المادة

ذات النقـــاب

433 | 24-01-2013

بسم الله الرحمن الرحيم

.

هل تأذَنُ لي بِنقود؟




قَالتْ يا أبتِ اسمعْني

ستراهُ حين أعُود




ابتَاعُ شَيئاً يَلزَمُني

لأحَارَ وراءَ المقصُود؟




أسِرَّاً أخفيتي عنِّي

فَتمَنَّي يا بِدْءَ العُنقُود




لا بأسَ وماذا يَمنعُني؟

فتَناهى النظَرُ لِشُرُود !




وفُضولٌ ظلَّ يُراوِدُني

مِن خلفِ نِقابٍ مَسدُود




وأفَقتُ لِصَوتٍ هامَسَني

أم غابتْ عَنكَ رُدود؟




أسألُكَ باللهِ أتَعرِفُني

أوَيخفى أولُ مَولود؟




فأجَبتُ وقد دمعَتْ عيْني

أوَمرَّت أيَّامُ وعُقود؟




أوَلستِ بِحَديثةِ سِنِّ

أحمِلُكِ والأهلُ رُقود




كأنِّي ما زلتُ كأنِّي

خَدَّاعٌ يُوهِمُ بِجُمُود !




قَالتْ لا تعجَبْ للزَّمنِ


۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

وتزيَّلَ كلُّ لدُود




وأقبَلَ ذُو وُدٍّ هَنَّئني

قَالوا بلِسانِ حقود




غَمزُونا بِحديثٍ أدهَشني

وبَعْثٌ من عادٍ وثَمود




صَحْراءُ مدَّت للوَطنِ

وعَقلٌ من صخرٍ جُلمُود




فِكرٌ يَعصِفُ بالذِّهنِ

وحقُّ إنسانٍ وعُهُود؟




أين الحُرِّية في الُمدُنِ

لأُقيمَت فِينا حُدُود




لو حَكَمُوا بالشرعِ المَعنِي

نَأبَاهُ حَتمَاً بِصُدُود




قَانونٌ من فقهِ المُغنِي

مَقطُوعٌ مَرجُومٌ مَجلُود !




من يُذعِنْ مِنكَ أو مِنِّي

قَالوا غِربانٌ سُود




وتَناجَوا بكلامٍ أزعَجَني

وبَريقٌ يَرْدَى لِخُمُود




ونِقابٌ يَذهَبُ بالحُسنِ

تَشتَاقُ لضَمَّتِها لُحُود




أزياءٌ أشبَهُ بالكَفَنِ

الداخِلُ فيها مَفقُود !




وخِيامٌ تَبدو كالسِّجنِ


۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

لأُفَنِّدَ في الزَّعمِ المَسرُود




سَدَدْتُ الأنفَ مِن العَطَنِ

فَالرَّدُّ عِندي مَوجُود




فَهَتَفَتْ يا أبتِ دَعْني

ولِسانُ الباطلِ مَعقُود




لِسانُ الحَقِّ سَيُنطِقُني

أسْخَرُ مِنهم بِبُرود




ذَرْني يا أبتِ ذَرْني

بفيلمٍ مِن صُنعِ هُنود




أضْحَكْتُم حَقَّاً سِنِّي

ويَعزِفُ أوتاراً بالعُود




كُلٌ بالكَذِبِ يُغَنِّي

يُنبِئُ بنِفَاقٍ مَشهُود




تَعرِفُهم في القَولِ بِلحنِ

بِغَبَاءٍ فِيكم مَعهُود




مَا خَيَّبتُم ظَنِّي

فَليَصدِمْ رَأسَاً بِعَمُود




من لا يُعْجِبُه شَأني

فَقَد جَّاءَ لِتَهْنِئتي وُفُود




إن كان سَفِيهٌ آسَفَني


۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

الرَّأسَ إلاَّ لِسُجُود




بإسْلامي أفخَرُ لا أحنِي

نَحيَا لليومِ المَوعُود




بِنهْجِ السَّلَفِ المُؤتَمَنِ

بأمرِ اللهِ المعبُود




أسْدَلتُ سِدَالاً يَستُرُني

يُنَافِحُ عَنها ويَزُود




أشبَهَ للأعيُنِ بالجِّفنِ

ولِحَاظاً تَنهشُ كأسُود




يَدفَعُ خَائِنةَ العَينِ

آخِرُها أجَلٌ مَعْدُود




في دُنيا حُفَّتْ بالفِتَنِ

للأُخرَى دَارَ خُلُود




العاقِلُ فيها من يَبنِي

غَافِلةً عن نَخْرِ الدُّود




والعاجِزُ تَعصِي بالبَدَنِ

في الجَنَّةِ ظِلٌّ مَمدُود




يا دارٌ ليسَت للسَّكَنِ

بنَواجِذَ كالصَّخرِ المَنضُود




سَأعَضُّ اليَومَ على السُّنَنِ

فَتَقَبَّلْ مِنِّي ذا الجُود




قُرْبَى لإلهي ذِي المِنَنِ

والعَفوُ مِنكَ مَنشُود




فَقَليلٌ مِنكَ يُسعِدُني


۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

دَحَضتِ الزَّعمَ المَنْقود




أفْحمْتِ الخِصمَ ذا الإحَنِ

وكَفاني ذَاكَ المَجهُود




من نُّشِّئَ في الحِليةِ شرَّفَني

قُلتُ لِذي الأفقِ المَحدُود




فَكَتبْتُ كتَاباً للضَّغِنِ

تُوحِي بِحيَاءٍ مَحمُود




آياتُ الله في الكونِ

أنْعامٌ تَتوَارى بِجلُود




أغَنَامٌ تَتغطّى بالعِهْنِ

لِتَنمُو في الدِّفءِ وُرُود




والوَرَقُ تَدَلَّى للغُصْنِ

سَأقودَ الأمثالَ أقود




إنْ لم تدرِك ما أعنِي

يَغشَاها ذُبابٌ بِحُشُود




الحَلوَى المَكشوفَةُ في الصَّحْنِ

نَبذُوها كالشَّيئِ المَزهُود




إن عُرِضَت للنَّاسِ بلا ثَمَنِ

دُرٌّ للصفْوةِ مَرصود




واللُّؤلؤُ في الصَّدَفِ المُحْتَضِنِ

أنْ يُعنَى بالمَعنَى المَحصُود




ونَصَحتُ لمن يَنقِل عنِّي

لِسُمُومٍ يَنفُثُها جَحُود




فَتَنَبَّهْ ذَا العَقلِ الفَطِنِ

شَرْعُ اللهِ سَيسُود




وَأبشِرْ مِن بَعدِ المِحَنِ


۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

فَخورٌ بالسَّمتِ المَحمُود




يا سارّةَ قَلبِي إنِّي

فَسَالا بالعَنبرِ والعود




وثَنائي عَانقَ للمُزْنِ

فَامتزجَ بِشهدٍ مَشهُود




لِقَلبٍ أبيضَ كاللَّبنِ

أُوصي كلاً بِعهُود




بَنِيَّ لِتدْنو مِنِّي

ومَرْيمُ وعَبدُ اللهِ الودُود




سارَّةُ ومُصْطفَى مِنِّي

مهمَا اشتدَّ العود




سَتَبقَى الطِّفْلَ بِعَينِي

أُجِبتَ ولَسْتَ بِمرْدُود




إنْ جِئتَ بِيومٍ تَسألُنِي

ويَجودُ بالعُمرِ يَجودُ




يَحْبُوكَ أبُوكَ بلا منِّ

فَأملِي فيكَ مَعقُود




فَأعِرْنِي للعيْنِ وللأُذُنِ

وتَوَدَّدْ فاللَّهُ ودود




اخْشعْ في السِّرِّ كَمَا العَلَنِ

الفَائِزُ فِيه مَسعُود




وأعِدَّ لِيومٍ ذِي شَجَنِ

يَنْعمُ في سِدْرٍ مَخضُود




النَّاجِي فيه مِن الحَزَنِ

لِوَجهِ الرَّبِّ المَعبُود




وبِلذَّةِ نَظَرٍ يا إبنِي

وبَنِينَا يا ذَا الجود




فَاجْمعْنا بِنَبينَا في عَدْنِ

وآباءٍ سَبقَتْ وَجُدُود




وأزوَاجٍ والإخوَةِ تَثْنِي


۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞


تصميم وتطويركنون