المادة

بُنيَّ الحبيبُ..

قد علمْتَ أنَّ اللهَ تباركَ وتعالَى رحيمٌ..

ومِن الهامِّ جدًّا أن تعلمَ شيئًا أيضًا.. أنَّه يحبُّ الرُّحماءَ من عباده..

أحبُّ أن تحفظَ قولَ الرَّسولِ- صلى الله عليه وسلم- : "الرَّاحِمُونَ يرحمُهم الرَّحمنُ، ارحمُوا مَن في الأرض يرحمْكم مَن في السَّماءِ"..

هل تعلم أنَّ الله ـ تعالى ـ قسَّم رحمتَه مِئةَ جزءٍ، وأنزل بين العباد جزءًا واحدًا منها يتراحمُ به كلُّ الكائناتِ..

لا شكَّ أنَ الله تعالى يحبُّ الرُّحماءَ ويجزيهم الخيرَ كلَّه.

ولذلك مدح اللهُ تعالى المسلمين فقال: (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ)..

كما حثَّ الرسولُ- صلى الله عليه وسلم - المسلمين ليكونوا رُحَماءَ..

ولكنْ- بُنيَّ الحبيبُ- لا بدَّ أنْ تعلمَ أنَّ الإسلامَ حثَّنا على الرَّحمةِ الواسعةِ الشَّاملةِ..

ليس مع بعضِنا بعضًا فقط.. ولكن كذلك مع كلِّ كائنٍ حيٍّ..

مرَّ نبيٌّ من الأنبياء السابقين بجيشِه على قريةِ نملٍ.. فقرصتْه نملةٌ.. فأمر بحرقِ قريةِ النَّملِ.. فلَامَه اللهُ تعالى وأوحى إليه: هلَّا كان نملةً واحدةً.

يعني: كان أولى أن يحرقَ نملةً واحدةً، التي قرصتْه.. ويحافظَ على باقي النمل..

ورأى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - قُبَّرةً تطير وتحوم حوله.. تبحث عن فرخٍ لها أخذه بعضُ الغلمان.. فقال: مَنْ فجعَ هذه بولدِها؟!.. رُدُّوا إليها فرخَها.

ومرَّةً جاءه جملٌ يشتكي له - واللهُ تعالى أعلمَه ما يقول - أنَّ صاحبَه يحمل على ظهره أحمالاً ثقيلةً.. تُتعبه أشدَّ التَّعبِ، فنهَى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - صاحبَه عن ذلك وأمره بإراحتِه..

شيءٌ عجيبٌ..

إلى هذه الدَّرجةِ يرحمُ الإسلامُ حتَّى الحيواناتِ..

فما بالُك - بُنيَّ الحبيبُ- بحرصِ الإسلام على رحمة المسلمين بعضِهم بعضًا..

فسارعْ- بُنيَّ الحبيبُ- إلى رحمةِ الله بأن تكونَ رحيمًا..

ارحمِ المرضَى فابتسمْ في وجوهِهم..

وارحم الفُقراءَ فأعطِهم..

وارحم الضُّعفاءَ فلا تُكلِّفْهم فوقَ طاقتِهم.. وساعدْهم عند عجزِهم..

وارحم الحيواناتِ ولا تُؤذِ منها شيئًا.. إنَّها تحسُّ كما تحسُّ أنت أيضًا..

بنيَّ الحبيب..

كنْ مسلمًا حقًّا بأن تكونَ رحيمًا حقًّا.


عناصر المادة

روابط ذات صلة
المادة السابق
المواد المتشابهة المادة التالي

تصميم وتطويركنون