المادة
مسألة اتحاد المطالع واختلاف المطالع ؟
أبى إسحاق الحوينى
جواب السؤال
الذي اعتقده في هذه المسألة أن إتحاد المطالع هو الأقوى دليلاً وأنه إذا رؤى الهلال في بلد تشترك معنا في جزء من الليل فإنه يجب علينا أن نصوم مع هذا البلد وهذا القول الذي عليه أكثر أهل العلم والدليل ينصبه . القول الثاني: أن لكل بلد مطلعها الخاص لكن أنا الحقيقة أذهب إلى ما اختاره شيخنا أبو عبد الرحمن الألباني رحمه الله تعالي وهو أن نصوم مع أهل البلد حتى لا تزداد هوة الخلاف ما بين أبناء البلد الواحد ، وأن لنا مندوحة ويجوز الأخذ بالرأي المفضول ، الرأي المرجوج وترك الراجح إن كان سيحدث فتنة وليس معني الرأي المرجوح الذي ليس له وجه في الدليل ، لأن المرجوح أي له وجه في الدليل وإن كان أقل رجحانًا من الوجه الأخر ، فيجوز في هذه الحالة أن يتبني المرء الأخذ بالرأي المرجوح اتقاء الفتنة ودليل هذه المسألة ما رواه أبو داود في سننه والحديث في الصحيحين بدون الزيادة التي هي محل الشاهد عندي أن عثمان بن عفان رضي الله عنه صلي في أيام الحج شطرًا من خلافته ركعتين ، ركعتين ، ثم أنه أتم في أخر خلافته الصلاة في منى ، بدلاً ما كان يصلي اثنين صلى أربعة ، فروجع بن مسعود في هذا وقالوا إن عثمان أتم فحوقل بن مسعود واسترجع قال: إنا لله وإنا إليه راجعون ولم يعجبه الذي فعله عثمان رضي الله عنه ، فلما أقيمت الصلاة صلي بن مسعود أربع ركعات خلف عثمان بالرغم من أنه معترض ، فقيل لابن مسعود في ذلك أنك معترض عليه ومع ذلك صليت خلفه ، فقال ليت لي منها ركعتان متقبلتان ، الخلاف شر . إذًا فعل عثمان _رضي الله عنه _كان مرجوحًا عند بن مسعود بدليل أنه حوقل واسترجع . والراجح ما كان يفعله النبي_ صلي الله عليه وسلم_ وأبو بكر وعمر بل وعثمان صدرًا من خلافته ، ومع ذلك ترك بن مسعود هذا الراجح وفعل المرجوح درءًا للفتنة وعلل ذلك بقله الخلاف شر ؟ لكن من رأي أن يفطر خلف البلد التي رأت الهلال قبلنا فلا جناح عليه في ذلك بشرط ألا يستعلن ، لاسيما في اليوم الأخير الذي يمكن أن يكون فيه الفطر في هذا البلد الذي رأت الهلال قبلنا وعليه بعد ذلك أن يخرج مع الناس ليصل ى العيد مع أهل البلد .