المادة

في أول يوم من شهر رمضان المبارك زارتني امرأةٌ عجوز عمرها في حدود مائة سنة، أحياناً يكون وعيها معها وأحياناً العكس، فطلبت مني من أن أقدم لها قهوة ففعلت ذلك وأحضرت لها القهوة، فهل علي ذنب في هذا مع العلم أنني أخبرتها أننا في شهر رمضان؟ أفيدوني أفادكم الله.

إذا كان ظاهرها أن عقلها مفقود وأنها قد دخلت التخّريف والهرم فلا بأس؛ لأنه ليس عليها صيام, وحضور بعض العقل معها من كلام الغير مضبوط ما تقول بكذا ولا أعطوني كذا هذا ما يدل على العقل, والغالب على من بلغ مائة سنة يدخله التخريف والتغير, فإذا ظهر لك من حالها أن عقلها مفقود وأنها غير منضبطة فلا بأس أن تأكل و تشرب, أما إن ظهر لك أن عقلها معها وأنها متساهلة فلا تعطيها قهوة ولا غيرها, ولا تعينها على الباطل الله يقول: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ, فالذي يطلب الطعام في رمضان وهو صحيح من المسلمين لا يعطى لا طعام, ولا شراب, ولا دخان لا يعان على الباطل, أما من كان فاقد العقل كالمعتوه, والمجنون, والهرم, والهرمة هؤلاء ليس عليهم جناح ذهب عنهم الصوم والله المستعان. بارك الله فيكم


عناصر المادة

تصميم وتطويركنون