المادة

البساطة في إلقاء الخطابة

560 | 21-03-2013

البساطة في إلقاء الخطابة


إسلام داود


إن أفضل الخطب يمكن أن يفسدها أسلوب الإلقاء غير المناسب، لقد كان دعاء النبي موسى _عليه السلام_ وهو يعد للتحدث إلى بلاط فرعون هو: "قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي" (طـه:25-28).

إن الخطبة تتطلب تفاعلاً صادقاً لجسم المتحدث وعقله مع ما يقول، وهو في حاجة إلى توجيه الاهتمام إلى جسمه وصوته وعينيه وقسمات وجهه، إن عليه توجيه كيانه وحضوره كله إلى مهمة الاتصال مع جمهور المستمعين وذلك يتطلب مراعاة بعض القواعد والإكثار من ممارسة الخطابة والتدرب عليها وها هي بعض الاعتبارات ذات الأهمية:

قد يضطر المرء إلى تخصيص ساعات عديدة في البحث في المراد وفي إعداد الإطار العام لخطبة متواضعة الجودة؛ وذلك لأنه أخفق في اتخاذ أسهل خطوة في الخطوات جميعاً وهي التدرب على الإلقاء، وقد نتوجس من أن يحول مثل ذلك التدرب خطبتنا من عملية اتصال صادقة إلى مجرد عملية "أداء" فقط أو "موقف تمثيلي" لا شك أن الخطبة يجب أن تكون طبيعية، وأن تكون انعكاساً أميناً لشخصيتنا، بيد أن علينا أن ندرك أن التحدث إلى الجمهور له أسلوبه الخاص، وأن هدف الاتصال هو نقل أكبر قدر من المعلومات بشكل فعّال ومؤثر في أقصر وقت ممكن.

حركات الجسم والصوت والاتصال البصري:

1 – وضع الجسم:
الإيماءات:
ينبغي ألا يشعر المتحدث أنه متجمد في بقعة واحدة أو أن أطرافه متيبسة بلا حراك من المفيد أن نتدرب على إلقاء خطبتنا أمام مرآة، جرب باستخدام أنواع مختلفة من الإيماءات لترى كيف تبدو تماماً لا تخطط لاستخدامها عند نقاط معينة في الخطبة؛ لأن ترتيبها في صف واحد يجعلها تصرفات تمثيلية غير طبيعية على الإطلاق، المهم هو ألا ننفر من استخدام الإيماءات بل نوظفها بنجاح.

طريقة الوقوف:
يجب أن نظهر واثقين من أنفسنا، ولا سيما خلال اللحظات الهامة جداً التي نقترب فيها من المنصة أو المنبر الذي سنقف عليه، كما يجب أثناء إلقاء الخطاب ألا تتنافر حركات الجسم مع الألفاظ المستعملة في سياق الخطاب، ويحبذ الوقوف بثبات على كلتا القدمين مع جواز الاتكاء على قدم واحدة، لكننا عندما نفعل هذا نميل أحياناً إلى أن نراوح في وقوفنا من قدم إلى أخرى وإلى الأمام والخلف دون أن نشعر، ولكن جمهور المستمعين سوف يلاحظ ذلك ويدركه ويركز عليه، إن الوقوف بشكل ثابت يجعلنا أقل ميلاً إلى إلهاء الجمهور بحركات منفرة.

ويجب ألا تشعر بمجرد وقوفك وراء المنصة أن قدميك صارتا ضاربتين في الأرض كالجذور تحرك في مكانك بحرية طالما كان لهذا التحرك هدفه ولا تقطع المكان جيئة وذهاباً فقط لإهدار ما لديك من طاقة، بل تحرك حينما يكون لديك سبب لذلك، فقد يحتاج الأمر إلى التحرك نحو السبورة كي تكتب عليها، أو أن تلتفت بين حين وآخر كي تلتفت إلى جزء من جمهور المستمعين الذين قد لا يكون بإمكانهم رؤية المتحدث بشكل جيد.

2 – الاتصال البصري:
هناك نصائح متعددة حول كيفية الحفاظ على اتصال بصري جيد مع المستمعين، فمن المهم توزيع النظرات على جميع الحاضرين والتنقل من واحد إلى آخر لا تلق بنظرك فوق مستوى رؤوس الجمهور، وتجنب النظر في الفراغ أو التركيز على نقطة واحدة أو مجموعة معينة فقط.

كن على اتصال بعينك مع جمهور المستمعين، حاول أن توجه الحديث إلى كل شخص منهم، أو على الأقل إلى كل منطقة تجمع عدداً منهم مثل المتحدث في التلفاز الذي يبدو على الشاشة وكأنه يتحدث إلى كل شخص من جمهور المشاهدين.

ومن المفيد أحياناً النظر المتواصل إلى المستمعين المؤيدين أو المحايدين، وتفادي النظر إلى المعاندين والمعارضين.


المصدر : موقع المسلم

تصميم وتطويركنون