المادة
حكاياتُ جدِّي
462 |
24-02-2014
دائماً أجلسُ كلَّ مساءٍ بالقربِ من جدِّي كي أستمتعَ بحكاياتِه الرَّائعةِ التي يحكيها لي، لم أكنْ أملُّ أبدًا من حكاياتِه، كان لديه كنزٌ من الحكاياتِ التي لا تنفدُ أبدًا، فموعدُنا كلَّ ليلةٍ عَقِبَ صلاةِ العشاءِ مع حكايةٍ جديدةٍ يحكيها لي جدِّي وأظلُّ أُتابِعُ أحداثَها في شوقٍ ولهفةٍ. وكبرْتُ شيئًا فشيئًا ودخلْتُ للمدرسةِ، وبدأتُ أتعلَّمُ الحروفَ الأبجديَّةَ وبمُرورِ الأيَّامِ تعلَّمتُ الكتابةَ والقراءةَ، ورُغْمَ هذا لم أنقطعْ عن مجلسِ جدِّي الذي كان يُذاكر لي دُروسي المدرسيَّةَ أوَّلاً ثم يغمرُني بحكاياتِه الجميلةِ التي تجعلُني في أفضلِ حالاتي. تمرُّ الأيَّامُ وأنتقلُ من سنةٍ دراسيَّةٍ لسنةٍ دراسيَّةٍ أُخرى وما زلتُ أحنُّ لحكاياتِ جدِّي، والآنَ أصبحتُ أقرأ وأكتبُ جيِّدًا وليسَ كالسَّنواتِ الماضيةِ أقرأ بصُعوبةٍ وأكتبُ بصعوبةٍ، كان جدِّي سعيدًا بتقدُّمي هذا وكنتُ كثيرًا ما أقرأ له الصُّحفَ لضعفِ بصرِه. ذاتَ ليلةٍ دخل جدِّي مُحتضنًا كتابًا، وما أن لمحَني حتَّى أخفَى الكتابَ وراءَ ظهرِه وهو يقولُ لي ببسمةٍ حانيةٍ: لقد أحضرْتُ لك مفاجأةً. أسرعتُ نحوَ جدِّي وأنا أقول في لهفةٍ وشوقٍ: ماذا أحضرتَ لي يا جدِّي العزيزَ؟ وببُطْءٍ شديدٍ أخذتْ ذراعُ جدِّي تَخرج من خلفِ ظهرِه ليظهرَ الكتابُ الذي أحضره، كان غلافُ الكتابِ رائعًا ويبدو من رسومِه أنَّه يحمل بين طيَّاتِه قصَّةً شيِّقةً، أسرعتُ ألتقط القصَّةَ من بين يديْ جدِّي وأُقلِّب صفحاتِها الملوَّنة بسعادةٍ، الكتابُ يحوي قصصًا جميلةً وملوَّنةً، سألتُ جدِّي قائلاً: جدِّي.. هل ستقرأُ لي هذه القصصَ الليلةَ؟ أطلق جدِّي ضحكةَ وَقُورٍ وهو يقول: لقد كبرتَ يا حفيدي.. وتعلَّمتَ القراءةَ جيِّدًا.. من الآنَ ستقرأ لنفسِك كي تحكيَ لأحفادِك قصصًا جميلةً. جديد المواد
روابط ذات صلة
|