المادة

القيامة والألفية الثالثة

161 | 23-11-2016
عناصر الخطبة 1/ عقائد المسلمين والنصارى واليهود في المسيح المنتظر 2/ استعدادات اليهود والنصارى للألفية الثالثة لتحقيق تصوراتهم حول سيادة العالم قبل نهايته 3/ أسطورة القيامة الصغرى والحرب المدمرة الممهدة للقيامة الكبرى 4/ غياب الإعلام الإسلامي إزاء المد الإعلامي الغربي الناشر لأساطيرهم 5/ الدعوة لدراسة العقيدة بجدية والتحذير من الفتن 6/ النصر للإسلام
فهل أصبحنا نعيش عصر الأيام الأخيرة من أيام الدنيا؟ وهل صحيح أن حربا عالمية ثالثة لا بُدَّ أن تنشب مع بدايات القرن الجديد، فتكون علامة بارزة للساعة؟ هذه عقيدة غلاة طوائف النصارى؛ بل ويجزمون بهذا، ويعملون بحزم لهذه الأيام الأخيرة التي يربطونها بقدوم الألفية الثالثة، حيث يتوقعون أن تبدأ فيها نهاية الأيام العامة، لتأتي بعدها أيام خاصة باتّباع المسيح القادم للخلاص ..

الحمد لله له العزة والجبروت، وله الملك والملكوت، ذو الطَّول والمن والإحسان، فضَّل ديننا على سائر الأديان، وجعلنا -أهل الإسلام- في الناس خير أمة. وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، أعزنا بالإسلام، فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله، أظهر الله دينه على الدين كله، ولو كره المشركون، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.


أما بعد:


فيا أيها المسلمون: إن اليهود والنصارى يتعجلون اليوم أمر الساعة أكثر من أي يوم مضى، ولا ندري ما الأقدار المخبأة وراء تلك العجلة؟! أما نحن المسلمين فنقول: العلم عند الله؛ لأنه: (قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّه) [النمل:65].


فللساعة أمارتها الكبرى التي لا يعلم إلا الله متى تبدأ، والتحديد والقطع جرأة على الغيب نربأ بأنفسنا عنه، ونبرأ إلى الله منه، خاصة إذا تعلق بعلم الساعة التي (عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُو) [الأعراف:187].


أما تحقق أمارتها الصغرى كلها في عصرنا هذا فأمر يدور بين الظن الراجح والظن المرجوح.


ونؤمن بأن عيسى -عليه السلام- عبد الله ورسوله، وأنه سينزل في آخر الزمان، وموعد ذلك عند الله تعالى، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "والذي نفسي بيده، لَيُوشِكَن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد، حتى تكون السجدة الواحدة خير من الدنيا وما فيها". ثم يقول أبو هريرة: واقرؤوا إن شئتم: (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا) [النساء:159].


ونؤمن أن المسيح الدجال سيظهر كما أخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وأما موعد ظهوره فعلمه عند الله، وسيبلغ سلطانه كل منهل، إلا أربعة مساجد: الكعبة، ومسجد الرسول، والمسجد الأقصى، وأرض الطور، كما في المسند لأحمد.


يقول ابن تيمية - رحمه الله -: اليهود يتأولون البشارة بالمسيح على أنه ليس هو عيسى ابن مريم؛ بل هو آخَر ينتظرونه، وهم في الحقيقة إنما ينتظرون المسيح الدجال؛ فإنه الذي يتبعه اليهود، ويخرج معه سبعون ألف مطيلس من يهود أصبهان.


ويقول ابن القيم: فالمسلمون يؤمنون بالمسيح الصادق الذي جاء من عند الله بالهدى ودين الحق، الذي هو عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول، والنصارى إنما تؤمن بمسيح دعا إلى عبادة نفسه وأمه، وأنه ثالث ثلاثة، وأنه الله أو ابن الله، وهذا هو أخو المسيح الكذاب لو كان له وجود، فإن المسيح الكذاب الذي ينتظره النصارى يزعم أنه الله، والنصارى في الحقيقة أتباع هذا المسيح، كما أن اليهود إنما ينتظرون خروج مسيح، وهم يزعمون أنهم ينتظرون النبي الذي بُشروا به، فعوضهم الشيطان من الإيمان به بعد مجيئه انتظارا للمسيح الدجال! وهكذا؛ كل مَن أعرض عن الحق يعوض عنه بالباطل.


إن أهل الإيمان الحق ليسوا على عجلة من أمرهم في شيء، وهم يعلمون أن الله لا يعجل بعجلة الناس، ويعلمون أن أمر الساعة شيء عظيم؛ ولهذا فهم يتعجلونها ولا يتعجلون أمارتها، لأنهم يخشون الابتلاء والفتنة، ولا يعرف أحدهم هل ينجو في أيام الفتن والملاحم فيكون من المهتدين أم يسقط في الفتنة إذا اشرأبت له فيكون من الهالكين -عياذا بالله-؟! وما أهل الإيمان وأهل الكتاب والساعة إلا كما قال الله: (يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيد) [الشورى:18].


عباد الله: أذكر بهذه العقيدة الصحيحة في أمر الساعة، ونزول عيسى - عليه السلام - في ختام الألفية الثانية الميلادية، والتي وقع في بريقها بعض الجهلة من المسلمين فربطوها بالجوائز التشجيعية، والإعلانات التجارية، والمناسبات الاجتماعية؛ بل إن البعض من المسلمين أعد العدة لتجهيز بطاقات التهنئة! وربما الاحتفال بمثل هذه المناسبة! غفلوا أو تغافلوا أن الألفية عقيدة من أكبر عقائد أهل الكتاب، فقد جاء في الإنجيل في سفر (رؤيا يوحنا) قوله: مبارك ومقدس من له نصيب في القيامة الأولى، وهؤلاء ليس للموت الثاني سلطان عليهم، بل سيكونون كهَنةً لله والمسيح، وسيملكون معه ألف سنة، ثم متى تمت الألف سنة، سلح الشيطان من سجنه. اهـ.


إذا؛ فهي ليست ذكرى ميلاد فقط، وليست خصوصية زمان فحسب، بل هي بوابة عبور إلى مرحلة جديدة، لعصر جديد تعتقد اليهود وطوائف من النصارى أن الأرض كلها ستخضع فيه لدين المسيح، وسيكون ذلك على رأس ألفية جديدة، فالألفية الثالثة هي -بزعمهم- مملكة المسيح، حيث المسيح من القدس لألف سنة.


وها هم اليهود والنصارى يكذبون أوهام العلمانية والمذاهب الإلحادية التي تقولُ بأن اليهود والنصارى تحولوا عن الدين إلى(اللا دين) وأنهم لا ينطلقون من منطلقات دينية، وأنه لا علاقة للدين بالسياسة، هكذا زعمت العلمانية إما جهلا أو مكرا! وماذا عساهم يقولون الآن وهم يرون اليهود والنصارى هذه الأيام يعدون العدة لاستقبال الألفية الثالثة؟!.


وحتى لا نُتهم بالعصبية وبالتطرف تعالوا لنعلم حقيقة الألفية، وما يجري الآن وعلى كافة الأصعدة السياسية والاجتماعية، والاقتصادية والجغرافية؛ بل حتى الحرب والسلام.


هل تصدقون لو قلت لكم: إن كل ما يجري الآن على الساحة الدولية من تحركات إنما ينطلق من تصورات عقيدة، وخلفيات دين؟ لكنها تستلهم من نصوص الأناجيل المحرفة، والتوراة المبدلة، وإلا فهي عقيدة واحدة أنزلها الله الذي لا إله إلا هو، هي عقيدة نزول عيسى بن مريم -عليهما السلام- ليملأ الأرض نورا وعدلا، في تلك البقعة المباركة على أرض الشام وما حولها من بقاع في مصر والعراق والحجاز، تلك التي سموها قديما(أرض الميعاد)، واصطلحوا على تسميتها حديثا بـ (إسرائيل الكبرى).


فالكل يعلم أن ما تسمى اليوم بمنطقة الشرق الأوسط، أن فيه أرض الرسالات، ومهد الديانات، وفيها المقدسات عندنا نحن المسلمين، وعند أهل الكتاب، فهم يشاركوننا في النظر إلى تلك الأرض وما فيها بعين التقديس والتكريم، انطلاقات من وعد إبراهيم -عليه السلام-؛ غير أن منطلقاتهم غير منطلقاتنا، وتصوراتهم غير تصوراتنا، ومصادرهم غير مصادرنا؛ لأن عقائدهم غير عقائدنا، ومن خلال منطلقاتهم العقدية المحرفة، تعالوا لنعلم حقيقة الألفية، وما يجري هذه الأيام وعلى غفلة من عامة المسلمين، ألخص أهمها في النقاط التالية:


أولا: استعداد كل من اليهود والنصارى لحفلات ولقاءات دينية ستتم -كما يقولون- في بيت لحم عام ألفين؛ وهو ما يقابل شهر رمضان من هذا العام؛ وهو عبارة عن مهرجان عالمي نصراني قدرت بعض المصادر عدد من سيحضرون للقدس للمشاركة فيه بمليون ونصف، وبعد أن تأكد حضور البابا لتلك الاحتفالات قدرت بعض الأوساط القادمين بثلاثة ملايين، وبالغت مصادر أخرى فأوصلت الرقم إلى ستة ملايين لحضور المهرجان.


وقد رصد لهذه المناسبة أكثر من ثلاثمائة وعشرين مليون دولار، ويتوقع وصول مجموعات من المنظمات الأصولية المسحية الناشطة في أمريكا وأوروبا، وقد تقوم بأعمال إرهابية بدافع تصوراتها التي ترى أن سنة ألفين ستكون بداية لنهاية العالم، مما يحدو بطوائف منها إلى طلب الموت في الأماكن المقدسة قبل نهاية الزمان.


ثانيا: ومما يؤكد هذه النزعات الدينية عند اليهود والنصارى جديتهم في بناء الهيكل المزعوم، وفي هذه يقول (بان غوريون) أحد ساستهم: "لا قيمة لإسرائيل إلا بالقدس، ولا قيمة للقدس بدون الهيكل".


إذا؛ فلا بد من هدم المسجد الأٌقصى لبناء الهيكل المزعوم، فاليهود في العالم -وليس في إسرائيل فقط- يسابقون عقارب الساعة الآن لهدم المسجد الأقصى مع بدايات الألفية الثالثة التي تصادف عندهم الاحتفالات بذكرى مرور ثلاثة آلاف عام على بناء مدينة القدس، حيث إن داود -عليه السلام- قد بناها قبل ميلاد المسيح بألف عام، والاحتفال -أيضا- بتأسيس مملكة إسرائيل الأولى، وعندما تحل هذه الذكرى تكون دورة الزمان قد قاربت على الاكتمال، وليبدأ زمان جديد تشير إليه توراتهم، وهو زمان الهيمنة اليهودية.


ولن يكون لهذه الهيمنة أي صفة مع استمرار غياب قبلة اليهود التي هدمت قبل ألفي عام (هيكل سليمان) الذي انطلقت منها دعوات كل أنبياء بني إسرائيل، والذي ستنطلق منه -كما يعتقدون- دعوة نبي اليهود المنتظر، الذي يعتقدون أن بناء الهيكل سيعجل خروجه، والهيكل ليس له مكان آخر يقام فيه -في نظر اليهود- إلا على أرض مسجدي الأقصى، والصخرة.


والنصارى -أيضا- يقدسون مكان الهيكل، ويصلون ويحجون إليه؛ ولكنهم يؤثرون أن يدعوا لليهود ساحة الصراع عليه الآن، حتى إذا أعيد نظَّم النصارى جهودهم لتنصير اليهود، وهذه نقطة الاتفاق والافتراق بين اليهود والنصارى؛ ولهذا نرى أن اليهود هم المتصدون للعمل لإعادة الهيكل مع مواطأة ومساعدة نصارى البروتستانت الذين يشاركونهم معظم معتقداتهم في الأرض والمعبد.


فملايين النصارى في العالم يتزايد الاعتقاد بينهم -بفعل الجماعات الأصولية النصرانية- بأن المسيح عيسى بن مريم -عليهما السلام- على وشك العودة مع بدايات الألفية الثالثة، وهم يعتقدون -أيضا- أن الهيكل سيكون منطلقا لدعوته في الثانية، كما كان شانه في المرة الأولى، فهكذا يفهمون الإنجيل، وهكذا يفسرون التوراة التي يؤمنون بها مع الإنجيل.


والأمرُ جادٌّ، والنوايا مُبَيَّتَةٌ، والخطوات تتسارع رغم سيرها على درب الأساطير؛ وعلى المسلمين أن يعوا أن هدم المسجد الأقصى صار عند يهود العالم ومَن شايَعَهم من النصارى فريضة الوقت، ومسؤولية الجيل، وهو فرصة العمر السانحة لأول مرة في التاريخ منذ ألفي عام.


وفي الشهر التاسع من العام الثامن والتسعين بعد التسع مائة والألف الميلادي(1998) انعقد في القدس المؤتمر السنوي السابع لرابطة(إعادة بناء الهيكل)، تقدر الأوساط الإسرائيلية عدد من حضروا المؤتمر بسبعة آلاف يهودي، وقد قال فيه زعيم منظمة(قائم وحي) اليهودية: هلموا إلى جبل الهيكل... قاتلوا من أجله، ليس في القاعات ولا بالأقوال سيحرر الهيكل... نحن الآن مدعوون للتضحية بأنفسنا وأرواحنا... سنرفع راية إسرائيل فوق أرض الحرم، لا صخرة ولا قبة ولا مساجد؛ بل راية إسرائيل، فهذا واجب مفروض على جيلنا.


ومما يدعم مصداقية هدم المسجد الأقصى شق الأنفاق والحفريات المستمرة تحته، والتي تهدف لتفريغ الأرض تحت المسجدين، لتركهما قائمين على فراغ؛ ليكونا عرضة للانهيار السريع، بفعل أي عمل تخريبي، أو حتى اهتزازات أرضية طبيعية أو صناعية، أو بأي(سيناريو) يخدع فيه العالم الإسلامي.


وخشية بركان الغضب الذي تكتمه أكذوبة السلام، فقد تم اقتراح بناء السور العازل بين المسلمين واليهود بطول ستين وثلاث مائة كيلو، وارتفاع ثلاثة أمتار، وقد بدأ اليهود بتنفيذه فعلا في عام(1996) وتعهدت أمريكا بتمويله كاملا، وقدم الرئيس الأمريكي قسطه الأول مائة مليون دولار؛ وأيضا فإن بناء هذه السور تحقيق لأسطورة دينية عند اليهود، وله ذكر في كتبهم، فهم ينطلقون من موروثات دينية، وإن كانت محرفة.


ثالثا: عندما نقول: بناء الهيكل؛ فالهيكل تسمية قديمة للمكان الكبير المختار للعبادة قبل الإسلام، وكان الهيكل في القدس قبلة لكل أنبياء بني إسرائيل طيلة عهودهم، واستمر المسلمون يصلون على بيت المقدس، حتى تحولت قبلة المسلمين إلى الكعبة بأمر من الله؛ حيث قال تعالى: (فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ) [البقرة:144].


أما البناء والإعداد له، وتجهيز مواده فأسطورة تفوق الخيال، ولكن كل شيء يهون عند يهود اليوم من أجل معتقداتهم وتحويلها إلى واقع حتى وإن كانت أساطير، وأما المعتقدات الصادقة والثابتة -وإن كانت في القرآن والسنة- فهي في نظر المنهزمين من بني الإسلام أوهامٌ وتخيُّلات، ورجعية وتطرف!.


فاسمعي -أمة الإسلام- كيف حولت أمة القردة والخنازير الأساطير إلى واقع؟ فقد أذاعت وكالة الأنباء الفرنسية في أوائل شهر آب من عام سبعة وتسعين بعد التسع مائة والألف للميلاد، تقريرا جاء فيه: إن المتطرفين اليهود في القدس أعدوا كل شيء وفق طقوسهم لبناء الهيكل، وجاءوا بأحجار لم تلمسها يد إنسان أو إزميل عامل! حسب وصف التوراة المبدلة، تم قطعها من صحراء القنب وغيرها، ليتم صقلها في القدس، لاستخدامها في البناء، وسيحتاج المشروع -وفق التقرير- إلى ستة ملايين حجر.


ونبه التقرير إلى أنه لم يعد سرا أن الهيكل تم تصميمه الهندسي في أمريكا، على يد مستشارين هندسيين من يهود أمريكا، وأن التصميم وضع الآن تحت تصرف الحكومة اليهودية، وأنه تم إعداد فريق متكامل من عمال البناء سيظلون رهن الإشارة للعمل عندما يحين الوقت.


ولأن هذا العمل عمل تعبدي عندهم، فقد قال أحد زعماء جماعة يهودية تخصصت في إعداد الحجارة الأسطورية: عندما ألمس هذه الحجارة وأحملها أشعر بأن شيئا من الجنة يتحرك فيها!.


هذا في أسطورة الحجارة، فماذا في أسطورة الشمعدان السباعي المقدس؟ وماذا عن أسطورة التابوت؟ وماذا عن أسطورة المذبح المقدس؟ وماذا عن الأكاديمية التلمودية الموجودة الآن في القدس والتي تؤهل طلبتها للقيام بالخدمة في الهيكل الكبير عند بنائه؟ كل هذه الأساطير تحولت إلى واقع حي ملموس، إذ لم يبق في زعمهم سوى هدم الأقصى حتى يتم البناء! نسأل الله أن يجعل كيدهم في نحورهم، وأن يكفي قدسنا شرورهم.


رابعا: أما لماذا المذبح المقدس؟ وماذا سيذبح عليه؟ فهذه أسطورة أخرى من أعجب أساطير عام ألفين، عام العلم والتقدم، والتطور والحضارة؛ إنها أسطورة البقرة الحمراء... العاشرة! فما قصة البقرة التي أطلق عليها اسم (ميلودي)؟ومتى وجدوها؟ ومتى ستذبح؟ وكيف سيتحول الشعب اليهودي كله بعد ذبحها إلى شعب أصولي شديد التمسك باليهودية؟ والذي لا يمكن أن يمارس العبادة في الهيكل إلا بعد أن يتطهر برماد هذه البقرة بعد إحراقها، وفقا لقول توراتهم المبدلة: كل من لم يتطهر فإنه ينجِّس مسكن الرب.


هذه التساؤلات لا يسمح الوقت بالإجابة عليها، وهي ما يعتقده اليهود ويؤازرهم النصارى؛ ولذا فهم يهتمون بقدس الأقداس أو المذبح الذي ستذبح به البقرة الحمراء، وقد انتهوا من بنائه وهو جاهز للنقل إلى مكانه في الوقت المناسب، ويهتم حاخامات اليهود بهذه البقرة، وقد أعلن عن ولادتها في شهر أكتوبر من عام(1997) وبالمواصفات نفسها التي يزعمون وجودها في كتبهم، وبزعمهم أنها لا بد أن تذبح بعد ثلاث سنوات من ولادتها، أي عام ألفين، أي الشهر القادم! وذبحها إشارة من الرب بالبدء فورا ببناء المعبد اليهودي أو الهيكل، مكان المسجد الأقصى، زعموا.


خامسا: وبعد كل ما تقدم من الأعاجيب والأساطير التي أصبحت حقائق تبقى هناك علامة أخرى تبرزها مصادرهم العقدية، ويؤمنون بحتمية حدوثها عندما تبدأ الألفية الأخيرة في التوالي، وتتمثل في إقامة قيامة صغرى تهيئ للقيامة الكبرى، وتأويل هذه يجيء باشتعال أو إشعال حرب مدمرة تهلك غالبية سكان الأرض، ففي التلمود الذي يتعبد به اليهود، يقول: يجب على كل يهودي أين يسعى لأن تظل السلطة في الأرض المقدسة لليهود دون سواهم، وقبل أن يحكم اليهود نهائيا باقي الأمم يجب أن تقوم الحرب على قدم وساق ويهلك ثلثا العالم، وسيأتي المسيح فيقول: اطلبوا المسيح بإخلاص؛ وهو سيستجيب ويجيء.


هكذا تتحدث مصادر اليهود عن معركة الأيام الأخيرة، أما النصارى فإن الإنجيل الذي بأيديهم يزيد في التفصيل عن هذه المعركة، بل ويحدد مكانها، إنه سهل(مجدو) الذي يبعد عن تل أبيب بخمسة وخمسين ميلا، وهي في موقع يبعد عشرين ميلا شرق حيفا، وعلى بعد خمسة عشر ميلا من شاطئ المتوسط، والذي يدعى بالعبرية(هرمجدون) حيث ستنشب أكبر معركة في التاريخ في وقت العودة الثانية للمسيح، وسيكون السلاح فيها هو السلاح النووي؛ وهكذا نرى أن الاعتقاد بوقوع تلك المعركة هو اعتقاد مشترك بين اليهود والنصارى، وكل من الأمتين يدعي أن خلاصهم سيأتي بعدها.


ولكن؛ هذا الخلاص الموهوم عند الأمتين الضالتين لن يتم للأسف -كما يعتقدون- إلا بالتخلص من جل سكان الأرض عن طريق تلك الحرب المدمرة.


ولأول مرة في التاريخ يرون أن كل شيء مهيأ لمعركة(مجدو) والمجيء الثاني للمسيح، وقد صدرت في السنوات لأخيرة العديد من المؤلفات التي تتحدث عن هذه الحرب، ولاقى بعضها إقبالا منقطع النظير، ومنها: كتاب(دراما نهاية الزمن)، و(أسرار نهاية العالم)، و(الكرة الأرضية ذلك الراحل العظيم) والذي بيع منه نحو ثمانية عشر مليون نسخة.


بل حتى دور السينما الغربية شاركت في تصوير نهاية العلام عبر منتجاتها الإعلامية، بل ذكرت بعض الصحف الغربية أن الأطباء وعلماء النفس في الغرب يستعدون للتعامل مع الارتفاع الحاد في حالات الأمراض النفسية المرتبطة بقدوم الألفية الثالثة، إذ تبين أن عدد المرضى الذين بدأ تظهر عليهم أعراض الكآبة والاضطراب والضغط النفسي من جراء اقتراب دخول البشرية في الألفية الثالثة قد تضاعف في الشهور الستة الماضية، وتوقع الأطباء أن ترتفع نسبة الانتحار، ويستمر ازدياد عدد المصابين بتوتر ما قبل الألفية بسبب الاقتراب من يوم(31كانون الأول 1999)، وذكروا أن السبب هو الخوف من (التخبط الكتنولوجي)، نظرا للتغير في تواريخ أجهزة الكمبيوتر، وما قد يؤدي إليه من مشاكل في حياة الناس، وكذلك المعنى الديني لنهاية العالم.


لم يعد -إذا- احتمال نشوب حرب عالمية ثالثة مدمرة من الاحتمالات المستحيلة في ظل السياسات المحمومة للتسلح النووي في العالم، فإما أن تفنى البشرية هذه الخطر أو يفنيها، إلا أن يشاء الله -تعالى- الرحيم بعبادة شيئا آخر ينقذ به الإنسانية من الشر الكامن فيها، فالمسيح المنتظر لن يأتي بزعمهم إلا بعد فترة من الأزمات المتواصلة، والكوارث المتتابعة، والانهيار الاقتصادي، إضافة إلى الحروب التقليدية والنووية.


ولما كانوا يتصايحون الآن في كل المنتديات بأننا نعيش الأيام الأخيرة قبل قدوم المسيح؛ فما الذي يمنعهم من أن يصبغوا تلك الاضطرابات المتوقعة بصبغة دينية، لا على أنها عقوبات إلهية لردع التمرد البشري، ولكن على أنها آلام المخاض الذي يسبق ميلاد العصر الجديد عصر الخلاص؟!.


والنص الذي يعتقدون منه بهذا هو ما جاء في إنجيل(متى) على لسان عيسى -عليه السلام- أنه سئل عن العلامات التي ستسبق قرب مجيئه فقال: إذا سمعتم بحروب وأخبار حروب فلا تقلقوا، فإنه لا بد أن يكون هذا، ولكن لا يكون المنتهى إذ ذاك، ستقوم أمة على أمة ومملكة على مملكة، وتكون مجاعات وأوبئة وزلازل في أماكن شتى، وهذا أول المخاض؛ ولكن هذه كلها مبتدأ الأوجاع.


فهل أصبحنا نعيش عصر الأيام الأخيرة من أيام الدنيا؟ وهل صحيح أن حربا عالمية ثالثة لا بد أن تنشب مع بدايات القرن الجديد، فتكون علامة بارزة للساعة؟ هذه عقيدة غلاة طوائف النصارى؛ بل ويجزمون بهذا، ويعملون بحزم لهذه الأيام الأخيرة التي يربطونها بقدوم الألفية الثالثة، حيث يتوقعون أن تبدأ فيها نهاية الأيام العامة، لتأتي بعدها أيام خاصة باتباع المسيح القادم للخلاص.


وإن أردت المزيد فانظر إلى مؤلف بعنوان(حمى 2000)، رصد فيه مؤلفه الكثير من الأحداث والمؤامرات، والخرافات، والأساطير التي تحولت إلى واقع وحقائق، بفعل الدين الذي يحرك الجميع حتى الساسة في بلاد الغرب، على الرغم أنها مبدلة ومحرفة، وأشبه ما تكون بالمستحيل.


أما نحن المسلمين، أهل القرآن، فعندنا العقيدة الصحيحة، مصدر عزنا، وأمننا، حتى في أوقات الفتن والمحن، ولكن كثيرا منا بعيد عنها وعن العمل بمقتضاها.


على كل مسلم أن يسأل نفسه عن مدى علمه بعقيدته، وتمسكه بأصولها، وماذا قدمنا لها؟ وماذا عملنا من أجلها؟ وما دورنا في هذه الأحداث؟ كل هذه أسئلة تحتاج لإجابات. فهل لديك -أيها المسلم- ما تجيب به عن نفسك؟.


أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:


الحمد لله، لا راد لما قضاه، من توكل عليه كفاه، ومن لاذ بحماه حماه، والصلاة السلام على رسول الله، عبده ومولاه، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه ووالاه.


أما بعد: فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما بعث معاذ بن جبل إلى اليمن قال له: "إنك ستأتي قوما أهل كتاب، فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله".


فأصل ديننا، وقاعدة عقيدتنا، شهادة أن لا إله إلا الله، فديننا دين الولاء والبراء، والتميز والعزة، والبعد كل البعد عن التقليد والتبعية والذلة، وهذا أصل من أهم أصول عقيدة السلف الصالح، فالله -تعالى- يقول: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) [النساء:115]، ويقول: (بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا) [النساء:138-139].


ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم". قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: "فمن؟". وقد تصدى -صلى الله عليه وسلم- لبيان ذلك وتفصيله، وأمر أمته بمخالفتهم في جميع أحوالهم من عبادات ومعاملات، وآداب وعادات.


وكان -صلى الله عليه وسلم-، يلتزم ذلك في جميع شؤونه، ومن ذلك: منعه المسلمين من مشاركة الكفار في أعيادهم والتشبه بهم، واليوم -وللأسف- مَن تمسك بهذا والتزمه وُصف بالإرهاب والتطرف والتزمُّت، حتى ظهر تمييع الدين وأصول العقيدة باسم التنوير والانفتاح والتحضر، حتى ظن بعض الضعفاء أن لا حضارة ولا نور ولا تطور إلا بالانحلال، وترك الاعتزاز بعقيدة التوحيد.


والعجيب أن يوسم أهل العقيدة الصافية، والأخلاق العالية بمثل هذه من بعض قومنا وأبناء جلدتنا، فماذا تراهم يقولون عن الغرب بعد كل هذا؟ وماذا سيقولون عن حرب(مجدو) ذات السلاح النووي مقابل ما يتهم به المسلمون بالتطرف في ساحات الجهاد وهم يقاتلون دفاعا عن عقيدتهم؛ بل ودفاعا عن أعراضهم وأرضهم، وهم عزّل كل سلاح إلا سلاح الإيمان؟ بل ماذا قالوا عن تلك الأساطير والخرافات التي أصبحت حقائق واقعة؟ وأين وسائل الإعلام عن كل ما يجري باسم الدين والتدين الغربي، ونشاط الجماعات الأصولية في الغرب والتي تصول وتجول؟ بل ولها مواقعها المهمة، ومنابرها الإعلامية واسعة الانتشار والتأثير، والتي تحظى بدعم وتأييد الساسة هناك.


وفي مقابل هذا يتهمون المسلمين بالأصولية والتطرف إذا ما سعوا لخدمة دينهم والدعوة لإسلامهم، كيف يسوغ التدين والدعم لأصحاب الدين المحرف، ويعد ذلك تهمة لأصحاب الدين الحق؟ إنه الخوف والرعب من الإسلام، فكيف لو تمسك المسلمون حقا بالإسلام؟.


عباد الله: إن ما يعتقده اليهود والنصارى وبعض الجهلة، في عام ألفين وأنه عام اضطرابات، أو نهاية العالم، أو أن له خصائص خاصة، اعتقادات باطلة، وتخرصات، وظنون بنيت على التوراة والأناجيل المحرفة، فلنتق الله، ولنحذر من مجاراة الكفار في باطلهم، أو مشاركتهم في أعيادهم؛ بل لنا أن نعتبر بعملهم الدؤوب من أجل عقائد محرفة!.


وهنا يتساءل الكثير من المسلمين: ماذا أعد المسؤولون عن الإعلام في الدول العربية والإسلامية لمواجهة المد الإعلامي لمثل هذه التظاهرات الدينية، وما تحمله من عقائد محرفة، وما تبثه من أفكار وتصورات تناهض الإسلام وتسيء إلى المسلمين؟ فالمتوقع أن يصاحب هذه المهرجانات والاحتفالات حملات إعلامية واسعة النطاق لنشر أساطير التوراة والأناجيل المحرفة، ومحاولات الاحتواء وفرض الهيمنة.


والذي نخشاه هو حضور الإعلام العربي والإسلامي لمباركة هذه الاحتفالات، بل ونقلها لأبناء الإسلام إعجابا وتقليدا، فيراها أبناء الإسلام باسم الفن والحضارة، وهي باسم الإنجيل والتوراة، إننا نتمنى إعداد برامج لصد آثارها، وبيان حقيقتها، وحماية المسلمين من شرورها، فهل تتحقق الأمنيات؟ وإن على العلماء والدعاة ورجال الفكر والإعلام دورا عظيما في إثبات الحق وكشف زيف الباطل.


وأخيرا، وبعيدا عن اليأس، وثقة بموعود الله، فقد يكون في ثنايا هذه البلايا فرج للمسلمين، فوميض شرارة التصادم بين المتطرفين والعلمانيين من اليهود والنصارى يبرق بين الفنية والفينة، ومن يدري؟ فربما تدفع تصرفات اليهود والنصارى المتطرفة إلى إشعال جذوة الجهاد في سبيل الله لدى المسلمين، لكن ينبغي أن نحذر كل الحذر من الهزيمة النفسية، خاصة لو نجح أصحاب العقائد الباطلة من تحقيق شيء مما يخططون له، أو حصول شيء مما يتوقعونه، عندها تكون فرصتهم للتشكيك في الدين الصحيح، وإثارة الشبهات، والدعوة لخدعة تقارب الأديان، وما شابهها!.


ومِن هنا ندعو الآباء والمربين لدراسة العقيدة دراسة جيدة، وفهمها وإفهامها لأولادنا، وذلك بالاعتصام بالكتاب والسنة، وما جاء عن سلف هذه الأمة، والتحذير من الفتن، والتي لا تدري بأي صورة تقدم اليوم، خاصة في عصر وسائل التغريب والعلمنة، والفضائيات والشبكات الحاسوبية، فاللهَ اللهَ بتربية النفوس على العقيدة الصحيحة، ولزوم الصراط المستقيم، وكثرة العبادة لله على علم وبصيرة، والإلحاح بالدعاء! فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "إن من ورائكم زمان صبر، للمتمسك فيه أجر خمسين شهيدا"، فقال عمر: يا رسول الله، منا أو منهم؟ قال: "منكم".


واللهَ اللهَ -عباد الله- بدينكم، والعمل له، فها أنتم ترون كيف يعمل أهل الباطل لباطلهم، وكيف تعاونوا واجتمعوا رغم اختلاف عقائدهم فأصبحت الأساطير حقيقة، وهكذا سنة الله في الحياة، إن مَن عمل وبذل نال وظفر، فماذا لو اجتمع أهل العقيدة الواحدة، وتركوا شهوات النفس وحظوظها، واعتصموا بحبل الله، وتعاونوا على البر والتقوى؟.


فعلى المسلمين عامة، والمقتدرين خاصة، أن يسائلوا أنفسهم ماذا قدموا لدينهم؟ ففي المسلمين عقول وطاقات، ومواهب وقدرات، ولكنها تحتاج إلى تأليف واجتماع، فعسى أن توقظهم وتشحذ هممهم اجتماعات أعدائهم على المكر والباطل.


ومَن ينظر للواقع بعين البصيرة ليرى بشائر تلوح بالأفق تبشر بأن الإسلام قادم، وبنصرة المسلمين وتمكينهم؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) [محمد:7]، وقال: (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) [الروم:47]، وأخبر -صلى الله عليه وسلم- بأنه: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله".


فأوصي نفسي وكل أخ حبيب بالتزام المنهج القويم، وبالصبر وعدم الاستعجال، ولنعلم أن النصر لا ينزل كما ينزل المطر، وأن الإسلام لا ينتشر كما تنتشر أشعة الشمس حين تشرق فنحن نقرأ في القرآن قوله تعالى: (حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَ) [يوسف:110]، فبعد الشدة وبعد وصول الأمر منتهاه جاء الفرج وجاء النصر، فالأمر يتطلب منا أن بنذل ما نستطيع من جهود مالية وبدنية وفكرية لنشر الخير، وأبواب الخير كثيرة جدا، فابذل واصبر واحتسب وأخلص النية، وتذكر قوله تعالى: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه) [الزلزلة:7].

جديد المواد

تصميم وتطويركنون