المادة

بُنيَّ الحبيبُ..

ثلاثُ نِعَمٍ تجمعُ الدُّنيا كلَّها: الأمنُ والعافيةُ والقوتُ..

يقول النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: " مَنْ أصبحَ مِنكم آمِنًا في سِرْبِهِ مُعافًى في بدنِه عندَه قوتُ يومِه فقد حِيزَتْ له الدُّنيا".

وفي هذا المقال نتحدَّثُ عن النِّعمةِ الثانية.. نعمةُ العَافِيَةِ..

إنَّ هذه النِّعمةَ العظيمةَ سببٌ كبيرٌ في الشُّعورِ بسائرِ النِّعَمِ..

فالمريضُ لا يشعر بلذَّةِ الطَّعامِ والشَّرابِ.. بل يجده مُرًّا سيِّءَ الطَّعمِ.. كما قال الشَّاعرُ:

ومَن يكُ ذا فمٍ مُرٍّ مريضٍ .. يجدْ مُرًّا به الماءَ الزُّلالَا

والمريضُ لا يستطيع الضَّحِكَ مِن قلبِه.. ولا يستطيع التَّعامُلَ مع الآخرين معاملةً طبيعيَّةً..

ولا يستطيعُ التَّحرُّكَ كما يتحرَّك الآخرون.. ولا الكلامَ كما يتكلَّم الآخرون..

المريضُ دائمُ الحزنِ.. مستمرُّ الكآبةِ..

المريض لا يصفو ذهنُه للتَّفكيرِ والتَّدبُّرِ في خلقِ الله..

ولا يتهيَّأُ للعبادةِ كما يتهيَّأ الأصِحَّاءُ..

لا يستطيعُ الخشوعَ في الصَّلاة ولا يستطيع القيامَ..

ولا يستطيع أداءَ فريضةِ الصِّيام..

ولا يستطيع أن يحُجَّ بيتَ الله الحرام..

إن الصَّحيحَ يتمتَّع بالدُّنيا ولو كان فقيرًا..

أمَّا المريضُ مهما كان غنيًّا فلن يستطيعَ أن يتمتَّعَ بالدُّنيا.. يمنعُه الطَّبِيبُ من مأكولاتٍ شهيَّةٍ ومشروباتٍ لذيذةٍ..

الصحيحُ ولو كان فقيرًا يستطيع أن يتنقَّلَ بين الطبيعةِ التي خلقها اللهُ.. يُمتِّعُ عينيه بما فيها من الألوانِ الجميلةِ والنَّسَماتِ العليلةِ..

بينما المريضُ مهما كان غنيًّا قد يمنعه الطبيبُ من الخروج كما يحبُّ ويَهْوَى.. وقد يأمرُه بلُزوم البيتِ.. كالسَّجين يصير..

فاحمَدْ ربَّك - بُنَيَّ الحبيبُ- على الصِّحَّةِ التي أعطاك اللهُ تعالى مِن غير حولٍ لكَ ولا قوَّةٍ..

وادعُ اللهَ بالشِّفاءِ لكلِّ مريضٍ من مَرضى المسلمين..

إنَّ الصحةَ تاجٌ على رُؤوسِ الأصحَّاءِ.

***********


عناصر المادة

روابط ذات صلة
المادة السابق
المواد المتشابهة المادة التالي

تصميم وتطويركنون