المادة
ما حكم الأب الذي قسم ميراثه وهو على قيد الحياة ...؟
الشيخ أبي إسحاق الحويني
الأصل أن الرجل إذا أعطي المال في حياته لا يعطيه على أنه ميراث يعطيه على أنه هبه طالما أنه علي قيد الحياة ، وفي الهبةِ يجب على الوالد أن يسوي بين البنين والبنات ، أي لا يميز البنين على البنات" الدليل" لقول النبي صلي الله عليه وسلم ( اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم ) . وقديمًا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم" أراد بشير والد النعمان بن بشير أن يعطي النعمان شيئًا يخصه فقالت امرأته له لا والله لا تفعل حتى تُشهِدَ رسول الله_ صلي الله عليه وسلم_ على ذلك ، فلما ذهب النعمان مع أبيه إلى النبي _عليه الصلاة والسلام_ قال بشير يا رسول الله إني أردت أن أُنحِل ابني هذا نُحلًا ،_ أي أعطيه عطية_ وجئت لأشهدك علي هذا فقال ( أكلَ وَلَدِكَ أعطيت ؟ ) فقال: لا ، فقال: أشهد على هذا غيري فأني لا أشهد على جور ". وليس معني أشهد علي هذا غيري أنه إذنٌ لأن يشهد آخرون على مثل هذا ، لكنه خرج مخرج التهديد كقول الله تبارك وتعالي ( اعملوا ما شئتم ) ولا يجوز للعبد أن يكفر بالله عز وجل لقوله تعالى (وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ) فاعملوا ما شئتم هذا خرج مخرج التهديد له وليس ترخيصًا في أن يعمل ما يشاء ،. مثل ابنك ولله المثل الأعلى ابنك ,عندما يهمل الصلوات أو يهمل المذاكرة ,فأنت تقول له أنت حر ، فأنت حر يعني ليس معناها أن يفعل ما يريد إنما هذه خرجت على صيغة التهديد . فقوله عليه السلام أشهد على هذا غيري ليس معناه الإذن لغير النبي_ صلي الله عليه وسلم_ أن يفعل ذلك ،. وفي طريق من طرق هذا الحديث: قال" النبي _صلي الله عليه_ وسلم لبشير أتحب أن يكونوا لك في البر سواء "_ أي كلهم يكونوا برره بك وعلى نفس المستوى الراقي الجيد _ قال: نعم يا رسول الله ، قال: فاعدل بينهم " . فإذا أعطى الرجل في حال الحياة لأولاده فيجب عليه أن يسوي بينهم ،. ولكن ذهب بعض أهل العلم" إلي أن الرجل إذا علم أن أولاده ليسوا بررة وبينهم إحن وخصومات وأن البنين سيأكلون حق البنات ويأكلون ميراثهم ، أو أن الولد الكبير مثلاً يمكن يأكل ميراث إخوانه الصبيان والبنات وغير ذلك فخشي أن يكون بينهم عداوات بعد أن يموت فقسم المال ميراثًا للذكر مثل حظ الأنثيين في حياته وكتب لكل واحد حقه ووثقه حتى لا يقع بينهم خصومات ، رخص بعض أهل العلم في ذلك .