الجمل (سفينة الصحراء)

الجمل حيوان أليف، استخدمه الإنسان منذ آلاف السنين، وقد حباه الله – عز وجل- بقدرات عظيمة تمكنه من تحمل السير لمسافات طويلة، فوق تلال الرمال الناعمة، وسط صحراء قاحلة يندر فيها الزرع والماء، وتكثر فيها الرياح والعواصف الرملية الشديدة؛ لذا أطلق عليه "سفينة الصحراء" .

وقد أمرنا الله – تعالى – فى كتابه الكريم بأن نتفكر في خلق


الإبل (أي الجمال)، ونتأمل قدرة الله وعظمته فى خلق هذا الكائن العجيب الذى تكيف على العيش فى الصحراء بصورة مدهشة، قال تعالى :

أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (الغاشية 17)

وأول ما نعجب له، ويثير انتباهنا إذا ما نظرنا إلى الجمل هو ضخامة جسمه، وقوة بنيانه، وارتفاع قامته، وطول عنقه!! لكننا إذا دققنا النظر فيه أكثر فسوف نجد أشياء أخرى عجيبة ومدهشة !!!

· جسم الجمل :
للجمل جسم قوي كبير الحجم، ويتراوح وزن الجمل ما بين (450 : 650) كيلو جرامًا، وقد يزيد على ذلك، ويصل ارتفاعه إلى نحو المترين أو أكثر بقليل، ويحمل هذا الجسم الكبير أربع أرجل طويلة وقوية ترفع جسم الجمل بعيدًا عن حرارة الرمال الشديدة، كما تساعده على اتساع خطواته، وخفة حركته، وتنتهى كل رجل بوسادة عريضة من الدهن والألياف المرنة والتي يغلفها طبقة سميكة من الجلد، وهى تشبه نعل الحذاء وتسمى "الخف"، وبواسطة هذا الخف
يستطيع الجمل أن يسير بسهولة فوق الرمال الناعمة دون أن تغوص أرجله فيها؛ لأنه يتفلطح (أي يتسع) بصورة مدهشة أثناء السير، كما يستطيع الجمل أن يسير فوق الصخور الصلبة الشديدة الحرارة، دون أن يشعر بأى تعب أو ألم بواسطة هذا الخف السميك، الذي يكاد يكون الإحساس منعدم فيه تمامًا.
ورأس الجمل مستطيل الشكل ومتوسط الحجم، وله عينان كبيرتان تبصران جيدًا فى الليل والنهار، وهما محاطتان بأهداب (رموش) طويلة وكثيفة على الجفنين؛ تحميهما من الرمال وحرارة الشمس المحرقة، أما الأذنان فصغيرتان، ويغطيهما شعر كثيف من كل جانب، ليحميهما من رمال الصحراء، وللجمل حاسة سمع قوية جدًّا .

وفى مقدمة رأس الجمل يوجد أنفه، وهو عبارة عن شقين رفيعين يحيط بهما شعر كثيف يمنع دخول الرمال والأتربة إلى قصبته الهوائية، لكنه لا يمنع دخول الهواء في الوقت نفسه، كما يحيط بهما عضلات قوية تمكن الجمل من إغلاق فتحتي أنفه أو فتحهما متى شاء، وهكذا إذا ثارت عاصفة رملية أغلق الجمل عينيه، وثني أذنيه إلى الخلف، وقفل فتحتي أنفه، ومضى في طريقه في أمان وسلام لا يبالي بما يحدث حوله!!!

ونظرًا لضخامة الجمل وارتفاع قامته عن الأرض فقد خلق الله له رقبة طويلة، تمكنه من الوصول بسهولة إلى النباتات القصيرة التي تنتشر على الأرض، أو قضم أوراق الأشجار العالية .

ويغطي جسم الجمل جلد سميك مكسو بالوبر، يحفظه كثيرًا من حرارة الشمس، وقذائف الرمال اللاسعة .

وسنام الجمل هو أكثر ما يميز شكله عن باقي الحيوانات، وهو عبارة عن مخزن كبير للدهون يتكون فوق ظهره على شكل هرمي، وهو مفيد جًّدا له؛

فعندما يتعرض الجمل للجوع أو العطش الشديد يقوم بتحويل ما يحتاج إليه من هذا الدهن إلى غذاء وماء، وبذلك يمكنه أن يصبر على الجوع والعطش لعدة أيام، كما يحمى السنام جسم الجمل من أشعة الشمس؛ حيث يعمل كحاجز يمنع وصول تلك الأشعة إلى بقية أجزاء جسم الجمل مباشرة .


· طعام الجمل :

ويتغذى الجمل كسائر الحيوانات العشبية على الحشائش، وأوراق الشجر، والأغصان اللينة، والحبوب والثمار، وغيرها من النباتات إلا أنه يستطيع أن يأكل النباتات الشوكية، والأعشاب الجافة التي لا تستطيع كثير من الحيوانات تناولها، فقد أعطاه الله أسنانًا قوية خاصة فكه السفلي ، وفمًا مبطنًا من الداخل يتحمل تلك الأشواك الجافة أثناء مضغها، وشفتين غليظتين قويتين خاصة شفته العليا المشقوقة، والتي تمكنه من جمع الأشواك الجافة بكفاءة عالية، والجمل من الحيوانات المجترة ،أي التي تقوم بترجيع بعض الطعام الذي تناولته من قبل من معدتها إلى فمها؛ لتمضغه جيدا مرة أخرى، ثم تبتلعه في معدتها ثانية فيسهل بذلك هضمه .

· تحمل العطش :

وللجمل قدرة عجيبة على تحمل العطش، بل إنه يضرب به المثل في ذلك !! ففي فصلى الشتاء والربيع يمكن للجمل أن يعيش مدة طويلة تتراوح ما بين شهرين إلى أربعة أشهر دون أن يشرب الماء، ويكتفي بما يأكله من نباتات خضراء غنية بالماء، أما في فصل الصيف الحار فيمكنه أن يتحمل العطش مدة تتراوح ما بين ستة أيام إلى عشرة، وقد تزيد على ذلك فتصل إلى أسبوعين أو أكثر، ويرجع ذلك إلى عدة أشياء يتمتع بها الجمل دون سائر الحيوانات، فهو يستطيع أن يحافظ على ماء جسمه بكفاءة عالية فلا يفقد منه إلا القليل، إذ إنه لا يتنفس من فمه، ولا يلهث أبدًا مهما اشتد الحر، وهو بذلك يتجنب تبخر كميات كبيرة من ماء جسمه عن طريق الفم، كما تقوم الكليتان بدور كبير في اقتصاد الماء الموجود داخل الجسم بصورة مذهلة، ولا تخرجان إلا كمية بول قليلة جدًّا إلى حد ما، ولكن أعجب ما في الجمل هو قلة عرقه إلى أدنى حد ممكن؛ إذ إنه لا يعرق إلا إذا تجاوزت درجة حرارة جسمه نحو (41ْم) تقريبًا، وهذه ميزة عظيمة تمكن الجمل من الاحتفاظ بالماء داخل جسمه أطول فترة ممكنة !!!

· أنواع الجمال :

والجمال نوعان : نوع عربي، ويعيش في شبه الجزيرة العربية وشمال قارة إفريقيا، كما نقلت أعداد كبيرة منه لتعيش في "الهند" و"أستراليا"، و"أمريكا الشمالية" وغيرها من البلاد، ويتميز هذا النوع بأن له سنامًا واحدًا فقط على ظهره، أما النوع الثاني فهو الجمل الآسيوي، ويعيش في وسط قارة "آسيا"، خاصة في "منغوليا"، وشمال "الصين" و"أفغانستان"، وجنوب "روسيا".. وغيرها.

ويتميز هذا النوع بأن له سنامين بدلاً من سنام واحد، كما أنه أكبر وزنًا وأشد قوة، لكن أرجله أقصر، وسرعته في الجري أقل، ويغطى معظم جسمه وبر كثيف أكثر مما في الجمل العربي، خاصة على الذقن والكتفين والسنامين .

وتعيش في قارة أمريكا الجنوبية أنواع أخرى من الفصيلة الإبلية وهى ما تعرف بأشباه الإبل مثل حيوان "اللاما"، و"الألباكا"، و"الفيكونا"، وهى أنواع وثيقة الصلة بالجمال إلا أنها أصغر حجمًا وأقل وزنًا وليس لها سنام .

· الحمل والرضاعة :

والجمل حيوان ثديي، يلد ويرضع صغاره، وتصل فترة حمل الناقة (وهى أنثى الجمل) إلى نحو سنة كاملة، وقد تصل إلى (13) شهرًا، وتضع الأنثى وليدًا واحدًا، ونادرًا ما تلد توأمًا، ويزن صغير الجمل عند ولادته ما بين (25) إلى (50) كيلوجرامًا، ويبلغ ارتفاعه نحو (90) سنتيمترًا، ويستطيع صغير الجمل أن يقف على أقدامه بعد مرور نحو ساعتين أو أكثر، ويظل يرضع من لبن أمه نحو سنة كاملة ثم يُفطم بعد ذلك، ويبلغ متوسط عمر الجمل نحو (30) عامًا، وقد يعيش حتى يبلغ سن الأربعين .

· من فوائد الجمل :

الجمل حيوان عظيم النفع للإنسان فهو يستخدمه في أداء كثير من الأعمال الشاقة، فهو يقوم بحمل الركاب، ونقل الأمتعة من مكان إلى آخر، ويمكن للإبل التي تستخدم للركوب أن تقطع مسافة قدرها نحو (10) كيلومترات في الساعة تقريبًا، وأن تمشى في اليوم الواحد نحو (100) كيلومتر دون تعب أو كلل، أما الإبل المستخدمة في حمل الأمتعة فيمكنها حمل نحو (150) إلى (300) كيلوجرام، ومازالت الإبل تستخدم في بعض فرق الجيش والشرطة، وهو ما يعرف باسم فرق الهجانة، كما تستخدم بعض أنواع الإبل المعروفة بسرعتها وخفة حركتها في مسابقات الجري والتي تعرف باسم سباق "الهجن" .

وتعتبر الجمال من أهم الحيوانات التي يستفيد الإنسان من لحمها ولبنها ووبرها وجلودها، ويتميز لبن الإبل بجودته العالية، وحلاوة طعمه، وسهولة هضمه فهو قليل الدهون، خفيف على المعدة، غنى بالفيتامينات والبروتينات والمعادن خاصة الكالسيوم، كما يحتوى على مواد تقاوم السموم والبكتيريا، وبه مواد تقوى جهاز المناعة، ويستخدم في علاج كثير من الأمراض خاصة أمراض البطن والكبد وغيرها، وقد اشتكى بعض الناس إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- من مرض أصاب بطونهم، فأمرهم النبي- صلى الله عليه وسلم- أن يشربوا من ألبان الإبل وأبوالها ففعلوا، فشفوا بإذن الله .

أما وبر الإبل فيستخدم في صنع الثياب والأغطية والفرش والخيام، ويصنع من جلود الإبل الملابس الجلدية والأحذية والحقائب، ويتميز جلد الجمل بقوته وسماكته وجودته العالية .

· معلومات وطرائف حول الجمل :

- الناقة : هي الأنثى من الإبل ، والجمع نوق ، ويقال للذكر : جمل .

- الإبل : لفظ يطلق على الجمال والنوق معًا، وهو اسم جمع لا واحد له من لفظه.

- البعير : ما صلح للركوب والحمل من الإبل، ويقال للجمل والناقة .

- السليل : هو ولد الناقة لحظة ولادته .

- الحوار : هو ولد الناقة قبل أن يفطم .

- الفصيل : هو ولد الناقة إذا فُطم وأبعد عن أمه .

- ورد لفظ الإبل في القرآن الكريم مرتين، والناقة (7) مرات، والعير ( 3) مرات، والبعير مرتين، والجمل مرة واحدة .

- يسير الجمل بطريقة تختلف عن طريقة سير الحيوانات الأخرى , إذ إنه يحرك رجلي الجانب الأيمن معًا، ويتبعهما برجلي الجانب الأيسر معًا، وينتج عن هذه المشية تأرجح كل من يعتلى ظهره بصورة كبيرة .

- يستطيع الجمل العطشان أن يشرب أكثر من (100) لتر من الماء دفعة واحدة دون أن يحدث له أي ضرر، ولا تبقى هذه المياه في أمعائه، ولكنها تنساب داخل أنسجة جسمه فورًا .

- الجمل شديد الاقتصاد جدًّا في الماء، ولا يفقد منه إلا أقل من لتر واحد في اليوم أو يزيد، وذلك عن طريق البول .

- حين يكون الجمل بحالة صحية جيدة نجد سنامه قائمًا ومكتظًّا، وحين يكون مريضًا أو تعرض لفترة جوع طويلة نجد سنامه ضامرًا، وقد يتلاشى .

- الجهاز الهضمي للجمل يخلو من المرارة .

- تلد أنثى الجمل وهى واقفة .

12-02-2014 | 437
 

عالـم النحــل

عالم النحل عالم مدهش ومثير، ومليء بالأسرار، والمعجزات الباهرة التي تدل على قدرة الخالق العظيم الذي أبدع هذا الكائن العجيب، وجعل من أمته مثالاً يحتذي في التعاون والنظام، والبراعة والإتقان، ولقد استطاع العلماء اكتشاف بعض أسرار هذا العالم الغريب، لكن ما زال يخفى عليهم الكثير .. والكثير !!

فهيا نعرف بعضًا من هذه الأسرار .

· نظرة فاحصة إلى جسم النحلة :

يتكون جسم النحلة كسائر أجسام الحشرات الأخرى من ثلاثة أجزاء، هي :

الرأس، والصدر، والبطن .


- الرأس :

ويقع في مقدمة جسم النحلة، وللنحلة- في رأسها- نوعان من العيون، النوع الأول يسمى بالعيون المركبة، وهما اثنتان، وتقعان على جانبي الرأس، ويتكونان من آلاف من العدسات المتصلة ببعضها، وتستخدمها النحلة في الرؤية لمسافات بعيدة عندما تكون خارج الخلية، وفى رؤية الضوء فوق البنفسجي الذي لا تراه عين الإنسان، وهذه ميزة كبيرة تمكن النحلة من رؤية ألوان بعض الزهور، التي لا ترى إلا تحت الضوء فوق البنفسجي .

أما النوع الثاني من العيون فيسمى العيون البسيطة، وعددها ثلاثة، وتحتل أعلى الرأس، وتستخدمها النحلة في رؤية الأشياء القريبة، وحاسة الإبصار عند النحلة قوية جدًّا، كما يمكنها تمييز جميع الألوان عدا اللون الأحمر، وفى مقدمة رأس النحلة يوجد قرنان للاستشعار، تستخدمهما النحلة في تحسس الأشياء وتذوقها، كما أن لها فمًا ذا فك قوى للمضغ، ولسانًا يسمى "خرطومًا" له طرف يشبه الملعقة، تستخدمه في امتصاص رحيق الأزهار .

- الصدر :
ويوجد فيه أربعة أجنحة رقيقة وشفافة، جناحان على كل جانب من جانبي الصدر، وعندما تطير النحلة فإنها تصدر صوتًا مميزًا يسمى "الأزيز"، وتستطيع النحلة أن تحرك أجنحتها بسرعة كبيرة جدًّا، تبلغ نحو أربعمائة مرة في الثانية، ويوجد أسفل الأجنحة ست أرجل، ثلاث منها على كل جانب من جانبي الصدر .

- البطن :

وفيه عدد من الأجزاء المهمة جدًّا للنحلة، مثل كيس العسل أو حوصلة العسل، وهى عبارة عن معدة إضافية تخزن فيها النحلة الرحيق الذي تمتصه من الأزهار بلسانها، كما يوجد في هذا الجزء الخلفي بعض الغدد التي تصنع الشمع المهم لبناء الخلية، وفى نهاية البطن يوجد طرف مدبب تستخدمه النحلة في حماية نفسها وخليتها من الأعداء .

· مجتمع النحل عائلة واحدة :

يعيش النحل في جماعات كبيرة يتراوح عددها ما بين (50000) إلى (60000) نحلة، وقد يصل عدد النحل في الخلية الواحدة في بعض الأحيان إلى (80000) نحلة، وتسكن كل جماعة من النحل في بيت خاص بها تصنعه بنفسها يسمى الخلية، وقد يبنى النحل بيته في الجبال أو على الأشجار أو في خلايا خاصة من صنع الإنسان، قال تعالى :
"وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68)" (النحل:68)

ويتكون مجتمع النحل من ثلاثة أنواع :
ملكة واحدة، وبضع مئات من الذكور، وآلاف من الإناث وتسمى الشغالات أو العاملات، ويعيش جميع أفراد الخلية في نظام دقيق محكم يسوده الحب والتعاون، ويؤدى كل فرد فيه وظيفته الموكلة إليه على خير وجه، دون كسل أو ملل .

· الملكة :

الملكة هي أهم نحلة في الخلية، ووظيفة الملكة الأولى هي وضع البيض، الذي يخرج منه نحل الخلية كلها؛ ولذلك فهي أم جميع النحل إناثه وذكوره، وتضع ملكة النحل نحو (1500) بيضة في اليوم الواحد، وقد يصل عدد البيض إلى نحو (2500) بيضة، وتضعه في عيون خاصة من الشمع صنعتها الشغالات، لكن عندما ينتهي موسم العسل ينخفض عدد البيض الذي تبيضه الملكة شيئًا فشيئًا، ويقدر العلماء عدد البيض الذي تضعه الملكة طوال عمرها بنحو (مليون) بيضة تقريبًا، وتعيش ملكة النحل عمرًا مديدًا قد يصل إلى نحو (5) إلى (6) سنوات تقريبًا .

· ذكور النحل :

ليس لذكور النحل أي وظيفة تذكر داخل الخلية سوى تلقيح الملكة في موسم التزاوج، وذكور النحل ليس لديها القدرة على القيام بما تقوم به الإناث، وهى الشغالات من مهام، فألسنتها قصيرة لا تقدر على امتصاص رحيق الأزهار، وليس في أرجلها سلال تجمع فيها حبوب اللقاح من النبات، وتخلو أجسامها من الغدد التي تصنع الشمع اللازم لبناء الخلية، وليس لها زبان مدبب تدافع به عن نفسها ولا عن خليتها، لذلك فهي لا تصلح في بناء الخلية ولا في القيام بمهام حراستها، بل إنها حتى في طعامها تعتمد على ما تجلبه الشغالات من رحيق، لكن على الرغم من ذلك فإن ما تقوم به الذكور من دور- وهو تلقيح الملكة- ضروري لاستمرار الحياة في الخلية كلها، وإذا لم يحدث هذا الأمر فلن يكون هناك ملكات ولا ذكور ولا شغالات .

· الشغالات :

تعيش النحلة الشغالة نحو (6) أسابيع فقط تقضيها النحلة في عمل وحركة لا تنقطع، فهي تقضى الأسابيع الثلاثة الأولى من حياتها في العمل داخل الخلية، فمنها من تقوم بحراسة مدخل الخلية من الأعداء، ومنها من تقوم بتهوية الخلية، وذلك بتحريك أجنحتها بسرعة طوال الوقت؛ مما يساعد على تبريد الخلية في الجو الحار، ومنها من تقوم بتنظيف الخلية فتجمع الفضلات وغيرها وتلقيه خارج الخلية، ومنها من تقوم بعمليات الإصلاح خارج الخلية، وذلك بسد الشقوق التي قد توجد في الجدران والتي يمكن أن يدخل منها الأعداء أو يتسرب منها ماء المطر، ومنها من تقوم ببناء العيون السداسية من الشمع؛ لاستخدامها كمخازن للعسل أو كحجرات لتربية صغار النحل، كما تقوم الشغالة بالعناية بالبيض، ورعاية صغار النحل حتى تكبر، وعندما تتم النحلة الشغالة (21) يومًا من عمرها تكون قد أنجزت جميع المهام التي أوكلت إليها داخل الخلية، فتستعد بعد ذلك لإنجاز مهام أخرى عظيمة لكن خارج الخلية !!

· كيف تصنع الشغالات العسل ؟
تقضى الشغالات ما بقى من عمرها، ويبلغ نحو (3) أسابيع أخرى في جمع رحيق الأزهار، وحبوب اللقاح، فتظل طوال اليوم تبحث عن الأزهار المناسبة، وعندما تجدها تهبط عليها، وتغرس خرطومها (لسانها) في وسطها لتصل إلى مكان وجود الرحيق، وهو سائل حلو المذاق جدًّا، فتمتصه في الحال، فيمر ذلك الرحيق في أنبوب إلى معدة النحلة أو ما يسمى حوصلة العسل، وفى حوصلة العسل يتحول الرحيق إلى عسل أبيض جميل الطعم، وعندما تعود الشغالات إلى خليتها تخرج هذا العسل من فمها لتحفظه في عيون خاصة من الشمع، ثم تعود الشغالات بعد ذلك لتجمع الرحيق من جديد، وتستطيع النحلة أن تزور نحو (10000) زهرة في اليوم الواحد، وبالرغم من ذلك فإن الرحيق الذي تجمعه طوال حياتها كلها لا يكفى إلا لصنع نحو (45) جرامًا فقط من العسل .

· حبوب اللقاح :

وإلى جانب ما تجمعه الشغالات من رحيق الأزهار، فإنها تجمع حبوب اللقاح أيضًا، فعندما تلتصق بعض هذه الحبوب بأرجل النحلة وجسمها، وهى تجمع الرحيق تقوم النحلة بجمع هذه الحبوب من على جسمها بواسطة أمشاط خاصة من الشعر موجودة على أرجلها، ثم تفرغها داخل سلات حبوب اللقاح الموجودة على رجليها الخلفيتين، وعندما تصل النحلة إلى الخلية تفرغ هذه الحبوب في عيون الشمع بعد عجنها في فمها بإضافة بعض العسل والعصارات إليها؛ لتصنع ما يسمى بخبز النحل، وهو طعام شهى تستخدمه الشغالات في إطعام صغار النحل .

· بيت النحل :
يعد النحل من أجدر المخلوقات التي حباها الله – عز وجل- بمهارات وقدرات خاصة تمكنها من بناء بيت رائع لنفسها؛ ففي داخل جسم النحلة الشغالة غدد خاصة تحول بعض العسل الذي تأكله إلى شمع، ثم تخرجه من ثماني فتحات تقع على الجانب الأسفل من جسمها، وتضعه في فمها لكي تجعله لينًا طريًّا يسهل استخدامه في بناء العيون.

وتصنع الشغالات عيون خليتها على هيئة شكل سداسي الأضلاع، وتتلاصق هذه الأضلاع معًا بطريقة هندسية رائعة بحيث لا يكون بينها أي فراغ يذكر، وقد اكتشف العلماء أن تلك العيون السداسية أقوى وأمتن من العيون المربعة، كما إنها تسمح باحتواء أكبر عدد ممكن من أعضاء الخلية، وبأقل قدر من الشمع .


· العناية بالصغار :

تمر كل نحلة سواء كانت ملكة أم ذكرًا أم شغالة بأربع مراحل حتى تصبح نحلة كاملة؛ فبعد أن تضع الملكة البيض في العيون المخصصة له من الشمع تأخذ الشغالات (الحاضنات) المسئولة عن العناية به، في مراقبته عن قرب، وبعد ثلاثة أيام يفقس البيض دودًا صغيرًا يسمى اليرقات، فتقوم الحاضنات بإطعام هذه اليرقات غذاءً خاصًّا تفرزه من غدد في رأسها، يسمى بالفلوذج الملكي، وذلك لمدة ثلاثة أيام، ثم تبدأ الحاضنات في إطعام اليرقات الرحيق وحبوب اللقاح، ثم تتحول اليرقة إلى شرنقة، وأخيرًا تتحول الشرنقة إلى نحلة كاملة، ويستغرق نمو الملكة منذ أن كانت بيضة إلى أن تصبح ملكة نحو (16) يومًا، ويستغرق نمو الشغالة نحو (21) يومًا، أما الذكور فيستغرق نموها نحو (24) يومًا .

· من فوائد النحل :

للنحل فوائد عظيمة جدًّا للإنسان؛ فهو يسهم في زيادة محصول ثمار البساتين، عندما يتنقل من شجرة إلى أخرى بحثًا عن رحيق أزهارها، فينقل بجسمه حبوب اللقاح من شجرة إلى أخرى، وهو ما يعرف بعملية تلقيح الأشجار، وهى عملية مهمة لاستكمال مراحل نمو الثمار، ويستفيد الإنسان- أيضًا- من عسل النحل كطعام مفيد له، يحتوى على كثير من المعادن والفيتامينات والسكريات، وغيرها من المكونات المهمة للجسم، وقد جعل الله – عز وجل – هذا الشراب الجميل سببًا في علاج عدد هائل من الأمراض، ليس ذلك فحسب بل إن الأبحاث العلمية أثبتت فعالية سم النحل الذي يخرج من زبانها في شفاء كثير من الأمراض أيضًا، هذا بالإضافة إلى أهمية شمع النحل في صناعة أنواع معينة من الشموع، والألوان، والدهانات، والمستحضرات الطبية المهمة، وصدق الله العظيم إذ يقول في كتابه العزيز :
"يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)" (النحل:69)

· معلومات وطرائف حول النحل :

- يبلغ عدد أنواع النحل نحو (20) ألف نوع، ومعظم أنواع النحل غير اجتماعية، تحب العزلة باستثناء نحل العسل فهو يعيش في مجموعات كبيرة منظمة .

- ملكة النحل هي النحلة الوحيدة في الخلية التي تتزوج، ومن ذكر واحد فقط من ذكور الخلية، وهى- أيضًا- الوحيدة التي تضع البيض .

- أكبر أنواع نحل العسل يبلغ طولها نحو (20) ملليمترًا، وتسمى النحلة العملاقة، وأصغر أنواع نحل العسل هو النحل القزم؛ إذ لا يزيد طول الواحدة عن ملليمتر واحد فقط.

- حاسة الذوق عند نحلة العسل تميز بين المذاق الحلو والحامض والملح والمر .

- يملك النحل وسيلة خاصة للتخاطب، وذلك عن طريق الرقص .

- طول ملكة النحل يعادل ضعف طول النحلة الشغالة .

- تضع الملكة نوعين من البيض: أحدهما ملقح، ويخرج منه إما ملكات أو شغالات، والآخر غير ملقح، ويخرج منه الذكور .

- حاسة الشم عند النحلة تتركز في قرون الاستشعار التي يتخلل سطحها عدد هائل من المسام تبلغ نحو (500000) تقريبًا .

- تستطيع النحلة أن تطير بسرعة تبلغ نحو (65) كيلو مترًا في الساعة تقريبًا .

12-02-2014 | 437
 

السيارة

لم يكن أجدادنا الأوائل يعرفون أي وسيلة من وسائل النقل والمواصلات ، بل كان كل اعتمادهم على قدراتهم البدنية في حمل الأشياء ، والتنقل من مكان إلى آخر ، وعندما وجد أجدادنا أن عملية جر الأشياء- خاصة الثقيلة- تكون أسهل كثيرًا إذا وضعت على قطعة من الخشب ، ثم تم جذبها بواسطة حبل ، حينئذٍ فكروا في صنع "الزحافة" التي قد تكون أول وسيلة للنقل البرى عرفتها الإنسانية ، واستخدم أجدادنا الحيوانات كالثور والحمار، ثم الحصان، في التنقل من مكان إلى آخر، وفى جر تلك الزحافات أيضًا .

اختراع العجلة :

يعد اختراع العجلة من أعظم الاختراعات في مجال النقل والمواصلات ، غير أنه لا يعرف على وجه الدقة من قام باختراعها ، أو متى كان ذلك ، وعلى أية حال فهناك رسوم وصور منحوتة على جدران آثار بلاد ما بين النهرين، تصور عربات ذات عجلات، عبارة عن قرص من الصلب، يقوم بتثبيت عدد من القطع الخشبية معًا، ويرجع تاريخ هذه الرسومات إلى (3000) سنة ق.م على الأقل ، لكن من المحتمل أن يكون اختراع العجلة كان قبل ذلك بوقت طويل ، وإذا كانت العربات التي تسير على عجلات لم تظهر في "مصر" إلا بعد أن احتلها "الهكسوس" في أواخر القرن (18 ق.م)، إلا أن المصريين هم الذين قاموا بتطوير تلك العجلات ، وأدخلوا عليها تحسينات جوهرية ، فأصبحت سهلة الحركة ، ضعيفة الوزن ، شديدة المقاومة ، وقد نقلها عنهم "الإغريق" و"الرومان" فيما بعد، وأدخلوا عليها تحسينات أخرى جديدة .

الجد الأول للسيارة :
ظل حلم ابتكار وسيلة ميكانيكية، تنقل الناس من مكان إلى آخر، يراود الإنسان زمنًا طويلاً ، وذلك بدلاً من العربة التي تجرها الخيول أو الحيوانات الأخرى ، والتي ظلت الوسيلة الرئيسية التي تقوم بهذا الدور آلاف السنين، إلى أن تحقق ذلك الحلم عام (1769 م) تقريبًا ، عندما قام الفرنسي "نيقولا كونيو" باختراع أول سيارة تعمل بالبخار ، والتي تعد الجد الأول للسيارة ، وكانت عبارة عن سيارة ضخمة ، ثقيلة الوزن ، لها ثلاث عجلات ، وغلاية ضخمة في مقدمتها؛ لتوليد البخار اللازم لحركة الموتور ، وكانت تسير بسرعة بطيئة من (5:3) كيلو مترات فقط في الساعة الواحدة، وكانت تتوقف كل (15) دقيقة ليعاد ملؤها بالماء .
وقد أوقعت هذه السيارة مخترعها في أول حادث سيارة في العالم، عندما اصطدمت بحائط ، وقد توقف استخدام هذا الطراز من السيارات بعد فترة قصيرة جدًًّا من اختراعه .

محرك السيارة :

استمرت المحاولات المضنية لتطوير السيارة البخارية على مدار مائة عام تقريبًا ، لكن لم تظهر خلال هذه المدة سيارة سريعة الحركة سهلة الاستخدام ، في متناول الناس، إلى أن ظهر أول المحركات ذا الاحتراق الداخلي ، والتي سرعان ما حلت محل المحركات التي تدور بالبخار ، ويعود اختراع هذا المحرك إلى عدد من الفنيين في مجال "الميكانيكا" ، مثل : "رينوار" الفرنسي ، و"أوتو" ، و"لانجن" الألمانيين ، و"بارسانتى" ، و"ماتوتشى" الإيطاليين.

ويعد الألمانيان "كارل بنز" ، و"جوتليب ديملر" الأبوين الحقيقيين للسيارة الحديثة ؛ فقد صنعا أولى العربات بمحرك يعمل بالبنزين، بفارق زمني بينهما لا يتعدى بضعة أشهر (1885- 1886 م) .
ففي سنة (1883 م) صنع "ديملر" أول المحركات الخفيفة الوزن التي تعمل بالبنزين ، وتدور بسرعة كبيرة ، وركبه على دراجة خشبية سنة (1885 م) . وفى السنة التالية صنع أولى سياراته ، وكانت تسير على أربع عجلات ،وبطريقة مستقلة قام "بنز"بصنع سيارته الأولى ذات العجلات الثلاثة ومحرك يركب بالعرض في مؤخرة السيارة .

ثم ظهرت الإطارات المصنوعة من المطاط المنفوخ بالهواء عام (1888 م) ، على يد مبتكرها الإنجليزي "جون دانلوب" ، وكان لهذه الإطارات دور كبير في زيادة سرعة السيارة وسهولة حركتها ..

سيارة للجميع :
ولعل من أهم الأمور التي أدت إلى انتشار السيارة على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، هو ما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية سنة (1908 م) ، عندما صمم الأمريكي "هنري فورد" أول سيارة شعبية رخيصة الثمن ، سهلة القيادة، جميلة المنظر تسير بسرعة عالية ،وقد أطلق على سيارته اسم "تى فورد" .

وقد راجت هذه السيارة رواجًا كبيرًا، حتى إنه بيع منها أكثر من (15) مليون سيارة تقريبًا ، وذلك قبل توقف صنعها سنة (1927 م) ، وبذلك تعد سيارة "فورد" هي أول سيارة للجميع .


قيادة أكثر راحة :
وكان معظم السيارات عند بداية تصنيعها بدون غطاء يحمى من يركبها ، ثم صارت لها أغطية قوية ، وهيكل معدني قوى انسيابي الشكل ، كما زودت بمستودع لحفظ الحقائب ، وأصبحت السيارة أكثر قوة ومتانة وسرعة ،

وخلال الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945 م) ظهرت سيارات، يمكنها السير على الأراضي الوعرة ، ثم ظهرت بعد الحرب نماذج أخرى من سيارات، يمكنها السير في الصحارى ووسط الغابات، أو على شواطئ البحار أو في الماء ، وهى ما تعرف باسم السيارة البرمائية التي ظهرت في الستينيات .

ثم أجريت بعد ذلك تعديلات شتى، جعلت من التنقل بالسيارة متعة كبيرة ، فأصبحت مكيفة الهواء ، مزودة بوسائل الاتصال والإعلام المختلفة، كالتليفون والراديو والتليفزيون .. وغيرها، كما أصبحت السيارة أكثر سرعة ، وأقل ضوضاء ، واهتمت معظم بلاد العالم بإنشاء شبكات من الطرق المتسعة الممهدة، والمجهزة خصيصًا لسير السيارات والحافلات، وغيرها من وسائل النقل والمواصلات ، كما تم إنشاء العديد من مراكز الصيانة والإصلاح ومحطات تزويد السيارات بالوقود .

واهتمت الدول بإصدار قوانين وتشريعات، تحكم حركة سير السيارات والمشاة ، وهو ما يعرف بقوانين المرور ، وهى مجموعة من الأوامر والإشارات والعلامات المرورية المتفق عليها عالميًّا ، والتي يجب أن يلتزم بها قائدو السيارات والمشاة مما يحفظ سلامتهما معًا .

السيارة والتلوث :

في إحدى الإحصائيات الحديثة قُدِّر عدد السيارات والشاحنات فقط في العالم، إلى ما يزيد على نحو (500) مليون سيارة وشاحنة !! ولو أن هذا الكم الهائل من السيارات وقف على خط واحد لدار حول كوكب الأرض نحو (50) مرة !!!

مع العلم أن عدد السيارات في تزايد مستمر وفظيع كل يوم !!وينبعث من هذا الكم الهائل من السيارات والشاحنات نفايات غازية تسمى أدخنة ، وتخرج هذه الأدخنة من أنابيب العادم الخاص بالسيارات ، وهى أدخنة سامة تسبب تلوثًا بيئيًّا خطيرًا إذ أن هذه النفايات الغازية يمكنها أن تحول المطر إلى مطر حمضي يسمم النباتات والبحيرات ، كما أن هذا الكم الهائل من الأدخنة المنبعثة من السيارات إلى جو الأرض يحبس حرارة الشمس ، وهو ما يسمى بظاهرة التسخين العالمي ، أو ارتفاع درجة حرارة الأرض ، وهذا التسخين قد يصهر مساحات من المناطق الجليدية؛ مما قد يؤدى إلى فيضانات تغرق الأرض ، وقد تسبب في جفاف أجزاء من العالم ، هذا إذا ما وضع في الحسبان عنصر الرصاص، الذي يضاف إلى وقود السيارة (البنزين) ليجعل المحركات تدور بشكل أفضل ، وهذا الرصاص يتسبب في إنتاج عوادم ضارة جدًّا على التنفس، بل وعلى البيئة كلها أيضًا .
سيارة المستقبل :

نجح العلماء في الآونة الأخيرة في ابتكار سيارات تعمل بوقود بديل عن زيت البترول الضار بالبيئة ، فظهرت "السيارة الكهربائية" ، وهى سيارة تدار بواسطة بطاريات تولد الطاقة الكهربائية بصورة مستمرة ، وتستخدم هذه السيارة الآن في أداء بعض المهام، التي لا تتطلب السير لمسافات طويلة جدًّا، خاصة أنها تفقد ما بها من طاقة كهربائية في وقت قصير ، ويحاول العلماء صنع بطاريات أفضل، تجعل السيارة الكهربائية في متناول الجميع ، كما تمكن العلماء من إنتاج سيارة تدار بواسطة الطاقة الشمسية المستمدة من الشمس إلى كهرباء ، ولهذه السيارات لوحات خاصة (خلايا شمسية) تقوم بتحويل ضوء الشمس إلى كهرباء تدير محرك السيارة ، وإن كانت هذه السيارة- أيضًا- ليست بالكفاءة العالية، التي تمكنها من أن تكون بديلاً للسيارة التي تعمل بالوقود بعد ، وما يدرينا لعل ذلك يكون قريبًا جدًّا.

12-02-2014 | 357
 

إسهامات الحضارة الإسلامية في علم الطب

الإسلام دين الرحمة والرأفة ، دعا إلى مداواة المريض، والتخفيف عن آلامه وعلاج ما يشكو

منه ، و أمر الناس بالبحث عن الدواء الجيد وبزيارة الطبيب المختص ، و لذلك قال- صلى الله عليه وسلم :" ياعباد الله تداووا فإن الله- تعالى- لم يضع داء إلا و ضع له دواء " (رواه الترمذى(


· الطب النبوي :
عرف المسلمون الطب النبوي ، من خلال أحاديث للنبي- صلى الله عليه وسلم- التي تتضمن علاج بعض العلل والأمراض ، كما وضع الإسلام بعض القواعد التي تؤدى إلى مجتمع صحي، منها الحث على نظافة البدن والطعام و البيوت والشوارع ، وبين الإسلام المواد الضارة بالصحة وجعلها من المحرمات ، وحث المسلمين على العناية بأجسامهم وصحتهم ، وعد ذلك من الإيمان .
فقال- صلى الله عليه وسلم - : "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف" . (رواه مسلم) وقدم الإسلام نظام الوقاية والعلاج ، وهو ما يمثل نظام العزل والحجر الصحي الذي تأخذ به الدول الحديثة لمنع
تفشى الأمراض و انتشار العدوى، ويتمثل هذا في قوله- صلى الله عليه وسلم : "إذا سمعتم بالطاعون في أرض فلا تدخلوها ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها" . (رواه البخارى)

· مهنة الطب في الدولة الإسلامية :

اعتنى المسلمون بمهنة الطب واهتم الخلفاء المسلمون بالأطباء ، وأقاموا بيمارستانات (مستشفيات) وأول بيمارستان أقيم عند المسلمين كان الذي أقامه الخليفة الأموي "الوليد بن عبد الملك" سنة( 88 ﻫ )، كما اهتم الخلفاء العباسيون بالطب ، وظهرت في العصر العباسي عائلة "بختيشوع" ، التي ظلت خلال قرن ونصف تتمتع بشهرة واسعة ،ويحظى أجيالها المتعاقبة بتقدير الخلفاء العباسيين .

وقد ارتفعت مكانة الطبيب في المجتمع الإسلامي ، وأصبح أقرب الناس إلى الخليفة والحاكم ، بل من الأطباء من أصبحوا من الوزراء الموثوق بهم، والعلماء الذين يقدمون على سائر رجال الدولة .

· جيل العمالقة من الأطباء المسلمين :
بدأ جيل العمالقة من الأطباء المسلمين في الظهور في القرن الرابع الهجري؛ وكان أولهم "محمد بن زكريا الرازي" المتوفى سنة (313 ﻫ) الذي يعد شيخ أطباء المسلمين ، وكان عالمًا موسوعيًّا، بلغت مؤلفاته أكثر من(200) كتاب ، من أشهرها كتاب "الحاوي في الطب" وقد نشر هذا الكتاب في الهند سنة (19م).

و"الرازى" هو مبتكر خيوط الجراحة ؛ وقد استخلصها من الحيوان لخياطة الأنسجة ، واكتشف مرض الحساسية ، واليرقان الناجم عن تكسر الدم ، وميز بينه وبين التهاب الكبد المعدي ، وهو أول من استعمل الفتيلة في الجرح ، واستعان بخبرته الكيمائية في إدخال بعض المركبات في العلاج لأول مرة ، مثل أملاح الزئبق والرصاص والنحاس بعد أن جربها على القرود ، وهو أول من أدخل الرصاص الأبيض في المراهم واستعمل مرهم الزئبق كمسِّهل .

· "ابن النفيس" .. مكتشف الدورة الدموية :

وأما "ابن النفيس" المتوفى سنة (687 ﻫ ) فهو من أشهر أطباء المسلمين في القرن السابع الهجري، وهو من مواليد "دمشق" ، وذاعت شهرته كطبيب في "مصر" حيث تولى إدارة البيمارستان المنصورى في "القاهرة" ، وكان آنذاك أعظم مستشفى في العالم ، وقد اكتشف "ابن النفيس" الدورة الدموية الصغرى ، ومن أشهر مؤلفاته الطبية كتاب "الشامل" وهو كتاب ضخم في عشرات الأجزاء .

· الجراحة عند المسلمين :

أجرى الأطباء المسلمون عمليات جراحية كبيرة ، فاستخدموا الكي في علاج بعض الأمراض ، واستأصلوا الأورام في أجزاء عديدة من الجسم ، وقاموا باستخراج الحصوات أو تفتيتها في المسالك البولية ، وقاموا بجراحات الأنف والأذن والحنجرة والفم والأسنان وغيرها ، واستخدموا في خياطة الجروح الخيوط المصنعة من أمعاء بعض الحيوانات، وبخاصة القطط ، واستعملوا بعض العقاقير المخدرة لتسكين الألم .

· أشهر الجراحين المسلمين :

"أبو القاسم الزهراوى" المتوفى (428 ﻫ ) ، صاحب كتاب "التصريف لمن عجز عن التأليف"، وهو الكتاب الذي اعتمدت عليه أوربا قرونًا طويلة بعد ترجمته إلى اللاتينية، وهذا الكتاب أول موسوعة في الجراحة والطب ويتكون من ثلاثين جزءًا.

و"الزهراوى" أول من ابتدأ جراحة الأوعية الدموية ، مثل خياطة الشرايين في حال قطعها أو ربطها في حالة النزيف ، وهو أول من استعمل الحرير في خياطة الجروح، وأسلاك الذهب في تقويم الأسنان ، وهو أول من ابتكر الخياطة التجميلية، وقد ابتكر كثيرًا من الآلات الجراحية التي لم تكن معروفة من قبل، ورسم صورها وأحجامها والمادة التي تصنع منها ، من ذلك : الصناير لقطع اللوز والأورام، وأنواع المكاوي للكي ، والكلاليب لخلع الأسنان .

وهو أول من ابتكر إجراء بعض العمليات الجراحية ، مثل حصوة المثانة ، واستئصال اللوزتين، وتقويم الأسنان، وشق الحنجرة للتنفس ، وهو أول من ابتكر طريقة الولادة بالحوض في حالة ما إذا كان وضع الجنين غير طبيعي، وقد نصح "الزهراوى" باستخدام مساعدات وممرضات من النساء في حالة إجراء عملية جراحية لامرأة؛ لأن ذلك أقرب إلى الطمأنينة والرقة .

· طب العيون :
وفى مجال العيون اشتهر عدد من أطباء العيون وكان يطلق عليهم "الكحالون"، ومنهم: "أبو القاسم عمار بن على الموصلي" وصار من أبرز أطباء العيون في العالم؛ وقد عرفه الأوربيون من خلال مؤلفاته ، ومن أشهر كتبه "المنتخب في علاج

أمراض العيون" ، ولهذا العالم دراسة عميقة في عمليات ماء العين "الكاتاراكت" ، ويرجع إليه الفضل في اختراع إبرة مجوفة لإجراء العملية التي تمتص هذا الماء .

وقد عاصر "أبو القاسم عمار" في القرن الخامس الهجري "على بن عيسى"، صاحب كتاب "تذكرة الكحالين"، وهو الكتاب الذي ظل يدرس في أوربا حتى القرن الثامن عشر الميلادي .

ومن أشهر الأطباء "حنين بن إسحاق" وهو صاحب كتاب "العشر مقالات في العين"، الذي يشمل على عشر مقالات ألفها "حنين" على مدى ثلاثين عامًا، ثم جمعها في كتاب واحد ، وأضاف إليه "حنين" كتابًا يحوى على جميع المعلومات الضرورية ، لمن يريد علاج أمراض العين على طريقة صائبة ، وترجع أهمية هذا الكتاب إلى أنه أول مرجع علمي مدرسي وصل إلينا في أمراض العيون وعلاجها منذ العصر اليوناني القديم .

· البيمارستانات (المستشفيات الإسلامية) :
أقام المسلمون منذ فترة مبكرة البيمارستانات (المستشفيات الإسلامية) لاستقبال المرضى وعلاجهم ، وتوالى إقامتها في مختلف أنحاء العالم الإسلامي في "بغداد" و"القاهرة" و"دمشق" وغيرها ، وكانت البيمارستانات تقدم خدماتها

الطبية بالمجان تحت إشراف الأطباء المهرة . وقد ابتدع المسلمون ما يسمى بالفحص السريرى لتشخيص المرض ، ويرجع إليهم الفضل في نقل هذا النظام إلى أوربا في الطب الحديث ، وعلى ضوء هذا الفحص يشخص المرض ، وينقل المريض إلى القسم المخصص كعلاج مثل هذا النوع من المرض ، وقد نقل الغرب عن المسلمين هذا الأسلوب بعد ستة قرون كاملة، وكان الطبيب المسلم يتحسس حرارة المريض بظهر الكف ويقيس النبض بأنامله ، ويتحسس الكبد والأمعاء ، ثم ينظر في قارورة البول ليعرف التشخيص المخبري وهكذا .

وكان المريض الذي يتقرر دخوله المستشفى تؤخذ ثيابه وحاجاته وتحفظ في أمانات المستشفى، ويسلم ثوبًا جديدًا ، ثم يسجل اسمه ، لكي يصرف له معونة مالية ليعول أسرته أثناء وجوده بالمستشفى ، فإذا خرج من المستشفى تزاد هذه المعونة حتى لا يضطر إلى العمل في فترة النقاهة .

12-02-2014 | 379
 

إسهامات المسلمين في علم الفلك

كان للإسلام الفضل الأكبر في نهضة علم الفلك عند المسلمين ، فالمسلم يبدأ يومه قبل شروق الشمس فيراقب مطلع الفجر لكي يصلى الصبح ، ثم في آخر نهاره يراقب الغسق ليصلى العشاء ، وبين الفجر والعشاء يتابع حركة الشمس لكي يحدد وقت الظهر والعصر والمغرب ، فيصلى كل صلاة في وقتها .

وهو يصوم مع هلال رمضان ، ويفطر حسب الشهر القمري ، وإذا صلى في أي مكان فهو ملتزم أن يعرف اتجاه الكعبة .. وذلك يتطلب منه أن يعرف مكانه على ظهر الأرض ، ويعرف الشمال والجنوب ، والشرق والغرب .

وهو حين يتلو القرآن يجد آياته تأمره بالتأمل في الفضاء الخارجي من حوله وتدعوه إلى التفكر في خلق السماوات والأرض ، ثم يجد أن القرآن يذكر كواكب معينة ونجومًا بأسمائها ، مثل قوله تعالى :"وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى (49)" (النجم 49)

وأول من اهتم بعلم الفلك من الخلفاء المسلمين هو "أبو جعفر المنصور" الخليفة العباسي ، فقد شجع المترجمين وأغدق عليهم المال ، وفى عهده ترجمت بعض كتب الفلك إلى العربية ، ثم اقتدى بالخليفة "المنصور" من جاء بعده من الخلفاء في نشر العلوم ، وتشجيع دراسة علم الفلك والرياضيات ، وترجمة ما ألفه "إقليدس" و"أرشميدس" و"بطليموس" وغيرهم من علماء "اليونان" .

وقد نبغ في علم الفلك كثير من علماء المسلمين ، مثل "محمد البتانى" الفلكي ، الذي صحح بعض الأخطاء التي وقع فيها "بطليموس" ، ووصل إلى نتائج جديدة لم يصل إليها أحد من قبله . و"محمد الفرغانى" الذي عاش في القرن الرابع الهجري ، وقام بأبحاث مبتكرة في تحديد طول السنة تحديداً مضبوطاً ، وأطوال الليل والنهار ، وحركات الكواكب والنجوم .


"وبن يونس المصري" الذي عاصر "الحاكم بأمر الله الفاطمي" ، قام بأبحاث حول كسوف الشمس وخسوف القمر ، وتعيين الاعتدال الشمسي ، وتحديد خطوط الطول ، وقد عاصر"ابن يونس" فلكي آخر هو "أبو الوفاء البوزجانى" الذي اشتهر بالجداول الفلكية الدقيقة التي وضعها .

· الزيج الصابئ .. من أهم كتب الفلك

على أن من أهم مؤلفات الفلكيين المسلمين كتاب "الزيج الصابئ" للبتانى ، بما أحدثه من تأثير كبير في علم الفلك ، وقد ترجم هذا الكتاب إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر الميلادي ، كما طبع في أوروبا عدة طبعات .

ويعد هذا الكتاب دائرة معارف فلكية ، وضح فيها "البتانى" دائرة الفلك ، وارتفاع القطب الشمالي ومعرفة ارتفاع الكواكب ، وطول السنة الشمسية وأفلاك القمر والكواكب ، ومعرفة كسوف الشمس ، ومطالع البروج وغير ذلك من المعلومات المهمة المدعمة بجداول رياضية غاية في الدقة والوضوح .

والأزياج جمع زيج ، وهى جداول رياضية عددية ، تحدد مواضع الكواكب السيارة في أفلاكها ، وقواعد معرفة الشهور والأيام والتواريخ الماضية ، والوقوف على أوضاع الكواكب من حيث الارتفاع والانخفاض والميول والحركات . وتعتمد هذه الجداول على قواعد حسابية وقوانين عددية في منتهى الدقة .

· بناء المراصد الفلكية :

استخدم المسلمون في بحوثهم الفلكية المراصد ، وأول من أنشأ المراصد في الإسلام الخليفة العباسي "المأمون" وكان محبًّا للعلم ويشجع العلماء ، فأمر ببناء مرصد على جبل "قاسيون" في "دمشق" ، وفى "الشماسية" في بغداد ، وفى مدة خلافته وبعد وفاته أنشئت عدة مراصد في أنحاء مختلفة من العالم الإسلامي .

وأقام أبناء "موسى بن شاكر" مرصدًا في بغداد ، وفيه استخرجوا حساب العرض الأكبر ، كما أنشأ الفاطميون في مصر مرصدًا على جبل المقطم عرف باسم المرصد الحاكمى ، وكان مرصد "مراغة" ببلاد "فارس" الذي بناه "نصير الدين الطوسى" من أشهر المراصد وأكبرها ، واشتهر بآلاته الدقيقة وتفوٍّق المشتغلين فيه، وامتازت أرصاد هذه المراصد بالدقة ، واعتمد عليها علماء أوروبا في عصر النهضة وما بعده في بحوثهم الفلكية ، وإلى جانب هذه المراصد كانت توجد مراصد أخرى ، مثل : مرصد "ابن الشاطر" بالشام ، ومرصد "الدينورى" بأصبهان ، ومرصد "ألغ بك" بسمرقند ، ومراصد أخرى في الأندلس ( إسبانيا والبرتغال) وبلاد المغرب العربي .

واستعان العلماء المسلمون في هذه المراصد بآلات وأجهزة ومعدات غاية في الدقة وجمال الصنعة يعرفون بها الظواهر الفلكية ، وكثير من هذه الآلات كان من اختراع علماء المسلمين ، ولم تعرف من قبلهم ، كما استعانوا من اختراع الحضارات السابقة مثل :

"الإسطرلاب" الذي احتفظ باسمه اليوناني ، فإن المسلمين طوروا فيه وصنعوا منه نماذج عديدة تجمع بين الدقة وجمال الصيغة ، ولازالت كثير من متاحف العلماء تحتفظ بنماذج من هذه الإسطرلابات وهى تستخدم في قياس ارتفاعات الكواكب عن الأفق وتعيين الزمن .


· إسهامات المسلمين في علم الفلك :
بعد أن ترجم المسلمون المؤلفات الفلكية للأمم التي سبقتهم صححوا بعضها ونقحوا بعضها الآخر وزادوا عليها ، ولم يقفوا في علم الفلك عند حد النظريات بل تجاوزوا ذلك إلى عمليات الرصد .

ويجمع علماء الفلك اليوم على أهمية النتائج التي توصل إليها علماء الفلك المسلمون ومن هذه النتائج :

* أن المسلمين أول من أثبت بالتجربة والمشاهدة والحساب نظرية أن الأرض كروية .

* أن بعض علماء المسلمين مثل "الفرغانى" و"ابن رسته" حسبوا أبعاد الشمس والقمر و"الزهرة" و"المريخ" و"عطارد" و"زحل" و"المشترى" عن مركز الأرض ، وقدر "البتانى" أن بعد الشمس في أبعد أفلاكها يساوى (1146) مرة مثل نصف قطر الأرض ، وفى أقرب مواقعها تساوى (1070) مرة مثل نصف قطر الأرض ، وإذا كانت في متوسط بعدها فإنها تساوى (1108) مرة ، وهذه الأرقام قريبة جدًّا من النتائج التي وصل إليها العلماء في هذا العصر .

* قيام "الحسن بن الهيثم" باختراع أول كاميرا في التاريخ ، وسماها "الخزانة المظلمة ذات الثقب" وهى عبارة عن صندوق مطلي من الداخل باللون الأسود ، وبه ثقب من ناحية ، ولوح خارجي مصنفر من الناحية الأخرى .

وقد استعمل علماء الفلك المسلمون هذه الكاميرا في مراصدهم حيث تظهر على اللوح الزجاجي صور صافية للنجوم والكواكب ، مما ساعد على معرفة نسبها وأحجامها وفى اكتشاف نجوم جديدة لا تزال تحمل الأسماء العربية حتى اليوم .

* أنهم رسموا خرائط ملونة للسماء ، وقد ألف "عبد الرحمن الصوفي" كتاباً بعنوان "صور الكواكب الثابتة" عن النجوم الثوابت به خرائط مصورة ، وبين فيه مواضع ألف نجم، وكلها رصدها بنفسه ، ووصفها وصفًا دقيقًا ، ووضع أقدارها من جديد بدقة متناهية تقترب من التقديرات الحديثة .

* أنهم ابتكروا تقاويم شمسية فاقت في ضبطها وإتقانها كل التقاويم السابقة ، وحسبوا أيام السنة الشمسية بأنها ( 365) يوماً وست ساعات وتسع دقائق وعشر ثوانٍ ، وهو يختلف عن الحساب الحديث بمقدار دقيقتين و(22) ثانية .

* أن "عباس بن فرناس" العالم الأندلسي إلى جانب كونه أول مخترع للطائرة ، فهو أول مخترع للقبة الفضائية ، فقد أقام في ساحة بيته قبة ضخمة جمع فيها النجوم والأفلاك ، والشهب والنيازك والبرق والرعد ، وكان يزوره الولاة والعلماء والأعيان فيعجبون من اختراعه هذا .

* ثمانية عشر عالماً إسلاميًّا على سطح القمر :

وخير شاهد على فضل علماء المسلمين وإنجازاتهم في علوم الفلك أن اختارت الهيئة الفلكية العالمية ثمانية عشر عالمًا إسلاميًّا ، وقررت وضع أسمائهم على تضاريس القمر؛ اعترافًا بفضلهم على أبحاث الفضاء ، وفى هبوط الإنسان على سطح القمر ومن هؤلاء :

"إبراهيم الفزارى" ، "محمد الفرغانى" ، "أبو ريحان البيرونى" ، "جابر بن حيان" ، و"ابن بطوطة" الرحالة المشهور ، و"عمر الخيام" الذي قام بأبحاث مهمة في مرصده حول دوران الكواكب حول الشمس .

أشهر علماء الفلك المسلمين :

البتانى : هو "محمد بن جابر بن سنان البتانى" ، ولد في "بتان" من نواحي "حُرَّان" وإليها ينسب سنة (244ه) يعده كثيرون من عباقرة العالم الذين وضعوا نظريات مهمة ، وأضافوا بحوثًا مبتكرة في الفلك والجبر والمثلثات ، واشتهر برصد الكواكب والأجرام السماوية ، وعلى الرغم من أنه لم تكن لديه آلات دقيقة كالتي يستعملها الفلكيون الآن ، فقد تمكن من إجراء أرصاد لاتزال محل دهشة العلماء وإعجابهم ، وتوفى سنة (317 ه = 929م)

* ابن يونس المصري : هو "على بن عبد الرحمن بن أحمد بن يونس المصري" كان من مشاهير الرياضيين والفلكيين الذين ظهروا بعد "البتانى" ، وقد عرف الفاطميون في مصر قدر "ابن يونس" ، فأجزلوا له العطاء ، وبنوا له مرصداً على جبل المقطم ، وجهزوه بكل ما يلزمه من الآلات والأدوات .

وابن يونس هو مخترع "الرقاص" بندول الساعة ، وكان كثيرون يعتقدون أن هذا الاختراع

من ابتكار العالم الإيطالي الشهير "جاليلو" المتوفى سنة (1642م) لكن هذا غير صحيح ، وقد أثبت العلماء الأوربيون المنصفون هذا الاختراع أنه لابن يونس المصري .

* البيرونى : هو "محمد بن أحمد أبو الريحان البيرونى" ، ولد سنة ( 362ه = 973م) في "خوارزم" ، وعرف بأنه كان صاحب عقلية كبيرة ، ونبغ في كثير من العلوم وكانت له ابتكارات وبحوث مستفيضة في الرياضيات والفلك والطبيعة .

وله في علم الفلك إسهامات عظيمة ، فقد أشار إلى دوران الأرض على محورها ، وألف كتابًا في الفلك يعد أشهر كتاب ظهر في القرن الخامس الهجري ، ووضع نظرية لاستخراج مقدار محيط الأرض ، عرفت باسم "قاعدة البيرونى" وللبيرونى أكثر من (120) كتابًا ترجم بعضها إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية وتوفى سنة ( 440ه = 1048م) .

ولا يزال علم الفلك اليوم مليئًا بالمصطلحات وأسماء الكواكب والأبراج ذات الأصل العربي ، الأمر الذي يشهد على فضل علماء المسلمين على هذا اليوم ، من ذلك :

الجدي Algedi

فم الحوت Famul - hout

سعد السعود Sada Saoud

السرطان Sheratan

العقرب Acrab

الشولة Alasha

12-02-2014 | 495
 

المواد

تصميم وتطويركنون