المادة

رمضان وقيام الليل (التراويح)

360 | 04-06-2013

رمضان وقيام الليل (التراويح)


رمضان مدرسة إيمانية, يتزود منها المؤمنون من الإيمان والتقوى, وينشغل فيه الخاطر والتفكير بما يقرب إلى الله عز وجل, في تنافس محمود, وتسابق إلى جنات الخلود.. وإن مما يشجع على هذا التسابق تلك الشعيرة العظيمة, التي يتسم بها الشهر المبارك, وتتهيأ لها نفوس المؤمنين لأدائها, ألا وهي صلاة التراويح.

لذة الصيام والقيام:
قيام الليل في رمضان له مزية خاصة, وفضيلة على غيره، ذلك أن لذة الصيام والقيام تجتمعان فيه؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه))(1).

من أسباب حب الله, وضحكه, واستبشاره بعبده:
عن أبي الدرداء رضي الله عنه, عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاثة يحبهم الله, ويضحك إليهم, ويستبشر بهم: الذي إذا انكشفت فئة قاتل وراءها بنفسه لله عز وجل, فإما أن يقتل, وإما أن ينصره الله عز و جل, ويكفيه. فيقول: انظروا إلى عبدي هذا, كيف صبر لي بنفسه. والذي له امرأة حسنة, وفراش لين حسن, فيقوم من الليل, فيقول: يذر شهوته ويذكرني, ولو شاء رقد. والذي إذا كان في سفر, وكان معه ركب, فسهروا ثم هجعوا؛ فقام من السحر في ضراء وسراء)(2).

القيام أفضل الصلاة بعد المكتوبة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((..وأفضل الصلاة بعد الفريضة، صلاة الليل))(3).

حرص الصحابة على أدائها:
ومن حرص الصحابة رضوان الله عليهم على صلاة التراويح في رمضان أن أحياها عمر بن الخطاب رضي الله عنه, وذلك عندما جمع الناس عليها في المساجد؛ عن عبد الرحمن بن عبد القاري أنه قال: (خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة في رمضان إلى المسجد، فإذا الناس أوزاع متفرقون, يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط، فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل. ثم عزم فجمعهم على أبيِّ بنِ كعب، ثم خرجت معه ليلة أخرى، والناس يصلون بصلاة قارئهم، قال عمر: نعم البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون. يريد آخر الليل، وكان الناس يقومون أوله)(4).

القيام جهاد بالليل:
قال ابن رجب: (اعلم أن المؤمن يجتمع له في شهر رمضان جهادان لنفسه: جهاد بالنهار على الصيام, وجهاد بالليل على القيام, فمن جمع بين هذين الجهادين, ووفّى بحقوقهما, وصبر عليهما, وفّى أجره بغير حساب)(5).
فهذا الشهر ما هو إلا ليال معدودة, وأوقات محدودة, فالموفق من يغتنمها قبل الفوات بالاجتهاد في الطاعات؛ ليفوز برفع الدرجات, وزيادة الحسنات, وتكفير السيئات.

-------------

(1) رواه البخاري (37)، ومسلم (759).
(2) رواه الطبراني كما في ((الترغيب والترهيب)) للمنذري (1/245)، والحاكم (1/77).
وحسن إسناده المنذري، والدمياطي في ((المتجر الرابح)) (72)، والألباني في ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) (3478) وقال: وله شاهد، وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (2/258): رجاله ثقات.
(3) رواه مسلم (1163).
(4) رواه البخاري (2010).
(5) ((لطائف المعارف)) لابن رجب (ص183).

روابط ذات صلة

المادة السابق
المواد المتشابهة المادة التالي

تصميم وتطويركنون