المادة
مزرعة الجد
454 |
24-02-2014
خرج محمودٌ مع أسرتِه لزيارةِ مزرعةِ جدِّهم في المدينةِ البعيدةِ، سارتْ بهم السَّيَّارةُ مئاتِ الكيلو متراتٍ حتَّى وصلتْ أخيرًا للمزرعةِ التي يسكنُها جدُّهم ويتولَّاها برعايته. استقبلهم الجدُّ بالتَّرحابِ واصطحبهُمْ ليشاهدوا مزرعتَه الكبيرةَ، كانتِ المزرعةُ قد تمَّ تقسيمُها بعنايةٍ فائقةٍ فجزءٌ كبيرٌ مخصَّصٌ للماشيةِ من أبقارٍ وجاموسٍ وماعزٍ وخرافٍ، وجزءٌ آخرُ تمَّت زراعتُه بالخضرواتِ الطَّازجةِ من بصلٍ وثومٍ وفلفلٍ وبطاطسٍ، أمَّا الجزءُ الأكبرُ من المزرعةِ فقد زرعه الجدُّ بأشجارِ الفواكهِ من تينٍ وموزٍ وكمثرى ومانجو وبرتقالٍ. توقَّف محمودٌ أمامَ حظيرةِ الماشيةِ سائلاً جدَّه في اهتمامٍ: جدِّي.. لماذا تقومُ بتربيةِ الماشيةِ في مزرعتِك؟ أجابه الجدُّ بابتسامةٍ واسعةٍ: الماشيةُ تُعطينا خيرًا كثيرًا إذا قُمنا برعايتِها والاهتمامِ بها، فمنها نأخذُ الألبانَ الطازجةَ والسَّمنَ والزُّبْدَ. أطلَّتْ نظرةُ دهشةٍ من عينَيِ الصَّغير محمودٍ وهو يسأل جدَّه قائلاً: نأخذُ كلَّ هذا الخيرِ من الماشية؟ أطلق جدُّه ضحكةَ وقورٍ وهو يقول: كما نأخذُ من الماعزِ والخرافِ الصُّوفَ الذي نصنعُ منه الملابسَ الشِّتويَّةَ والجلدَ أيضًا الذي نصنع منه المعاطفَ الثَّقيلةَ. وضع محمود أصبعَه على فمِه مفكِّرًا قبل أن يقولَ: ونأخذُ اللحمَ اللذيذَ أيضًا. وما أن أنهى محمودٌ عبارتَه حتى انطلقوا جميعاً صوبَ أشجارِ الفاكهةِ التي كان معظمُها مثمرًا، فأخذوا جميعاً يلتقطون الثِّمارَ ويضعُونها في السِّلال حتى جمعوا كمِّيَّةً لا بأسَ بها ثم انطلقوا بسرعةٍ لدارِ الجدِّ وجلسوا يأكلون في سعادةٍ من تلك الفاكهة اللذيذة التي جلبوها من حديقةِ الجدِّ. جديد المواد
روابط ذات صلة
|