المادة
كيف ننتظر الخسوف؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
إخوتي في الله،،،
والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إني أحبكم في الله، وأسأل الله جل جلاله أن يجمعنا بهذا الحب في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله. (اللهم اجعل عملنا كله صالحًا، واجعله لوجهك خالصًا، ولا تجعل فيه لأحد غيرك شيئًا)
ثم أما بعد،
فإن الشمس قد كسفت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا، فجعل يقول وهو ساجد " رب ألم تعدني أن لا تعذبهم وأنا فيهم ألم تعدني أن لا تعذبهم وهم يستغفرون" صحيح- إرواء الغليل، وفي رواية أشد أنه صلى الله عليه وسلم "جعل ينفخ في آخر سجوده من الركعة الثانية ويبكي ويقول : لم تعدني هذا، وأنا فيهم، لم تعدني هذا، ونحن نستغفرك" صحيح_صحيح النسائي
وقد بلغتنا الأخبار أن الشمس ستخسف يوم الجمعة القادمة، وما أشده من خبر أن تعلم أنها ستخسف، إن خسوف الشمس أو كسوفها - كما استحدث المصطلح - آية يخوف الله بها، فجاء البلاء علينا بلاءين.. بلاء الخسوف وبلاء الانتظار، أن تبشر من المتخصصين بعذاب سيأتي بعد أسبوع.
ويا له من أمر مخيف!.. أن الكسوف سيأتي في وقت الضحى، في السابعة صباحًا، يقول تعالى {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ}، فكان ذلك في الأسبوع الماضي أن خسف القمر ليلة رأس السنة خسف القمر.
والأسبوع الآتي تخسف الشمس {أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ }
ويا له من أمر مرعب!.. أن يجتمع لنا في أيام قلائل خسوف القمر وخسوف الشمس وكأني بقول الله {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ *وَخَسَفَ الْقَمَرُ * وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ * يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ * كَلَّا لَا وَزَرَ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ}
فها هي آيات الله تجتمع عليك.. تخوفك الله، تريك قدرة الله على الشمس والقمر، فقد أظلم القمر في ليلة تمامه، صار البدر أزرقا في صحن السماء، وصارت الشمس سوداء، فكيف بك يا ضعيف إذا بلغتك قدرة الجبار؟!.. كيف بك؟!
ويا له من إحساس!.. أن يأتي خسوف الشمس الآتي -ونحن لا نقول أنه سيأتي يقينًا وإنما نتأهب، فإن رأيناه بأعيننا صلينا- ولكنه الحذر والرعب والخوف الذي هو أولى وأوجب في حقنا من صلاة مثل صلاة الخسوف، الأوجب منها الخوف نفسه والقلق من قدرة الله على الشمس.
انتظار الخسوف.. وقت صلاة الضحى..!!
يا له من حساب أنك تنتظر الخسوف الذي سيأتي في السابعة صباحًا، وأنت قد اعتدت أن تصلي الفجر وتنتظر موعد صلاة الضحى، فتمكث في المسجد كما شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم، لتدرك طلوع الشمس، ثم تصلى الخسوف!!.
إنني اعتدت أن أجلس في المسجد إلى طلوع الشمس، لأصلي صلاة الضحى التي أؤدي بها حقوق الله على كل سلامه في بدني، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يصبح على كل سلامي من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك، ركعتان يركعهما من الضحى" رواه مسلم، تلك الصلاة التي يصبح العبد بها شاكرًا؛ فهي صلاة الأوابين كما قال عليه الصلاة والسلام "صلاة الأوابين حين ترمض الفصال" رواه مسلم.
أو أن أنتظر أن أصلي صلاة العيد.. فأمكث من بعد الفجر في المصلى إلى الضحى؛ لأصلى صلاة الفرح.. إنه إحساس يجعلني أمكث في مصلاي من الفجر إلى طلوع الشمس أنتظر صلاة العيد في تكبير وتهليل، فيا ليت شعري!.. كيف سأمكث هذه الساعة من الفجر إلى طلوع الشمس أنتظر لحظة التخويف!، قال صلى الله عليه وسلم: "إن الشمس والقمر آيتان"، وقال تعالى {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا} فالآية تخويف، فتأتي على ساعة الضحى أو ساعة صلاة العيد، فبأي إحساس ننتظر؟!!!
الاستغفار ..أمان
إنني أرقب سجدة سأدندن فيها وأبتهل فيها بكلمات رسول الله (ألم تعدني أنك لا تعذبني وأنا أستغفر)، قال تعالى {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}،.. (فاللهم اغفر لنا ذنبنا كله، دقه وجله، أوله وأخره، سره وعلانيته، ما علمنا منه ومالا نعلم).
كيف ننتظر الخسوف؟
ولا أقول كيف ننتظر تلك الساعة من الفجر إلى الضحى؟!!... بل أقول لك كيف ننتظر هذا الأسبوع كله؟!!.. أسبوع ترقب خسوف الشمس!!.. بل أقول كيف ننتظر الآخرة كلها؟!!.. كيف ننتظر موتنا وآخرتنا؟!!... والجواب: برجاء رحمة الله لا غير {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ}
الرجاء في الذي لا توصد أبوابه.. الرجاء في الذي لا يخيب من عظم في قلبه رجاءه.. للذي لا يرد دعاء أحد؛ قال سبحانه {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}
{فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي}.. استجب أنت!.. أما الله فقد كتب على نفسه أنه قريب مجيب يجيب دعوة الداعي، استجيبوا لربكم وقولوا (اللهم ارحمنا.. اللهم اعف عنا)، اذهب إليه بهذا الإحساس.. وإلا ستضيع وتهلك، {فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز} الفوز في هذه الزحزحة.. الفوز إلى الرحمة.. فاجعله أسبوع الرحمة.
من الرحمة أن ترحم نفسك، وتتعلم ماذا تصنع صبيحة يوم الجمعة، يوم مهيب سيرقبه أهل اللهو، وأهل العقل والفلك، سيرقبونه بالتلسكوبات وينظرون بالنظارات، أما نحن فليس لنا إلا البكاء والدعاء، يا أمة الرجاء.. ألم نتفق أنه أسبوع الرحمة فليكن أسبوع رجاء هذه الرحمة.. لا اللهو عن هذه الرحمة، فتتعرض للرحمة.. أبن تستجيب لنداء رحمة الله جل جلاله الذي يخوفك ويرغبك سبحانه وتعالى، بم يخوفك الله بأكثر من أن يذهب الشمس والقمر!، بأي شيء ترغب في الله بأكثر من قول رسول الله "فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة" رواه البخاري، فافزعوا إلى رحمة الله.
وابتداءً وانتهاءً وأولا وأخرًا والخلاصة كي لا يقنت أحد.. فاعلم أن الله رحيم.. فأين الرغبة في الله.. والطمع فيه.. وتملقه جل جلاله.. وحسن الظن به، فلا يأس ولا حزن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله تعالى: "من علم أني ذو قدرة على مغفرة الذنوب غفرت له ولا أبالي ما لم يشرك بي شيئًا" حسنه ابن حجر العسقلاني في مقدمة كتابه تخريج مشكاة المصابيح.
لم يقل (من استغفر) وإنما قال (من علم)، في أحاديث كثيرة تجد "من قال حين يصبح " ،" من قال حين يمسى"، "من قال حين فرغ من طعامه"، "من كفل يتيما"، من فعل كذا من فعل كذا غفر له ما تقدم من ذنبه، ولكن في الحديث السابق يقول الله (من علم) بدون أن تتكلم أو تفعل شيئًا. فتعالوا نجعله أسبوع العلم، أن نعلم أن الله قادر أن يغفر الذنوب، تعالوا نجدد في أسبوعنا هذا كله هذا العلم، أن الله قادر أن يجعل صحيفتي بيضاء، أن الله قادر أن يمحو كل ما قدمت من سيئات، تعالوا نجدد هذا العلم لنلقى الله بهذا.
يكتمل الفرح بالله جل جلاله أنه يغفر لمن علم ذلك فلم يشرك به شيئًا، فلم يشرك شهوته مع الله، فلم يشرك منصبه مع الله، فلم يشرك ماله مع الله، فلم يشرك جاهه مع الله، فلم يشرك وليًا ولا نصبًا ولا قبرًا مع الله فيمسي مغفورًا له. وبهذا الإحساس أريدك أن ترقب هذه اللحظة فإذا نزل هذا التخويف، أقبلت على سجدتك هذه وسألت الله جل جلاله متوسلا بأنك تعلم أنه قادر على مغفرة ذنوبك. )اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله، ما علمنا منه وما لم نعلم)
الخوف والرجاء
هذه هي المعادلة التي يجمعها الله في قلب المؤمن وحده فيفلح، معادلة الخوف والرجاء.. أن يجتمع الخوف في القلب فترتعد فرائص المرء رعباً من بطش الله وأخذه، ثم يمتلئ القلب بالإحساس برحمة الله فيعود لسكونه وهدوئه، ويقبل على العمل.
وعلماؤنا يجعلون الإحساس بالخوف أكثر في حق اثنين: في حق المسرف على نفسه الغافل اللاهي الذي يخشى عليه من القنوت يجعلون تغليب الخوف، وفى حق الشباب عمرًا.
ثم يؤكدون الرجاء ضد الخوف: في حق من هو أشرف على نهاية حياته وشاب وكبر، أو من مرض مرضا شديدًا، أو من اشتد إسرافه على نفسه لدرجة القنوت واليأس. فيقال لهذا (ربك واسع المغفرة)، (ربك يغفر ما كان منك ولا يبالى)، أما المسرف الذي لم يذكر الله قط فيقال له (هلم إلى مغفرة الله.. قبل أن يبغتك الموت) ويخوف وينذر ويرعب.
فاجمع هذين الجناحين في قلبك لتطير بهما إلي الله جل جلاله، جناح الخوف وجناح الرجاء، أن تخشى الله وأخذه وعقابه وأن تظن في نفسك السيئات والمعاصي، وأنك أسرفت وأكثرت من الذنب، وأن الله حلم عليك كثيرًا، وسترك كثيرًا، وأن أعمالك الصالحة قليلة وناقصة وضعيفة، ولا تدري أقبلت أم لا، ثم تغلب في قلبك الرجاء، وتتذكر (أن ربك واسع الرحمة)، و(أن ربك غفور رحيم)، فلا تتكل على هذه ولا تتكل على هذه، وإنما تمضي إلى الله جل جلاله بهذين الجناحين؛ فإنه لا يطير طائر بجناح واحد، فالخوف وحده لا يصلح، والرجاء وحده لا يصلح، وإنما اجعل معك الخوف والرجاء، لتسير إلي ربك جل جلاله وتبارك وتعالى.
إخوتي في الله ،،،
إن الذي يريد أن يتعرض إلى الله في هذا الأسبوع، أو في هذا اليوم، أو وفى كل حياته، لن يجد أرضى لله من أن يقدم له توبة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لله أفرح بتوبة أحدكم من رجل بأرض فلاة دوية مهلكة معه راحلته عليها زاده وطعامه وشرابه وما يصلحه فأضلها، فخرج في طلبها حتى إذا أدركه الموت، قال: أرجع إلى مكاني الذي أضللتها فيه فأموت فيه، فرجع إلى مكانه، فغلبته عينه فاستيقظ فإذا راحلته عند رأسه، عليها طعامه وشرابه وما يصلحه" صحيح _ صحيح الترمذي، وقال رسول الله: " ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من الجنة أحد" صحيح _ صحيح الجامع ، وقال صلى الله عليه وسلم " ليتمنين أقواما يوم القيامة ألو استكثروا من السيئات في الدنيا لما يرون من تبديل الله لها حسنات" ، ولكن.. إياك أن تستكثر السيئات في الدنيا.. فإنك لا تدرى متى يبغتك الموت.
فيا ذا الأوزار الكثيرات ،،،
هلا نلت فرح الله بك.. هلا نلت فرح الله بك قبل أن يبغتك الموت.. هلا رجوت الله حق الرجاء، فعلمت قول الله جل جلاله {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ} ، فهي وسعت كل شيء لكنها لن تدرك كل شيء، فالجنة عرضها السموات والأرض، فهي تتسع لكل من على الأرض أن يدخل فيها، ولكن لن يدخلها كل أهل الأرض، ويقول تعالى {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ}.. فاتق الله وتب إلى الله.
ماذا عليك فعله لكي تتوب؟
أولاً: عليك أن تقلع عن الذنب
فلا يكفي أن تقول الآن (تبت إلى الله) ثم تعود، فعليك أن تقلع عن الذنب، تب يا أخي.. فالفرح بالله أشد من الفرح بهذا الذنب. أرى حجة الله علينا بالغة ونعمته علينا سابغة، أرى الله جل جلاله لم يبق لنا حجة بين يديه، فمن تاب زحزح ونجي وفرج عنه {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، ومن أعرض عن الله فالحزن عليه والخسارة عليه {وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}.
فاعرف ذنبك أولاً.. واستحضر كرهه، قف مع نفسك وعد ذنوبك.. (الدخان.. حلق اللحية.. الاختلاط بالنساء.. النظر للنساء.. الغيبة والنميمة)، اعرف ذنبك أولا لتقلع عنه، فالمشكلة أنك تسمع وتفرح بالآيات والأحاديث، ثم أنت كما أنت... لا تتغير، أقلع عن ذنبك قبل أن يصيبك العذاب، أقلع عنه وجاهد نفسك وهواها، وائتنس بالله على هذه المجاهدة، واعلم أن الله يفرح بتوبتك.
روي عن عبد الله بن مسـعود رضي الله عنه – أنه مر ذات يوم في موضع من نواحي الكوفة، فإذا الفساق قد اجتمعوا وهم يشربون الخمر، وفيهم مغن يقال له زادان وكان يضرب ويغني وكان له صوت حسن فلما سمع ذلك عبد الله بن مسعود قال: "ما أحسن هذا الصوت، لو كان لقراءة كتاب الله تعالى" . وجعل الرداء على رأسه ومضى. فسمع زادان قوله، فقال : "من كان هذا؟"، فقالوا "عبد الله بن مسعود صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم". قال: "فأي شيء قال؟"، قالوا: إنه قال (ما أحسن هذا الصوت، لو كان لقراءة القرآن) . فدخلت الهيبة قلبه فقام وضرب العود على الأرض، فكسره، ثم أسرع حتى أدركه وجعل المنديل في عنق نفسه، وجعل يبكى بين يدي عبد الله فاعتنقه عبد الله، وجعل يبكي كل واحد منهما . ثم قال عبد الله – رضي الله عنه: "كيف لا أحب من قد أحبه الله تعالى". فتاب من ذنوبه، وجعل يلازم عبد الله حتى تعلم القرآن وأخذ حظًا من القرآن والعلم ، حتى صار أمامًا في العلم. ألا تتوب من الغناء وسماعه، ألا تتوب؟؟!
ثانيًا: اعزم على عدم العودة
اقلع عن الذنب أولا، واعزم على عدم العودة، ويعينك على هذا العزم.. أن تندم، اندم على كل سيجارة.. اندم على كل نظرة سيئة.. اندم على كل مال حرام.. استحضر الحزن.. استحضر تعظيم الله جل جلاله، كيف فعلت هذه المعصية والله يراك؟!
ثالثا: عظم الله في قلبك
وأقولها لمن يشكو الرياء، ويشكو الغرور، ويشكو الكسل، ويشكو العجب، هذه دواءك {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} ... {وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ}، ثم اعرف قلبك ستجد الذنب حقيرًا، وستجد الذنب مرًا سيئًا لأن تعظيم الله جل جلاله يطيب القلب.
وأسوق لك قصة بشر الحافي الذي قال عنه احمد ابن حنبل "لا تسألوني عن الورع وفيكم بشر"، قيل لبشر يومًا: "ما شأنك وما خبرك واسمك بين الناس كأنه اسم نبي"، قال: "والله لا أدري ما أقول لكم، ولكنى مررت يومًا فوجدت ورقة ملقاة على الأرض، فرفعتها فرأيت فيها (بسم الله الرحمن الرحيم)، فطويتها ولم يكن معي سوى درهمين فقط، فذهبت إلي العطارين واشتريت عطرا وعطرت به الورقة، ثم نمت ليلتي فوجدت من يقول لي رفعت اسمنا وطيبته لأطيبنك حيا وميتا". عظمِّ الله.. فتعظيم الله يملأ قلبك ندم.. ويطيب قلبك بإذن الله فتندم، وندمك يجعلك لا تعود.
إخوتي ،،،
أسبوعكم أسبوع رجاء وخوف.. أسبوعكم أسبوع إنابة..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه والحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته