسية)!! فالإنسان اما ان يكون عبدا لله، حياته كلها منقادة له جل وعلا، كما قال الله (قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له) واما ان يكون عبدا لغيره، اما ان يستسلم لأحكام ربه وشريعة خالقه، كما قال تعالى (ثم جعلناك على شريعة من الامر فاتبعها ولا تتبع اهواء الذين لا يعلمون) أو يستسلم لدين آخر غير الاسلام، اما التلون والتذبذب لكسب الانصار والمكر والتحايل على المسلمين فإن الامر سينكشف ولو بعد حين.

اسأل الله ان يثبتنا على دينه وان لا يمتنا الا ونحن مسلمون، اللهم آمين

تصميم وتطويركنون