المادة
المسلم مَن يسالم
325 |
16-02-2014
المسلم مَن يسالم..
بُنَيَّ الحبيبُ.. قال تعالى: ( هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ).. واللهُ تعالى لا يُسمِّي أحدًا اسمًا دون أن يكونَ له معنًى عظيمٌ.. وقد سمَّانا مسلمين وسمَّى ديننا الإسلام.. وأنتَ بُنيَّ الحبيبُ لن تبذلَ جهدًا كبيرًا لتستطيعَ التَّعرُّفَ على معنى هذه الأسماء.. إنَّه السَّلامُ والاستسلامُ.. الاستسلامُ لله تعالى فيما أمر وفيما نهى.. والسَّلام مع الناس.. المسلمين منهم وغير المسلمين.. فأمَّا مع المسلمين: فقد قال النبيُّ- صلى الله عليه وسلم- : " المسلمُ مَن سَلِمَ المسلمون من لسانِه ويدِه".. فلا يُؤِذي بلسانِه مسلمًا ولا غيرَ مسلمٍ.. قد كان النبيُّ- صلى الله عليه وسلم- يُؤذَى من لسان اليهود فلا يردُّ عليهم بالقول الفاحش.. كان يتَّبع قولَ الله تعالى: ( وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا).. إذا كان ذلك مع غيرِ المسلمين فما بالُك بُنيَّ الحبيب بالمسلمين.. فاحذر بُنيَّ أن تسُبَّ أحدًا أو تسخرَ منه أو تذكرَ عيبَه أو تغتابَه.. ليس هذا من سلوك المؤمنين.. وإيَّاك أن تؤذيَ أحدًا بيدك.. ومقصودُ النبيِّ - يا بُني- ألَّا تؤذيَ أحدًا بفعلِك.. سواءً بيدِك أو بغيرِها.. فلا تضربْ أحدًا حين ترى نفسَك أقوَى منه؛ لأنَّ هناك مَن هو أقوى منك. والله ينتصر للمظلوم.. ولو بعد حينٍ. والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - هو قدوتُك، قالتْ عنه زوجُه أمُّ المؤمنين عائشةُ، رضي الله عنها: "ما ضربَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بيَدِهِ شيئًا قَطُّ". فلا تضرب أحدًا ولا تضرب شيئًا.. لا تُلقِ الأشياءَ عند الغضب. انظر بُنيَّ الحبيبُ كيف يتعامل الإسلامُ بالسلام حتى مع الجماداتِ.. لقد مرَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بجبلِ "أُحُد" فقال: "هذا جبلٌ يحبُّنا ونحبُّه". ما أعظمَ هذا الدِّينَ!. وما أحسنَ أخلاقَ مَن يؤمنون به. جديد المواد
روابط ذات صلة
|