المادة
معركة الأقصى
ما حدث قبل يومين في الأرض المباركة، أولى القبلتين لأمة الإسلام ومسرى نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ما حدث فيها أمر خطير وينذر ببدء مرحلة جديدة من التصعيد وساحتها ليست (غزة) الأبية التي سويت بالتراب على مرأى العالمين الإسلامي وغير الإسلامي، بل الساحة اليوم هي رمز من رموز أمة الإسلام، إنها الأرض التي جعلها الله مقدسة وخالصة لأهل التوحيد والإيمان، إنها الأرض التي تشد الرحال إليها وتضاعف الصلاة فيها، إن البقعة التي فيها الطائفة المنصورة التي لاتزال على الحق بإذن الله تقاتل دونه وإن خالفها الناس جميعا.
العدو الصهيوني يخادع العالم بمفاوضات كاذبة مع اصدقائه (العرب) يسمونها مصالحات وسلام، وهي في الحقيقة أكاذيب وأوهام، وهو في الوقت نفسه يمارس جميع الوسائل الوحشية في ساحات المسجد الأقصى، فلا يراعي شيخاً كبيراً ولا طفلاً صغيراً ولا امرأة، بل الحرب عنده دين وعقيدة فغاية العدو هدم المسجد الأقصى - عياذا بالله - وبناء هيكلهم المزعوم، ولا يمنعه عدد المصلين والمرابطين فيه، لكنه يريد الاطمئنان فقط أن الأمة روضت، وينتظر الإذن من حلفائه (العرب) الذين يجثمون على صدور الأمة ويمنعون شعوبها حتى من التعبير عن غضبهم، وغاية فعلهم حماية المصالح الصهيونية فيها!!
بالأمس بدأت جولة جديدة من الحرب الدينية العقائدية وساحتها الأرض المقدسة، دخل الأنجاس الى غرفة الأذان وحطموا ما فيها وعاثوا فيها فساداً والأمة الإسلامية مازالت تنظر وتتفرج، أضعف الإيمان فيها أن تطالب الشعوب قادتها بوقف كل مبادرات الصلح والسلام حتى يتوقف الأنجاس عن تدنيس الأرض المباركة، أو يطالبوا بطرد سفرائهم من بلاد المسلمين، أو يطالبوا الجامعة العربية بموقف حاسم وإلا فليرحل أمينها غير مأسوف عليه ويتغير نظامها الأساسي، وليكن للمؤتمر الإسلامي موقف مشرف وإلا فليوفر ميزانيته لما هو أنفع للأمة!!
إن مسؤولية المسجد الأقصى أمانة في عنق كل مسلم على وجه الأرض، وقلوب المؤمنين الموحدين متعلقة به وأفئدتهم متشوقة إليه يريدون شد الرحال إليه، ولا عذر لأحد يصمت عما يحدث في مقدسات المسلمين، وعلى الأفراد أن يتحركوا والنقابات والجمعيات أن تصنع شيئاً إن صمتت حكوماتها فما أسهل أن يجاهد الفرد بماله ويوصله الى إخوانه المرابطين، أن يجاهد بقلمه فيكتب دفاعاً عنهم، وليكن (الإنترنت) ساحة قتال وجهاد بالكلمة والإعلام اليوم أقوى سلاح، ألم تر أن صحفنا وجرائدنا تخلت في الصفحات الأولى حتى عن (الأقصى) في صورة من صور الانهزام، فإن لم يستطع أحدنا أن يفعل شيئاً ينصر به إخوانه المجاهدين دون المسجد الأقصى فليرفع يديه كل ليلة وليدع لإخوانه وللمسجد الأقصى، فرب دعوة من أشعث أغبر تفتح لها أبواب السماء، وإنما تنصرون بضعفائكم، {ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز}.