المادة

كم تقرأ أمة اقرأ !!

161 | 25-11-2016
عناصر الخطبة 1/ من محاسن وإيجابيات التقنية ووسائل التواصل الحديثة 2/ تأملات في أرقام مبيعات معارض الكتاب في عالمنا العربي 3/ حاجتنا للقراءة ماسة 4/ أسباب الكسل عن القراءة 5/ منهجية علمية في القراءة 6/ دور الأسرة والمعلمين والمربين في التعويد على القراءة.

إن حاجتنا للقراءة اليوم ملحَّة لا تقل أهمية عن حاجتنا للطعام والشراب، بل لا تَقدُّم للأفراد فضلًا عن الأمم والحضارات بدون القراءة؛ فبالقراءة تحيى العقول، وتستنير الأفئدة، ويستقيم الفكر، وبالقراءة ينفض الإنسان غبار الجهل من رأسه ليحل محله نور المعرفة وضياؤها، وبالقراءة يكون الوعي والنضج والنمو، والقراءة تساعد على وضوح الرؤية، ودقة الحكم، وبالقراءة يظل الإدراك العقلي يتنامى لدى القارئ الصبور حتى يصل لمرحلة بناء السد المنيع لكل محاولة تضليلية، وكل محاولة غزو فكرية،...

الخطبة الأولى:

الحمد لله، علم الإنسان ما لم يعلم، وأنعم عليه بالعقل ليدرك ويفهم، نحمده ونشكره، ونتوب إليه ونستغفره، وصلى الله على النبي الأمي وسلم، نصح وجاهد وعلّم، وعلى آله وأصحابه ومن سار على طريقهم الأقوم والأسلم.

أما بعد: عباد الله! فاتقوا الله واشكروه على ما أنعم وأعطى، (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا) [النحل:18].

ومن نعم الله المعاصرة التقنية ووسائل الاتصال، ومن محاسن وإيجابيات التقنية ووسائل التواصل الحديثة أن عوَّدتنا كشعوب للقراءة والكتابة، فنحن نقضي ساعات طويلة في قراءة الكثير مما يُكتب فيها، وربما كتبنا وتحاورنا وتعددت الردود فيما بيننا فيما يطرح من مواضيع شتى، فلا شك أن هذا وجه مشرق ومضيء حتى وإن قال البعض: هي قراءة مبعثرة وسريعة، وقد لا نستفيد منها.

فأقول: أول الغيث قطرة، ولن نُعدم الخير والفائدة وإن قلَّـت، لكن المكسب الأهم هو عودتنا للقراءة، والصبر عليها، وقضاء كثير من أوقاتنا فيها، ولا شك سيأتي تصحيح المسار مع الأيام والإرشاد والتواصي بالحق، وقد بدأنا نستشعر ذلك ونشاهد الخير ونتلمسه، وليس أدل على ذلك من اهتمام الكثير بالكتاب وشرائه، والسؤال عنه، وعن موضوعاته سواءً أكان ورقيًّا أو إلكترونيًّا.

ومن الشواهد: أرقام مبيعات معارض الكتاب في عالمنا العربي، وارتفاع معدلات الزيارة للمعارض، فمبيعات معرض الرياض للكتاب للعام الماضي بلغت نحو اثنين وسبعين مليون ريال، وعدد زواره بلغ أكثر من مليونين وأربعمائة ألف زائر.

وشارك فيه أكثر من تسعمائة وسبعين جهة من اثنين وثلاثين دولة قدمت ما يزيد على مائتين وخمسين ألف عنوان ورقي، وأكثر من مليون ومائتي ألف عنوان إلكتروني.

وأما الزيارة للمواقع الإلكترونية للكتاب الإلكتروني، وزيادة ما تدفع به المطابع ودور النشر في السنوات الأخيرة، فمما يبشر ويسر بالاهتمام بالقراءة في عالمنا الغربي، وإن كنا نطمح ونتمنى المزيد والمزيد من الوعي بأهمية القراءة، وانتشارها كثقافة بين الأجيال المعاصرة.

ومن تأمل حال أبنائنا وبناتنا في أيام الامتحانات وصبرهم وجلدهم على الاطلاع والقراءة، وكيف يقرءون الساعات الطويلة، لعلم وجود بذرة الهمة فيهم، وأنهم بحاجة إلى شيء من التشجيع والتحضير والإرشاد لكيف يقرءون؟ وماذا يقرءون؟

إخوة الإيمان: إن حاجتنا للقراءة اليوم ملحَّة لا تقل أهمية عن حاجتنا للطعام والشراب، بل لا تَقدُّم للأفراد فضلًا عن الأمم والحضارات بدون القراءة؛ فبالقراءة تحيى العقول، وتستنير الأفئدة، ويستقيم الفكر، وبالقراءة ينفض الإنسان غبار الجهل من رأسه ليحل محله نور المعرفة وضياؤها، وبالقراءة يكون الوعي والنضج والنمو، والقراءة تساعد على وضوح الرؤية، ودقة الحكم، وبالقراءة يظل الإدراك العقلي يتنامى لدى القارئ الصبور حتى يصل لمرحلة بناء السد المنيع لكل محاولة تضليلية، وكل محاولة غزو فكرية، خارجية أو داخلية.

وبكثرة القراءة يدرك القارئ الغث والسمين خاصة في زمن الغثائية، وكثرة الشبهات والفتن، فحربنا اليوم حرب معلومات، وهي حرب ضروس يُقلب فيها الحق باطلًا، والباطل حقًّا، ويتلاعب بالألفاظ والمصطلحات، وتمسخ فيها التقاليد والعادات، فإن لم نكن على استعداد علمي وثقافي، وإن لم نؤسس عقيدتنا بعقول أجيالنا، وإن لم يكونوا على مستوى من الوعي ومعرفة الصحيح من السقيم، والمقبول من المردود، فسيصبحون نهباً للضلالات والشبهات والتقليد والتبعية.

فملايين المطبوعات وآلاف الدعايات ومئات الفضائيات تبث على مدار الساعة كل ثقافات وديانات وعادات العالم أجمع، يقابل هذا سطحية الوعي لدى البعض من شبابنا المسلم لبعده عن القراءة المركزة، وعن الفهم والتدبر، وإغراقه في الملذات والشهوات.

ولئن وجدت القارئ فقلما تجد الفاهم، والفاهم قد يحمل ما يجده على غير ما يراد منه لضيق في التصور، أو ميل مع الهوى، والبعض إن قرأ فقصير النفس، ولا يحاول أن يكون له شخصيته ليقبل ويرد، ويُحلل وينتقد، بل ربما الكثير كالإسفنجة يمتص كل شيء دون فهم ووعي، وربما أصبح مجرد بوق يردد ما يسمع ويقرأ دون وعي منه أو إدراك، وإنما بسبب اندفاع أهوج، وحماس مفرط، لكل من لامس عواطفه خاصة الشرعية، ننسى أن هناك من الأعداء والحاقدين من يَلبس لبوس الغيرة على الدين، فيكتب ليثير ويستثير، ويخلخل الصف، ويبث الفرقة، ويملأ الصدور.

وحتى إن كان الكاتب من الغيورين الناصحين، فقد يخطئ الفهم أو الظن، وقد لا يكون من الراسخين والواعين، ولذا كان لزاماً خاصة في مثل هذه الأوقات أن يُغرس في نفوس الأجيال حب القراءة الصحيحة، والصبر والجلد وطول النفس عليها.

فنحن أمة الإسلام التي بدأت رسالتها بأول آية نزلت من السماء: (اقْرأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَذِي خَلَقَ)، لكن قلما تجد اليوم فيها قارئاً شرهاً، ونادراً ما تجد في شبابها من هو مولع بالعلم والمطالعة وحب المعرفة. وقد جاء في "تقرير التنمية الثقافية" لعام ألفين أحد عشر 2011م، أن العربي يقرأ بمعدل ست دقائق سنوياً، بينما يقرأ الغربي بمعدّل مائتي ساعة سنوياً، وأن كل ثمانين شخصا عربي يقرءون كتابًا واحدًا في السنة، في المقابل يقرأ الغربي الواحد نحو خمسة وثلاثين كتابا في السنة؟! يا الله! ما هذا الفرق الكبير بين قراءتنا كشعوب عربية وغربية!!

فلماذا هذا الكسل -معاشر المسلمين والمسلمات- عن القراءة؟ لا شك أن هناك أسبابًا كثيرة سأذكر بعضها:

أولاً: الأسلوب التربوي الخاطئ في المدارس والبيوت، المحشو بكثرة المعلومات، وإجبار الطلاب على الحفظ دون إثارة للتفكير ثم الاستنتاج، بل ملء دماغه بمعلومات مفيدة أو غير مفيدة، وجعل ذلك أصلاً ومقياساً للنجاح أو التفوق، ولا شك أن هذا يخلق نوعاً من الكراهية والملل والضجر من القراءة والإقبال على البحث لدى الطلاب.

ثانياً: غياب أسلوب تنمية التفكير والمشاركة والمناقشة، والاستنتاج، وقلة التوجيه والتشجيع على البحث والقراءة والاطلاع بطرقها الصحيحة والمحفزة.

ثالثاً: طبيعة البيئة التي نعيشها اجتماعيّاً من كثرة المناسبات والارتباطات والمسؤوليات، وعدم تنظيم الوقت، أو حتى تشجيع الأولاد من قبل الآباء والأمهات على القراءة العامة، فقلما تجد مكتبة ولو صغيرة متوافرة في البيت اليوم.

رابعاً: جعل الهدف والغاية من الدراسة الشهادة والوظيفة ورغد العيش ورفاهية الحياة، مما أحدث في نفوس الكثير اللامبالاة، وضعف الإحساس، وفقدان أهمية الوقت، وأهمية العلم.

خامساً: تعدد الوسائل الإعلامية، وما تتميز به من جاذبية عالية من حركة وصورة، وزخرفة وإتقان، وتركيزها وللأسف على المشاهدات السلبية للشهوات والتسلية.

سادساً: ضعف وهشاشة نوعية ما يوجد في الأسواق، وما يكتب في الصحف والمجلات. ومهما كانت الأسباب الصارفة عن القراءة، فإن جدية الإنسان وهمته وإرادته، وحرصه على بناء شخصيته تُقوض كل تلك الأسباب وإن أثّرت، فهل يتنبه شبابنا وأولادنا لأهمية القراءة، ومجاهدة النفس عليها، فإن القراءة في البداية جهاد، حتى تصبح شهوة ورغبة، وهل يتفطن لهذا المربون والأساتذة فيُشعلون المنافسة بالعودة لهذه الأصول لتعود لنا المكانة والريادة.

معاشر الإخوة! لا شك أن القراءة ملكة وفنّ لا يجيده كلّ أحد؛ فكم من القراء الذين يبذلون أوقاتاً طويلة في القراءة؛ ومع ذلك فإن حصيلتهم وإفادتهم منها قليلة جدًّا! ولذلك أسباب، منها: أولاً: قلة الصبر على القراءة والمطالعة، وهذه آفة قديمة ازدادت في عصرنا هذا، خصوصاً مع كثرة الصوارف والمشغلات الأخرى.

معاشر القراء! إن ترويض النفس وتربيتها وقسرها على القراءة من أنجح السبل لبناء النفس، خاصة عند نعومة الأظفار وبداية الطلب. وقد يعجز المرء في البداية، أو تصيبه السآمة والملل، ولكنه بطول النفس وسعة الصدر والعزيمة الجادة سوف يكتسب بإذن الله تعالى هذه الملكة حتى تصبح ملازمة له لا يقوى على فراقها، ولهذا قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- "إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ".

وقد اشتهر عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي صاحب الكتاب العظيم: (الجرح والتعديل) بملازمته لوالده، وكثرة أخذه عنه، وكان يقول: (ربما كان يأكل وأقرأ عليه، ويمشي وأقرأ عليه، ويدخل الخلاء وأقرأ عليه، ويدخل البيت في طلب شيء وأقرأ عليه).

أسمعتم معاشر الآباء والأمهات كيف يغرس حب القراءة في ولده؟! وهذا الحسن اللؤلؤي يقول: "لقد غبرت لي أربعون عاماً ما قمتُ ولا نمت إلا والكتاب في صدري"، وحدَّث ابن القيم فقال: "أعرف من أصابه مرض من صداع وحمى، وكان الكتاب عند رأسه، فإذا وجد إفاقة قرأ فيه، فإذا غلب عليه وضعه".

فلا عجب إذاً أن يكونوا روادًا وسادة، إنها القراءة الجادة يا سادة! ثانياً من أسباب قلة التحصيل عند القراءة: ضعف التركيز، فكثير من القراء يقرأ بعينيه فقط، ولا يقرأ بفكره، ولا يستجمع قدراته العقلية في التفهم والبحث.

وربما جال القارئ بعقله يميناً ويساراً، وطافت بخاطره ألوان من الهموم والمشاغل، ثم يفاجَأ بأنه قضى وقتاً طويلاً لم يخرج فيه بمادة علمية تستحق الذكر.

وقد يؤدي ضعف التركيز أحياناً إلى اكتساب معلومات مضطربة أو مغلوطة أو ناقصة، مما يقود إلى نتيجة عكسية تضر القارئ ولا تنفعه، وقد يتعدَّى ضرره إلى غيره! بينما امتلاك القدرة على التركيز واستحضار الفكر امتلاك لزمام المادة العلمية، وقوة استدعائها عند الحاجة، وكم من قاري متعجل أحدث فتنة ولغطاً بسبب عجلته وسوء نقله وفهمه!

ثالثاً من أسباب قلة التحصيل عند القراءة: ضعف المنهجية في القراءة،فالمكتبة الإسلامية مليئة بحمد الله تعالى بالإصدارات العلمية في مختلف فنون العلم والمعرفة.

وقد يحار القارئ المبتدئ خاصة من أين يبدأ؟! وكيف يبدأ؟! ولذا كان الواجب على القارئ أن يرسم لنفسه منهجية واضحة للقراءة يدرك من خلالها إلى أين يسير؟ وما أهدافه؟

ولعلِّي أشير هنا لملحوظتين في هذه المنهجية: الأولى: بناء القاعدة العلمية، فترتيب الأولويات من أهم المسائل التي تعين المرء على النجاح بشكل عام، ويتأكد ذلك في أولويات القراءة، وقديماً قال أبو عبيدة: "من شغل نفسه بغير المهم أضرَّ بالمهم".

ومن المهم جداً أن يبدأ أولاً بتأسيس تكوينه العقائدي تأسيساً سليماً وقوياً، فيحرص على كونه مسلماً صحيح الاعتقاد، فيتعرف على جوانب عقيدته بشكل كامل وواضح.

ومن المفيد هنا التأكيد على أهمية استشارة أهل الاختصاص وأصحاب الخبرة لمعاونة القارئ المبتدئ في ترشيح الكتب المناسبة له، وقديماً سئل (فولتير) عمن سيقود الجنس البشري؟ فأجاب: "الذين يعرفون كيف يقرؤون".

أما الملحوظة الثانية في المنهجية بناء القاعدة الفكرية: فكثير من القراء، لا يحرص في أثناء القراءة على بناء فكره، وإحياء قدراته العقلية، ولا يستحثها للنظر والتأمل، وإنما يقع أسيراً ينتظر التلقين من المؤلف، ويقف دائماً موقف المتلقي، ومثل هذا وإن حصّل كمًّا من المعلومات فإنه ليس قارئاً جيداً؛ لأنه لا يملك البصيرة، ولا القدرة على التمييز، "فالتفكير هو الذي يجعل ما نقرؤه ملكاً لنا".

وأيضاً مثل ذلك من يعتني بالحفظ وحده، ولا يلتفت إلى الفهم. والحفظ على الرغم من أهميته وضرورته؛ فإنه لا ينبغي الاكتفاء به، بل يجب تسخيره لخدمة الفقه والفهم، وقد عتب الإمام أحمد على بعض المحدثين بقوله: (ما أقل الفقه في أصحاب الحديث)، وقد كان بعض العلماء يربي فكر الطالب ببعض مسائل الحساب والفرائض، ويحاوره بعويص المسائل، وهذا منهج نبوي أصيل في التربية والتعليم؛ فها هو ذا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يسأل أصحابه: "إِنَّ مِنْ الشَّجَرِ شَجَرَةً لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا وَإِنَّهَا مَثَلُ الْمُسْلِمِ فَحَدِّثُونِي مَا هِيَ" (متفق عليه).

وبهذا يتبين أن القراءة الجادة هي قراءة التفهم والبصيرة والإدراك، ونعمة الفهم من أجلِّ النعم التي ينعم الله تعالى بها على العبد، و "رُبَّ شخص يفهم من النص حكماً أو حكمين، ويفهم منه الآخر مائة أو مئتين".

وكم جرَّ سوء الفهم على صاحبه من الخلل والاضطراب؛ وكم هو جميل قول الإمام ابن القيم: "ما أكثر ما ينقل الناسُ المذاهب الباطلة عن العلماء بالأفهام القاصرة".

إذاً فبناء القاعدة الفكرية للقارئ من أشق المهمات التي تواجه القارئ الجاد؛ وما أحسن قول الإمام ابن القيم: "الفكر هو الذي ينقل من موت الفطنة إلى حياة اليقظة"، نسأل الله أن يرزقنا وجميع المسلمين الفهم واليقظة، والوعي والإدراك.

ثم إن أردنا الحفاظ على هوية شبابنا وأولادنا، في عالم متغير ومنفتح ومضطرب، فإن على الآباء والمعلمين والمربين القادرين دورًا كبيرًا في توجيه أولادهم وطلابهم، والأخذ بأيديهم للقراءة الصحيحة، وتشجيعهم عليها، وبيان أهمية الفهم، ومعرفة الصحيح من السقيم، والمقبول من المردود.

فأين توفير المكتبات في البيوت؟ وأين معاشر الأساتذة المسابقات على الكتب وقراءتها؟ أين المعلم الذي يصحب بعض تلامذته ولو يوماً في الأسبوع لمكتبة عامة ليقرأ ويقرءوا؟ أو يصحبهم لمعارض الكتاب؟! أين الأفكار والمناشط لإحياء ملكة القراءة في نفوس أجيالنا؟

نسأل الله أن يحفظ شبابنا من كل سوء، وأن يوفقهم لكل خير، وأن يعينهم في امتحاناتهم، وأن يرزقهم العلم النافع والعمل الصالح.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

جديد المواد

تصميم وتطويركنون