المادة
سيشع نور رغم الظلام
مهما طال الليل على هذه الأمة فإن فجرها قادم بإذن الله، قد تشتد المحن وتكثر المصائب وتزداد الهموم ولكن {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} [سورة الشرح: 6]، ولن يغلب عسر يُسرَين.
في ظل صياح الأطفال وبكاء الثكالى، وقهر الرجال سيشع نور الأمل في هذه الأمة المباركة، خير الأمم على الإطلاق، فتاة في عمر الزهور قطعت رجلاها ولازال يحدوها الأمل، طفل مات كل أهله ولازال عازما على الدفاع عن أرضه ودينه ومقدساته، إنه الأمل الذي لا يمكن لأي قوة على وجه الأرض أن تمحوه من أمتنا.
قد يفرح الأعداء المتربصون بنا إذا رأوا أشلاء الضحايا ودماء الشهداء، لكنهم في الحقيقة يألمون أشد الألم، فهذه الدماء الزكية الطاهرة تطاردهم أينما كانوا، فليلهم رعب ونهارهم قلق، وهم يعيشون في خوف دائم في قرى محصنة ومن وراء جدر، بل إذا سمع الصهاينة بقتيل أو جريح من بني جلدتهم تجمدت الدماء في عروقهم، لأنهم يعلمون أن الدور سيأتي عليهم، ولولا تعمد وسائل إعلامهم التكتيم على ما يصيبهم من أمراض نفسية وخوف وهلع وبكاء لعلمنا قدر الألم الذي يصيبهم {إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ} [سورة النساء: 104].
نحن كما ذكرنا سابقاً.. نؤمن أن المعركة ستكون طويلة، ونهايتها محسومة كما جاء في الأحاديث الصحاح عن المعصوم صلى الله عليه وآله وسلم، لكن مع هذا نؤمن أن الحرب سجال والأيام دول، ولله الحكمة البالغة في كل حدث على وجه الأرض، ونحن مأمورون بطاعة الله والرضى بقدره في السراء والضراء.
سُنة الله في خلقه أن أهل الايمان إذا بذلوا كل ما في وسعهم واستنفدوا كل طاقاتهم ثم استيئسوا مما في ايدي الناس واستبطؤوا النصر والتمكين، هنا في أصعب اللحظات يأتي النصر من عند الله جل وعلا {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} [سورة يوسف: 110].
***
استغرب من بعض (الليبراليين) في صحفنا دائما يتكلم عن العلوم المادية والتطبيقية والاختراعات، ويلوم العرب وخاصة (المتدينين) لأنهم ليس لهم أي انجاز يذكر في العلوم والاختراعات، وأنا مع هذا البعض في أن أمة العرب مقصرة في هذا الجانب بل ومتخلفة، لكن السؤال لهؤلاء الكتاب ما دوركم أنتم في هذه العلوم والاختراعات إلا التنظير والفلسفة؟!!، سنوات طويلة ولا هم لكم إلا ذم أحكام الشريعة والاستهزاء على السنن النبوية والانبهار بالحضارة الغربية والدعوة الى السماح بشرب الخمور وحفلات الفجور، يظهر أن هذا هو مفهومكم لبراءة الاختراع والحضارة المادية!!
يتظاهرون وكأنهم اصحاب نظريات علمية، وكأنهم صانو الحضارة الغربية، ويزعمون أن بيدهم مفاتيح النهضة لهذه الأمة، وهم سبب تخلفها وهوانها، ثقافتهم لا تعدو كونها استهزاء بالشريعة الغراء، وفحش وبذاءة لسان مع الدعاة الأتقياء، ويحسبون أنهم على شيء.
تراهم بتحدثون على العدالة الاجتماعية وهم أبعد الناس عنها، ولو خالطتهم في معيشتهم وسمعت من المقربين منهم لعلمت قدر الظلم الذي يتعرض له من حولهم فكيف بالأبعدين؟!!.. ينظرون في الحريات ولكنهم أبعد الناس عن الحرية الحقيقية، بل لا يفقهون معنى الحرية أصلا، وربما يرون إيذاء الناس وإزعاجهم نوعا من الحرية، وإذا أوصلت الحرية السياسية من يخالفهم في الدين والمعتقد فإنهم أول من يكفر بها!!
أيها (الليبراليون)،.. كفاكم تنظيرا وفلسفة، وانظروا لأنفسكم قبل أن تنتقدوا غيركم واعلموا أن كتاباتكم باتت مكررة وممجوجة، وبضاعتكم مزجاة فابحثوا عن غيرها هدانا الله وإياكم.