المادة
المسلم من يعفو..
344 |
16-02-2014
بُنيَّ الحبيبُ.. لا تستقيمُ الحياةُ هادئةً على الدَّوام.. فلا بدَّ كلَّ حينٍ أن نتعرَّضَ لمشكلاتٍ صغيرةٍ أو كبيرةٍ.. ومِن هذه المشكلاتِ إيذاءُ بعضِ النَّاسِ لنا.. فهناك قومٌ لا يُحسنون التَّعاملَ مع الآخرين.. فيُضايقونهم بقصدٍ ودون قصدٍ.. وأنت حِينَ تتعرَّض لهذه المشكلة قد لا تملك أعصابك.. وقد تردُّ على الأذى بالأذى.. وقد تزيدُ على إيذاءِ مَن آذاك.. ولكنَّ دينَك العظيمَ يقول لك شيئًا آخرَ.. يقول الرسولُ- صلى الله عليه وسلم- : "ليسَ الشَّدِيدُ بالصُّرَعةِ، ولكنَّ الشديدَ مَن يملك نفسَه عند الغضبِ".. فأنت تستطيعُ أن تُبَرْهِنَ على قوَّتك، ليس حينَ تردُّ على الأذى بالأذى.. أو أن تضربَ من آذاك.. ولكنْ تظهرُ نفسَك قويًّا - فقط - حين تصبر وتعفو عنِ الذي آذاك.. فأنت قويٌّ حقًّا إذا كنتَ تملك نفسك عند الانفعال.. وكن مقتديًا بصفاتِ ربِّك عزَّ وجلَّ.. قال الرسول - صلى الله عليه وسلم- : "ما أحدٌ أصبرُ على أذًى يسمعُه من الله، يدَّعون له الولدَ ثمَّ يُعافيهم ويرزقُهم".. فالله تعالى يعفو ويعفو.. والناس يُذنبون ويذنبون.. وكذلك اقتدِ برسولك - صلى الله عليه وسلم- ، كان مرَّةً سائرًا في الطريق.. فأتى أعرابيٌّ مِن خلفِه فجذبه جذبةً شديدةً من جلبابه حتى مزَّقه.. وأثَّرتْ في عُنقِه الجذبةُ.. لو كنتَ مكانه ماذا كنت ستفعل؟.. لقد نظر إلى الأعرابيِّ.. فتبسَّم.. قال الرجلُ: أعطِني من مالِ الله الذي عندك.. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم- لعُمَرَ بنِ الخطَّاب- رضي الله عنه- : أعطِه ووَفِّه. أيْ: أعطِه وزِدْهُ فوقَ ما أراد.. هل هناك أعظمُ عفوًا من اللهِ تعالى؟.. وهل هناك من النَّاس أعظم عفوًا من رسولِ الله؟.. هذه هي الأخلاقُ الحسنى فاقتدِ.. واعفُ عمَّنْ ظلمك.. وسامحْ مَن أخطأ فيك.. تكنْ خيرًا عند الله منهم.. وتنالُ الجزاءَ العظيمَ.. جديد المواد
روابط ذات صلة
|