المادة

الليبيون يزأرون !!

253 | 29-03-2014


ها هي الطواغيت تتساقط أمام أعيننا واحداً تلو الآخر والأصنام تتهاوى وتصير جذاذا، وصيحات الحق تزهق الباطل وتحطمه في مشهد ما كنا نحلم أن نراه في أمتنا في زماننا وبهذه السرعة، وهو بالتأكيد آمر رباني وإرادة إلهية للشعوب فيها الدور الأكبر بعد الله سبحانه وتعالى، فلله الحمد في الأولى وفي الآخرة.

من كان يظن أن التغيير سيكون بغير تضحيات فهو مخطئ، ومن كان يتصور أن الأمة ستخرج من هوانها وعبوديتها بغير دماء فهو واهم، ومن يلم العلماء والمفكرين، الذين شجعوا هذه الثورات ضد الطغيان ويحملهم تبعات الدماء التي سالت فهو مجحف غير منصف، فان كان المئات قد أزهقت أرواحهم -في سبيل الله- ومن أجل الأخذ على أيدي الظالمين، فمن يتحمل ذنب بقاء هؤلاء الطواغيت على كراسيهم عشرات السنين، فكم من الآلاف من الدماء سالت وكم من الناس من فتن في دينه وكم امتلأت السجون واعتدي على الناس في كراماتهم، فلله درهم من رجال زأروا في وجه الطغيان ففر الظالمون كالجرذان يجرون أذيال الهزيمة.


إننا مقبلون على عهد جديد في تاريخ أمتنا لا مكان فيه للمتخاذلين، الذين ألفوا حياة الذل والهوان، ممن يزعجهم بزوغ الفجر وطلوع النهار فالنوم غاية أمانيهم، مستقبل الأمة يعتمد -بعد الله- على عقول أبنائها وسواعدهم، لعالم الشريعة والفقيه دوره، وللطبيب دوره، للسياسي مكانه وللاقتصادي مكانه، للمهندس مجاله ولصاحب الفن الراقي مكانته، للمعلم وللمزارع وللعامل وللجميع أدوارهم في بناء مستقبل الأمة وللكل حقوق وواجبات رجالا كانوا أم نساءً، وكل من يعيش بيننا يشاركنا الهموم ويعيننا في البناء، السنة والشيعة، المسلمون والمسيحيون يعيشون ويتعايشون حقوقهم مكفولة وواجباتهم معروفة، أمة متكافلة متكاتفة متعاونة متراحمة، يد على من سواهم، القوي فيهم ضعيف حتى يؤخذ الحق منه والضعيف فيهم قوي حتى يؤخذ الحق له العدل بين الجميع أساس الحكم فيها.

بعد أن أشعل جذوة الحرية (التونسيون) الأحرار، وأيقظ الأمة (المصريون) الأبطال، هاهم (الليبيون) أحفاد (عمر المختار) يقولون للأمة أفسحوا الطريق لنعلو بالمجد على ركام الطغيان، نسقي شجرة الحرية وحدائق النصر بدماء الأطهار، الليبيون يخوضون أشرس المعارك فلا معركة بعدها أشرس، الليبيون الذين تجري العزة في دمائهم يطئون بأقدامهم حطام الطاغوت وسينتصرون بإذن الله تعالى، { ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله}.


أعرف الليبيين منذ زمن ولي صحبة مع الكثيرين منهم خصوصا في أوروبا، شعب لا يعرف الذل أبدا. إياك والطعن في الإسلام أمامهم، أعراضهم أغلى ما يملكون بعد الإيمان، الأنفة والعزة نادرا ما تفارق الليبي، نصرهم نصر للأمة كلها، وعزهم عز للأمة جميعها، قلوبنا معهم في ثورتهم، وصوتنا نرفعه من اجلهم، ونذكرهم بالاستعانة بالله والثبات والصبر على مطالبهم حتى ينالوها، فالعدو سينهزم ولو بعد حين، والأرض لله وليست له، وستؤول بإذن الله لعباد الله الصالحين الذين يحكمونها بشريعة العدل قال تعالى: {قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين }.

الومضة التاسعة والتسعون: من مأثورات عمر المختار رحمه الله: "إنني أؤمن بحقي في الحرية، وحق بلادي في الحياة، وهذا الإيمان أقوى من كل سلاح".

تصميم وتطويركنون