المادة

استئصال السرطان

435 | 09-02-2014

بسم الله الرحمن الرحيم


استئصال السرطان !

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.. أما بعد فحبيبي في الله

إن من العيوب لما يشبه السرطان..

وإن من الذنوب لما يتجدر ويتأصل حتى لا تجدي للتخلص منه الأساليب التقليدية..

فلابد حينئذٍ من عملية فورية لاستئصال الورم قبل أن ينتشر ويتفشى ويملأ ما حوله ..

نعم لابد من التخلص الجذري من هذه العيوب والذنوب والعادات السيئة؛ لئلا تهيج وتقضي على القلب، وعلاجها ليس تقليدياً بالمهدئات والمسكنات.. لا .. لابد من استئصال سريع لإسعاف الحالة الإيمانية.

خطوات الاستئصال 1 - همة عالية.. شحذتها بالأعمال:

قال ابن القيم رحمه الله: الوصول إلى المطلوب موقوف على همة عالية ونية صحيحة.

أحبتي في الله.. الكلام سهل، والوصف والتوصيف في غاية البساطة، والوهم قاتل، والأماني تغر، والمَحَك هو العلم.. فأين الأعمال؟؟ كثيرا ما نسمع كلاماً، ونحصل على وعود، ولا نرى عملا حقيقياً مؤثراً، كما قيل: "أسمعُ ضجيجاً ولا أرى طحناً"!

كثيرٌ من الشباب في غاية الكسل، لا يعمل، ولا يتحرك، ثم يشتكي الفتور،ويشكو عدم الخشوع، ويشكو قسوة القلب..! ودواؤه بين يديه:

قم ! اعمل !

تزوَّد بنفسية التحدي: ( أكون أو لا أكون )

إنها ليست قضية كلام، إنها تحدٍّ وقوة وعزم.. عمل مكثف مستمر.. همة عالية؛ حتى نبدأ في استئصال الأمراض القلبية التي تفشت مع الغفلة الإيمانية.

فالخطوة الأولى :

أن تكف عن الشكوى وتترك الكلام وتبدأ العمل 2 - لا تستعمل أي مخدر !

إننا نحتاج إلى بداية حقيقية، دعونا من الخداع، خداع النفس وخداع الآخرين..

بالمصارحة أقول:

دعك من المسكنات، ودعك من حقن التخدير، وأطباء التخدير الذين يصفون العلاج المؤقت ويعالجون بالوهم.

إن صاحب نفسية التحدي ( أكون أو لا أكون ) لا يعرف المماطلة والتسويف.. إنما يبدأ فوراً.

لا تستعمل المسكنات، ولا ترض بالتخدير، وتحمل ألم البتر ( بتر البطالة والكسل، بتر الغفلة واللهو واللعب، بتر الأماني والخداع والجهل، بتر كل الأمراض) ليصح الإيمان.. ابدأ فوراً. 3- ابدأ العملية الجراحية فوراً:

فوراً.. فوراً.. لا تسويف.. لك أسوة في أئمتك من الرسل والأنبياء:

نعم، إن كان الموت لابد منه فالآن.. عزيمة ماضية.

وكذلك سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لما خُيّر بين مفاتيح خزائن الأرض والخلد فيها وبين ما عند الله ، اختار ما عند الله.

أيها الإخوة

فمهما تسرطن العيب ومهما تأصل الذنب، فإن الله تواب رحيم فلا تيأسوا من روح الله، {إِنَّهُ لَا يَيأسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر / موقع الشيخ محمد حسين يعقوب

تصميم وتطويركنون