المادة

الكَلِمَةُ الطَّيَّبَةُ

611 | 24-02-2014

مع إشراقةِ شمسِ عيدِ الأضْحى المباركِ، أسرعَ الهدهدُ النَّجيبُ ليصنعَ عقدًا من حُروفِ الكلماتِ الطَّيبةِ ليزيِّنَ بها تاجَه الملوَّنَ الجميلَ .

وحينما رأى الهدهدُ نُورَ الصَّباحِ يغمرُ الدُّنيا بضيائِه، أُعْجِبَ به جدًّا ، وقَرَّرَ أنْ يقطِفَ من نُورِه حرفَ النُّونِ، ليبدأَ به عقدَه الثمينَ .

وبعدَ صلاةِ العيدِ، لمحَ الهدهدُ خروفَ العيدِ - رمزَ التَّضحيةِ والفداءِ- والأطفالُ الصِّغارُ يدورون حولَه، ويُغنُّون له، وهو يشاركُهم فرحَهم و مرحَهم .

فتبسَّمَ الهدهدُ، وقالَ: يجبُ أنْ أستعيرَ حرْفَ الخاءِ من حُروفِ خروفِ العيدِ السَّعيدِ ، لأزيِّنَ عقدي الغاليَ بأجملِ المعاني .

بعد ذلك، رأى الهدهدُ طفلةً صغيرةً ترتدي فستانَ العيدِ، و على صدرِهَا لؤلؤةٌ جميلةٌ تشعُّ نورًا كأنَّها نجمةُ المساءِ، فاستعارَ حرفَ اللامِ من لُؤْلؤتها ليضمَّها إلى حروفِ كلمتِه الطَّيِّبةِ .

وأخيرًا، شدَّ انتباهَ الهدهدِ طفلٌ صغيرٌ يتناولُ تمرةً لذيذةً ، فاقتربَ منه قليلاً وحيَّاهُ، فمدَّ الطِّفلُ إليه يدَه كرمًا فهزَّ الهدهدُ رأسَه شاكِرًا .

وقال: تمرةٌ؟ أحلى ثمرةٍ! سوف أختارُ حرفَ التَّاءِ لأختِمَ بها كلمتي.. ولكنْ، هل أختار التاءَ المفتوحةَ في أوَّلِها؟! أمْ أختارُ التَّاءَ المربوطةَ في آخرِها؟! .

ثمَّ استقرَّ أخيرًا على أنْ يأخذَ التاءَ المربوطةَ في آخرِها حتى ينطقَها هاءً ساكنةً؛ فَمِنْ عادةِ العربِ أنَّها لا تبدأُ كلامَها بحرفٍ ساكنٍ، ولا تُنهيه بمُتَحَرِّكٍ.

حينئذٍ، اكتفى الهدهدُ بحروفِ كلمتِه الطيبةِ ((نَخْلَةْ))، وقال: الله! إنَّ النَّخلةَ كُلّ ما فيها مفيدٌ، ثمَّ تذكَّرَ قول الله تعالى : {ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طيِّبةٍ أَصْلُها ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللهُ الأمثالَ للنَّاسِ لَعَلّهُمْ يَتذكَّرُونَ} .

فتذكَّرَ أنَّ الكلمةَ الطَّيِّبةَ صدقةٌ.


جديد المواد
روابط ذات صلة
المادة السابق
المواد المتشابهة المادة التالي

تصميم وتطويركنون