المادة

مسلسلات رمضان

373 | 24-04-2013

الكل يستعد لرمضان، وأكثر الناس استعداداً لرمضان -كما أظن- هم أهل الفن، فمسلسلات رمضان يخطط لها من انتهاء رمضان الماضي، وربما تبدأ الأفكار ويتم التعاقد مع شركات الإنتاج أثناء رمضان لرمضان القادم، كل هذا حرصاً على جني الأرباح والمكاسب والشهرة.

أنا لن أتكلم عن جميع المخالفات الشرعية التي في المسلسلات ولست احلل أمراً من المحرمات في غير رمضان، ولكن وصلت الحال ببعض مسلسلات رمضان أنها أصبحت بكل بساطة (قليلة أدب)!!.. أو أحياناً (عديمة أدب)!! ..بعض المسلسلات في بعض القنوات الفضائية لا هم لها إلا كسب المشاهدين عبر الإثارة (غير الشريفة)!! وإلا ماذا يعني أن تتمايل فتاة بكامل زينتها وتبرجها وتتميع في كلامها وربما تتلفظ بألفاظ لا حياء فيها؟ وماذا تعني مسلسلات تحكي قصص الحب والغرام، والعلاقات الجنسية بل التركيز على علاقات الشذوذ في السيناريو؟ كل ذلك في رمضان!!


إذا كان بعض من يؤلف هذه المسلسلات يعيش أجواء (الشذوذ) أو (العلاقات المحرمة) ويظن أنها هي الأصل في الأسر الخليجية وبالذات الكويتية فإنه واهم، فإن الناس بفضل الله يغلب عليهم العفة والستر وإن كانت هذه المشاكل موجودة وهذا الانحراف بدأ ينتشر إلا أن من كتب وألف هذه المسلسلات لا يعرضها على سبيل الاستنكار والاستهجان بل على سبيل عرض الواقع والاكتفاء بذلك وربما التشجيع عليه!!

صارت المسلسلات اليوم لا تعتمد على قوة الأداء أو الاحتراف في كتابة السيناريو أو الإخراج، إنما يعتمد بعضها اليوم على جلب الفاتنات، واصطياد الجميلات وإلزامهن لبس العاري من الثياب، والإتيان بأفعال وحركات غريبة يشمئز منها الشرفاء، وهذه الأمور تستنكر في كل العام، فكيف إذا كانت برمضان؟! عيب أن تصفد شياطين الجن وتفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران وبعض الذين (لا يستحون) يستعد من الآن لبث قذارته ولوثته الأخلاقية على ملايين البشر، وكأنه ليس بحاجة إلى شياطين ليفعل ما يفعل بأمة الإسلام.


اللوم أولاً يقع على من يملك القنوات الفضائية الذين بيدهم منع هذه المسلسلات ووضع الضوابط لاختيارها، ومن يدير هذه القنوات كيف يسمح لنفسه بعرض مثل هذه المسلسلات التي لا تراعي الشريعة ولا الأخلاق ولا العادات الأصيلة؟

واللوم يقع أيضاً على المشاهدين الذين بيدهم اختيار ما يشاهدون فلو عارض الناس وضع مثل هذه المسلسلات والبرامج لما أقدمت أكثر القنوات على وضعها، ولاشترطت على شركات الإنتاج إنتاج مسلسلات هادفة ليس فيها هذا الابتذال الحاصل في أكثر المسلسلات اليوم.

ولو اتصل الغيورون على مديري القنوات الفضائية يستنكرون عرض بعض البرامج التافهة التي لا تتناسب مع كل الشهور فكيف برمضان؟! واستنكروا عرض المسلسلات (الوقحة) ربما، وأقول ربما فكر هؤلاء المديرون في احترام آراء المشاهدين، إن كانوا حريصين على قنواتهم.


ولأنني في الإعلام وأعلم عن كثب ما يدور وراء الكواليس فيها، أقول بملء فمي إن أكثر المسلسلات التي تملأ فيها أوقات القنوات في رمضان بالخصوص (تافهة)، وليس وراءها أي هدف إلا (الربح المادي)، حتى العمل من اجل الاحتراف واحترام مبادئ (الفن) -إن كانت فيه مبادئ- فهذا الأمر بات ثقيلاً عند من ينتج البرامج والمسلسلات الرمضانية.


لنرفع أصواتنا جميعاً ولنقل لكل من يقوم على كل الفضائيات احترموا شهر رمضان واحترموا المشاهدين في هذا الشهر، ورحم الله كل من كان مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر.


الثلاثاء 28-08-2007 م


المصدر: جريدة الوطن الكويتية

روابط ذات صلة

المادة السابق
المواد المتشابهة المادة التالي

تصميم وتطويركنون