المادة

هل للطواف والسعي بين الصفا والمروة والوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة أدعية مخصصة أم يدعوا الحاج بما شاء من الأدعية؟

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فليس للطواف والسعي والوقوف بعرفة, وفي مزدلفة أدعية مخصصة لا بد منها، بل يشرع للمؤمن أن يدعوا ويذكر الله وليس هناك حدٌ محدود، يذكر الله، كقوله: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، ويدعوا ما يسر الله من الدعوات، يسأل ربه أن الله يغفر له ذنوبه، ويدخله الجنة وينجيه من النار، ويسأل الله له ولوالديه المسلمين المغفرة والرحمة، وإن كان والداه مسلمين التوفيق في إصابة الحق والهداية والاستقامة والثبات على دين الله، وهكذا يسأل الله لولاة أمر المسلمين بالتوفيق والهداية وصلاح النية والعمل وصلاح البطانة، ويسأل الله من خري الدنيا والآخرة في طوافه وفي سعيه وفي الوقوف بعرفة وفي مزدلفة, ومنى وفي كل مكان، يسأل ربه من خيري الدنيا والآخرة، لكن يشرع له في الطواف أن يختم كل شوط بقوله: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)، فعله الرسول - صلى الله عليه وسلم- وهذا مستحب ، لو ترك ما عليه شيء،فهذا مستحب أن يقول هذا الدعاء, ولو ما دعا بذلك ودعا بغيره فلا حرج عليه، لكن يستحب له في آخر كل شوط بين الركنين، بين الركن اليماني والحجر الأسود يقول: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)، وكل ما حاذى الحجر كبر الله أكبر أو بسم الله والله أكبر في كل مرة، يبدأ بهذا ويختم بهذا، يبدأ بالتكبير ويختم بالتكبير، وإن قرأ القرآن في سعيه وطوافه فلا بأس، وفي السعي يستحب له أن يكثر من الدعاء والذكر والتكبير، على الصفا والمروة,مستقبلاً القبلة ثلاث مرات،كرر ثلاث مرات والرسول - صلى الله عليه وسلم – على الصفا والمروة وحد الله وكبره ودعاء وكرر ثلاث مرات وكان من ذكره - صلى الله عليه وسلم-: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده)، ويدعوا بما يسر الله ويكرر ثلاث مرات، وإذا قال الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، هذا طيب؛ لأن فيه تحميد الله وتكبيره-سبحانه وتعالى-, وإن قال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فحسن، أو قال سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم فحسن، يدعوا بما تيسر، مع الذكر، ويرفع يديه ويستقبل القبلة، حال كونه على الصفا وحال كونه على المروة يستقبل القبلة ويرفع يديه، ويكبر الله ويحمده ويثني عليه ويدعوا ويذكر الله ثلاث مرات. يكرر كما كرر النبي - صلى الله عليه وسلم- وهكذا على المروة في كل شوط، ويختم بالذكر والدعاء على المروة في الشوط السابع، وفي الطريق بينهما يذكر الله ويدعوا أيضاً بما يسر الله من ذكرٍ وثناء وحمدٍ ودعاء حين النزول من الصفا إلى المروة وحين الرجوع كذلك من المروة إلى الصفا، يكثر من ذكر الله والدعاء وليس هناك شيء معين واجب بل ما يسر الله له من الدعاء الطيب فهو كافي، لكن يتحرى دعوات جامعة التي تنفعه في الدنيا والآخرة، مثل قوله: اللهم إنك عفوٌ تحب العفو فاعف عني، اللهم إني أسألك رضاك والجنة وأعوذ بك من سخطك والنار، اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول و عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قولٍ و عمل، (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) إلى غير هذا مع ذكر الله مع قول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرةً وأصيلاً، يكثر من هذا الذكر ومن الدعاء في سعيه وطوافه، وهكذا في يوم عرفة إذا وقف في صلاة الجمع الظهر والعصر يقف بعرفة مستقبلاً القبلة ويرفع يديه في أي جزءٍ منها كل عرفة موقف، في أي مكان منها يرفع يديه ويلحح في الدعاء،ويكثر من الدعاء، ويكثر من الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم- في دعائه، لأن حمد لله والثناء عليه, والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم- من أسباب الإجابة، فلنكثر في دعواتنا الصلاة على رسول الله، مع حمد الله مع الثناء علي الله نصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم- في الصفا وفي المروة وفي عرفة وفي مزدلفة وفي جميع أدعيته وفي كل مكان، والبدء بالحمد والثناء مع الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم- من أسباب الإجابة، كما في الحديث فضالة بن عبيد - رضي الله عنه -: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم- أن رجلاً دعا ولم يحمد الله ولم يصل على النبي - صلى الله عليه وسلم- فقال: عجل هذا، ثم قال: إذا دعا أحدكم فليبدأ بتحميد ربه والثناء عليه ثم يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم- ويدعوا بما شاء)، فدل على ذلك أنه إذا بدأ بالحمد والتمجيد والثناء على الله ثم الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم- فهذا من أسباب الإجابة، ومن ذلك خشوع والإقبال على الله وحضور القلب وأن يدعوا بقلب حاضر، يعظم الله, ويخضع له, ويعلم أنه يجيب الدعاء, وأنه جوادٌ كريم، وأن العبد فقيرٌ إليه, وأنه غنيٌ حميد - سبحانه وتعالى -، إحضار القلب, والشعور بأنك عبدٌ ذليل, وأن الله هو الحكيم العليم، وهو العلي الكبير, مستحق لأن تعبده وتخضع له هذه من أسباب الإجابة، وهكذا في صلاتك في أيام الحج وغير الحج تكثر من الدعاء في السجود وفي آخر الصلاة قبل أن تسلم التشهد تكثر من الدعاء في صلواتك؛ لأنها محل إجابة، هكذا بين الأذان والإقامة تكثر من الدعاء من الدعاء والإجابة، وتحمد الله وتصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم-، ثم تدعوا.


عناصر المادة

روابط ذات صلة

المادة السابق
التلفظ بنية الحج والأضحية
المواد المتشابهة المادة التالي
الأضحية عن الرجل وأهل بيته

تصميم وتطويركنون