المادة

الحياة الزوجية

184 | 01-12-2016
عناصر الخطبة 1/ فارق كبير بين البيوت المطمئنة والقلقة 2/ مقياس الرجولة الحقيقية 3/ كيف تكون زوجًا صالحًا؟ 4/ حُسن العِشْرة والتعامل بالمعروف 5/ حسن معاشرة النبي صلى الله عليه وسلم لزوجاته ووفائه لهن 6/ الهدف الأصلي من الزواج 7/ من أعظم كمالات الرجل!!
من الذي كلما تذكر زوجته مدحها، وأثنى عليها، واستغفر لها أمام أصحابه وأصدقائه وجلسائه وبني عمومته، إن ذلك اليوم يعتبر وصمة عار إذا لم يتحدث الرجل عن قوته وعن بطشه وعن قهره لزوجته، فإنه يعتبر مشكوكًا في شخصيته وفي رجولته.. هل تتحدث عن زوجتك وتثني عليها ثناءً عاطرًا أمام أصحابك وإخوانك وزملائك في العمل، هل تدعوا لها وتثني عليها ثناء عاطرا، هل تكره أن يذكرها أحد بسوء، سواء كان أبوك أو أمك أو أختك أو أخوك؟! هل نحن نفكر بهذه بالطريقة؟!

الخطبة الأولى:

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا وقرة عيوننا محمدًا عبدُ الله ورسوله الأمين، اللهم صلّ وسلم وبارك عليه وعلى أصحابه أجمعين.

أما بعد: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [آل عمران:102].

أيها الإخوة: لو طلبت منكم في هذه اللحظات أن يغمض كل واحد منكم عينيه وأن يتذكر زوجته، أن يتذكر هيئتها، وأن يتذكر عملها، وأن يتذكر اسمها، وأن يتذكر عشرته وعشرتها له.

في هذه اللحظات ما الذي يمكن أن يكون عليه شعورك، أحاسيسك، جوك النفسي؟!

إنني أثق جدًّا أن من بينكم من سيفعل ذلك، فيتهلل وجهه، وترتسم على وجهه ابتسامة عريضة فرحة مستبشرة، بل إنني أعتقد أن هناك من سيأخذ به الشوق والهيام والحب في هذه اللحظات؛ لأن صورة زوجته قد ارتسمت في ذهنه، وانطبعت في خياله فهو يتبادل شعورًا مع هذه الصورة مع حياته اليومية مع هذا الوجه الذي أصبح جزءًا من حياته.

وأثق جدًّا أن هناك من يقول وماذا في ذلك؟ إنه أمر عادي، امرأة مثلها مثل أي امرأة في الدنيا، زوجة تجلس في البيت، وتقوم على خدمة الزوج، وترعى الأولاد، ولا شيء أكثر من ذلك في النهاية هي زوجة من الزوجات، لا شيء تحرَّك في نفسي، لا شيء تغير في قلبي.

وهناك أيضًا من بينكم من يقول: غفر الله لك، في هذه اللحظات الإيمانية تذكرني بزوجتي، لماذا هذا النكد، إنني أعيش في جو إيماني، وأنتظر الخطبة، وأعيش طمأنينة مع ذكر الله، فتذكرني بالنكد المستمر!!

لماذا أتخيل زوجتي التي أعيش معها جحيمًا لا يُطاق ولا أقبلها؟! ولا أرتاح في الجلوس إليها؟! غفر الله لك في هذه اللحظات.

ودعوني أقول لكم بمنتهى الصراحة كل من شعر بهذا الشعور الأول أو الثاني أو الثالث أن أقول لكم: هنا يظهر الرجال، هنا تظهر المعادن، هنا يظهر السادة الكبار، هنا يظهر الأحرار الذين تجاوزوا ثقافة المجتمع وكيد الأصدقاء، وحديث الأصحاب عن المرأة وما ينبغي أن تُعامَل به.

هنا تظهر المعادن الحقيقية لمن يقدروا معنى الحياة الزوجية، لمن يقدر هذه المرأة وأهلها الذين سلموها له بناء على أمر الله، واستحل فرجها بكلمة الله، هنا تظهر الأنماط والنفوس، هنا تستطيع أن تعرف من الذي يدور في البيوت، هنا تستطيع أن تعرف أيّ بيت يشعر بالسكينة والطمأنينة والهدوء وأي بيت يشعر بالقلق والتوتر.

من خلال هذا تستطيع أن تعرف ما الذي يخرج من هذه البيوت، كيف نغيّر مجتمعًا، وكيف نصنع أمة، ونحن في بيوتنا نتصف بصفة الفشل، لا نزال أساتذة أمام الدنيا وأمام الناس وفي أعمالنا وفي تجارتنا لكننا تلامذة في بيوتنا نخطئ وتتبلد أحاسيسنا ولا نعرف معنى للمشاعر ولا للقيم والروابط الإنسانية.

أيها الإخوة: ارجعوا إلى بيوتكم ففتشوها، هذا معيار سريع وعاجل تستطيع من خلاله أن تنظر لنفسك، وإلى قيمتك، وإلى قدرتك على أن تكون رب بيت، على أن تكون زوجًا صالحًا، على أن تكون أبًا فاضلاً وقادرًا على أن يصنع حديقة وارفة الظلال في وسط هجير هذا المجتمع.

حينما يقول الله -عز وجل-: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) [النساء: 19]، يقول لمن؟ لنا أم لغيرنا؟ إنه يقول ذلك لنا: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ)، وقد يحدث هذا (فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ للّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) [النساء: 19].

العلماء والمفسرون قالوا في معنى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) أي: طيبوا الأقوال، وحسنوا الأعمال، واخدموا في بيوتكم مع زوجاتكم، وهذا لا ينافي السيادة ولا الريادة ولا الرجولة ولا الفتوة ولا القوة، بل فعل ذلك -صلى الله عليه وسلم- حينما سُئلت عائشة -رضي الله عنها-: كيف كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيته؟

فقالت: "كان بشرًا من البشر، كان يُفلي ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه"، هذه من العِشْرة بالمعروف، وفي رواية "كان يخيط ثوبه، ويخصف نعله، ويرقع ثوبه"، تقول عائشة: "يعمل كما يعمل الرجال في بيوتهم"، أينا يفعل ذلك؟ أينا يخدم نفسه في البيت؟!

لا أريد أن أقول: أينا يفلي ثوبه، أو يخصف نعله، أو يرقع ثوبه، أو يكون في حاجة أهله، هل دخلت المطبخ في يوم من الأيام؟ هل ساعدت زوجتك؟ هل قمت بمساعدتها وأنت تضحك ومستبشر، هل جعلت من الساعة في مطبخ البيت لحظة لن تنساها الزوجة يومًا من الأيام، أم أنك تدخل إلى البيت وفي ذهنك أصحابك وعيونهم وأفكارهم وتتخيل، وتقول: سبحان الله! لو اطلع أصحابي وأصدقائي عليّ، وأنا أفعل ذلك في البيت، تعمل في بيتك أحيانًا إن رق قلبك أو تغيرت بعض طباعك، وأن ترتبك خوفًا من أن يهتك الله سترك، ويعلم أصحابك وجلساؤك في أماكن الاستراحات والنزهة بأنك يوم من الأيام ساعدت زوجتك، كنست غرفة من الغرف، خدمت نفسك، إنها الكارثة، إنها وصمة العار التي لا يقبلها الرجال ولا السادة لا يقبلها أهل العزة والأنفة، وهذا كله يناقض فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

بل من حسن العشرة -أيها الإخوة- كما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأرجو أن تفتحوا عقولكم وأسماعكم وقلوبكم كان -صلى الله عليه وسلم- إذا صلى العشاء دخل منزله ماذا يفعل؟

كان -صلى الله عليه وسلم- إذا صلى العشاء دخل منزله يسمر مع أهله قليلاً قبل أن ينام، يؤنسهم بذلك.

هل تفعل ذلك؟ الذي أعتقد أن من ينظر إلى هذه الاستراحات وهذه الشقق التي يستأجرها الأزواج، وهذه المقاهي، يعلم أن القليل والقليل جدًّا من الرجال من يقوم بهذا العمل، يصلي العشاء ويدخل إلى أهله يسمر معهم يريد بذلك المؤانسة، من منا يفعل ذلك اليوم؟ من منا يتأسى بالنبي -صلى الله عليه وسلم-؟ من منا يغير مواعيده؟ من منا يبدل سلوكه؟ من منا ينظر إلى هذه المرأة نظرة أخرى مختلفة؟ من منا يحسن العشرة كما أراد الله وكما أمر بذلك.

أيها الإخوة: من الذي كلما تذكر زوجته مدحها، وأثنى عليها، واستغفر لها أمام أصحابه وأصدقائه وجلسائه وبني عمومته، إن ذلك اليوم يعتبر وصمة عار إذا لم يتحدث الرجل عن قوته وعن بطشه وعن قهره لزوجته، فإنه يعتبر مشكوكًا في شخصيته وفي رجولته.

هل تتحدث عن زوجتك وتثني عليها ثناءً عاطرًا أمام أصحابك وإخوانك وزملائك في العمل، هل تدعوا لها وتثني عليها ثناء عاطرا، هل تكره أن يذكرها أحد بسوء، سواء كان أبوك أو أمك أو أختك أو أخوك؟!

هل نحن نفكر بهذه بالطريقة؟!

لقد كان -صلى الله عليه وسلم- كذلك هذا دأبه مع زوجاته، وقد ورد في بعض رواياته أنه كان -عليه الصلاة والسلام- يمر على نسائه ويسلم عليهن كل ليلة، ويمس رأس كل واحدة منهن، ثم يذهب إلى التي يبيت عندها، من حُسن خلقه -عليه الصلاة والسلام-، من حسن عشرته لزوجته.

هل يدخل أحدنا إلى البيت فيمس رأس زوجته، ويدعو لها، ويثني عليها، ويقول لها: أشعر بتعبك وإرهاقك، قوّاك الله، وفّقك الله، لك الأجر عند الله، أنتي تقومين بدور عظيم، أنا مقصّر في حقك سامحيني يا زوجتي.. هل هذا الكلام يدور هذه الأيام في بيوتنا؟ هل نحسن التعامل مع زوجاتنا قبل أن نلوم الزوجات، وأن نتحدث عن سوء العشرة، وعن كثرة الطلقات، وعن غير ذلك وغيره.

النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل البيت ورأى طعامًا إذا أعجبه واشتهاه أكله وإذا لم يعجبه تركه، وما عاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- طعامًا قط.

هل أنتم تفعلون ذلك؟ اسألوا أنفسكم وأنا معكم، أنا لا أريد أن أُخرج نفسي من هذا، كلنا هل يفعل ذلك، أم أنك تجد بيننا من يعيب ويتسخط ويسب ويشتم وهناك حالات طلاق كثيرة بسبب الطعام وسوئه، وقلة الملح فيه، وما شابه ذلك لتعلم حجم العقل الذي يفكر به هذا الرجل!!

أيها الإخوة: حينما أتحدث عن المشاعر، حينما أتحدث عن الابتسامة التي ينبغي أن ترتسم على وجهك، حينما تتذكر زوجتك فأنا لا أتي بشيء جديد، بل هو النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يفعل ذلك، ما ذُكرت عنده خديجة إلا وتبسم وأشرق وجهه وأضاء.

كم من مرة دعا لها، وأثنى عليها، واستغفر لها، وذكرها باسمها في مجالس الرجال دون أن يعتبر ذلك منقصة منه -صلى الله عليه وسلم-، بل كان وفيًّا معها حتى عندما توفيت، بل قال ابن حجر والذهبي: من كمال إكرام النبي -صلى الله عليه وسلم- لخديجة أنه لم يتزوج عليها في حياتها -صلى الله عليه وسلم- ولم ينتقصها يومًا لا في عمرها، ولا أنها أكبر منه عليه الصلاة والسلام.

جاءت يوم امرأة عجوز فاستأذنت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقام محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وسلم- هاشًّا باشًّا، وخلع ردائه، وفرشه للمرأة، وأجلسها عليه، فاستغربت عائشة قالت يا رسول الله: "مقامك مع هذه المرأة العجوز؟" فقال "هذه كانت تأتينا أيام خديجة يا عائشة، وإن حسن العهد من الإيمان".

أين نحن من هذه الأخلاق يوم استأذنت مرة هالة أخت خديجة؛ ارتاح وفرح واستبشر النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: "اللهم هالة، اللهم هالة" ذكّرته بخديجة -رضي الله عنها وأرضاها-.

هند بن أبو هالة ابن خديجة من زوجها الأسبق، وربيب النبي -صلى الله عليه وسلم- استأذن يومًا على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو نائم، فلما استيقظ النبي -صلى الله عليه وسلم- ورآه أمامه أخذ يديه وضمها إلى صدره، ثم ضمه كله هو إلى صدره لأنه ابن خديجة -رضي الله عنها وأرضاها-.

إنه يحب ما تحب خديجة، وذلك من الوفاء، بل أيها الإخوة يوم أن أُسر العاص زوج زينب أرسلت زينب -رضي الله عنها- المال إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في يوم بدر، ثم أرسلت قلادة ألبستها إياها خديجة -رضي الله عنها- في يوم زواجها، فلما رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- القلادة رَقَّ رِقَّة شديدة، ابنته في مكة وخديجة قد تُوفيت وهو يخوض حربًا ضروسًا لنصرة الإسلام، وتمكين كلمة التوحيد، فلما رأى القلادة تذكر خديجة ورقَّ لها رقة شديدة، وقال: "أيها الناس هل أنتم تاركو لها أسيرها، وتاركو لها مالها"؟ فقالوا: نعم يا رسول الله حبًّا وكرامة يا رسول الله.

فأرسله النبي -صلى الله عليه وسلم- وأرسل معه القلادة والمال، هذه هي العشرة، هذا هو حسن العهد، هذا هو الإيمان، هذه هي الأخلاق والقيم التي تربط الزوج بالزوجة.

في ذلك العهد وفي هذا العهد في كل بيت يجب أن تكون المشاعر والأحاسيس والقيم والحب والود والوفاء بهذه الصورة، إننا نتأسى بالنبي -صلى الله عليه وسلم-.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد: أيها الإخوة: يقول الله -عز وجل- (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم:21].

(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا) لماذا الزواج؟ (لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً)، هذا الأصل فإذا لم يكن هناك حب ولا مودة ولا رحمة، فإذاً لم يتحقق الهدف والأصل من الزواج، فراجع نفسك.

أيها الإخوة: يتناقل الناس حكاية الرجل الحكيم الذي ذهب إلى ولده في أول يوم تزوج فيه ثم جلس عنده، وقال له: أحضر ورقة ومرساما وممحاة، فاستغرب الولد في أول يوم زواج يأتي أبوه ويزوره، ويطلب هذا الطلب الغريب، فأحضر الولد ثم جلس بجوار أبيه فقال له: اكتب فكتب، قال امسح، ثم قال له: اكتب فكتب، ثم قال له امسح، ثم قال له اكتب، ثم قال له امسح، فقال يا أبي منذ دقائق، وأنا أكتب وأنت تطلب مني أن أمسح ماذا في الأمر؟!

قال هذه صفحة الزواج سيكون فيها أشياء سوداء كلمات مواقف تصرفات.. هذه هي التي تسود صفحة الزواج، وعلى الزوج العاقل اللبيب أن يكون لديه ممحاة، أن يكون لديه ماسحة يمسح بها هذا السواد دائمًا حتى تبقى صفحة الزواج بيضاء، لا يمكن أن تقوم الحياة أبداً إطلاقًا بلا تغاضٍ، بلا تغافل، ترى الشيء وكأنك لم تره، وتسمع كلمة وكأنك لا تسمعها، وتتجاوز وتعفو وتغفر وتصفح..

من أعظم كمالات الرجل أن يتصف بصفة المغفرة، وخاصة لزوجته وحبيبته وأم أولاده، فإنه لا ينبغي أن يسجل عليها وأن يحاسبها، وإذا غضب منها جاء لها من اليوم الأول بأخطائها وسيئاتها وسلبياتها، لا تقوم الحياة كذلك إطلاقًا ولا ينبغي، بل ينبغي للرجل أن يكون أكثر عقلا وحكمة وهدوءًا واستيعابًا للمواقف والأحداث، ولذلك جعل الله -عز وجل- القوامة للرجل ولم يجعلها للمرأة؛ لأنها تقصر وتخطئ وتنسى، وتمر بظروف حياتية وطبيعية، فلا يمكن أن يكون الأكثر عقلاً وحكمة إلا الرجل.

أيها الإخوة: يقول -صلى الله عليه وسلم- " كُلُّ شَيْءٍ لَيْسَ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- فَهُوَ لَغْوٌ وَسَهْوٌ إِلا أَرْبَعَ خِصَالٍ: مَشْيُ الرَّجُلِ بَيْنَ الْغَرَضَيْنِ، وَتَأْدِيبُ فَرَسَهُ، وَمُلاعَبَتُهُ أَهْلَهُ، وَتَعْلِيمُ السِّبَاحَةِ".

ملاعبة الأهل المزاح والجلوس الطويل الذي يقوم على التباسط، والكلمات الحسنة، والمدح والثناء، وتقدير الأهل وتقدير الأم والأب، أي: أم الزوجة وأبيها وأهلها، والثناء عليهم، وعدم الانتقاص منهم، والاستمرار في إرسال الرسائل الطيبة، والكلمات الحسنة، ونحن اليوم نملك الجوالات ونملك الواتسأب، ونملك أشياء كثيرة نستطيع أن نراسل زوجاتنا بكل ما لدينا من الكلمات الحسنة، نستطيع أن نرسل لهن أشواقنا وحبنا ومشاعرنا على مدى اليوم، ونستطيع أن نمارس ذلك في المنزل.

إننا أيها الإخوة نصنع قلعة حصينة تمتلئ بالسكينة والطمأنينة، ولا نفعل ذلك إلا تأسيًا برسولنا -صلى الله عليه وسلم-.

عباد الله صلوا وسلموا على رسول الله، فقد أمركم بذلك ربكم فقال -عز من قائل-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].

اللهم صلّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه ومن سار على دربه واقتفى أثره إلى يوم الدين.

اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين..

جديد المواد

تصميم وتطويركنون